COP28.. ثلاثة ابتكارات غذائية وزراعية لحماية المناخ وتأمين الغذاء
للمرة الأولى على الإطلاق، احتلت الأغذية والزراعة مركز الصدارة في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ في عام 2023.
للمرة الأولى على الإطلاق، احتلت الأغذية والزراعة مركز الصدارة في مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ في عام 2023.
ووقعت أكثر من 130 دولة إعلانا في الأول من ديسمبر/كانون الأول، تتعهد فيه بجعل أنظمتها الغذائية، كل شيء من الإنتاج إلى الاستهلاك، نقطة محورية في الاستراتيجيات الوطنية لمعالجة تغير المناخ، وهو ما يلفت الانتباه إلى قضية حاسمة.
وتواجه الإمدادات الغذائية العالمية بشكل متزايد اضطرابات بسبب الحرارة الشديدة والعواصف، كما أنها من ناحية أخرى، مساهم رئيسي في تغير المناخ، فهي مسؤولة عن ثلث إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية، وهذا التوتر هو السبب وراء تزايد الاهتمام بالابتكار الزراعي في المناقشات الدولية المتعلقة بالمناخ.
وفي الوقت الحاضر، توفر الزراعة ما يكفي من الغذاء لسكان العالم البالغ عددهم 8 مليارات نسمة، على الرغم من أن العديد منهم لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء.
ولكن لإطعام سكان العالم الذين سيبلغ عددهم 10 مليارات نسمة في عام 2050، فإن الأراضي الزراعية سوف تحتاج إلى التوسع بمقدار 660 ألفا إلى 1.2 مليون ميل مربع (171 مليونا إلى 301 مليون هكتار) مقارنة بعام 2010، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من إزالة الغابات، وهو ما يساهم في تغير المناخ.
علاوة على ذلك، فإن بعض الممارسات التي يتم الاعتماد عليها على نطاق واسع لإنتاج ما يكفي من الغذاء، مثل استخدام الأسمدة الاصطناعية، تساهم أيضا في تغير المناخ.
ويقول بول وينترز، أستاذ الشؤون العالمية بجامعة نوتردام الأمريكية، في مقال كتبه بموقع "ذا كونفرسيشن" إن "مجرد القضاء على إزالة الغابات وهذه الممارسات دون حلول بديلة، من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الإمدادات الغذائية في العالم ودخول المزارعين، ومن حسن الحظ أن الابتكارات الناشئة قادرة على المساعدة".
وفي تقرير جديد، تحدد لجنة الابتكار المعنية بتغير المناخ والأمن الغذائي والزراعة، التي أسسها الاقتصادي مايكل كريمر الحائز على جائزة نوبل، سبعة مجالات ذات أولوية للابتكار يمكن أن تساعد في ضمان إنتاج الغذاء الكافي، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة وتوسيع نطاقها للوصول إلى مئات الملايين من الناس.
ويقول وينترز: " غير أنني كخبير اقتصادي زراعي ومدير تنفيذي للجنة، أرى أن ثلاثة ابتكارات على وجه الخصوص يجب التركيز عليها لقدرتها على التوسع بسرعة وتحقيق نتائج اقتصادية".
تنبؤات جوية دقيقة
وأول هذه الابتكارات هي " التنبؤات الجوية"، ويقول وينترز إنه "مع تعرض المحاصيل للطقس المتطرف بشكل متزايد للخطر ومعاناة المزارعين من أجل التكيف، فإن التنبؤات الجوية الدقيقة أمر بالغ الأهمية".
و يحتاج المزارعون إلى معرفة ما يمكن توقعه، سواء في الأيام المقبلة أو في المستقبل، لاتخاذ قرارات استراتيجية بشأن الزراعة والري والتسميد والحصاد.
ومع ذلك، فإن الوصول إلى تنبؤات دقيقة ومفصلة أمر نادر بالنسبة للمزارعين في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ويوضح وينترز أن "تقييمهم يظهر أن الاستثمار في التكنولوجيا لجمع البيانات وإتاحة التنبؤات على نطاق واسع، مثل الراديو أو الرسائل النصية أو تطبيق واتساب، يمكن أن يؤتي ثماره عدة مرات بالنسبة للاقتصادات".
ويضيف "على سبيل المثال، من شأن التنبؤات الدقيقة على مستوى الولاية لمجاميع هطول الأمطار الموسمية الموسمية أن تساعد المزارعين الهنود على تحسين أوقات البذر والغرس، مما يوفر فوائد تقدر بنحو 3 مليارات دولار على مدى خمس سنوات، بتكلفة تبلغ حوالي 5 ملايين دولار".
ويقدر وينترز ، أنه " إذا تلقى المزارعون في بنين تنبؤات دقيقة عن طريق الرسائل النصية، فإننا نرى أنهم قادرون على توفير ما بين 110 إلى 356 دولاراً لكل مزارع سنوياً، وهو مبلغ كبير في ذلك البلد".
الأسمدة الميكروبية
وتشمل أولوية الابتكار الأخرى التوسع في استخدام الأسمدة الميكروبية.
ويستخدم الأسمدة النيتروجينية على نطاق واسع لزيادة غلة المحاصيل، ولكنه عادة ما يكون مصنوعا من الغاز الطبيعي ويعتبر مصدرا رئيسيا لانبعاثات الغازات الدفيئة، و تستخدم الأسمدة الميكروبية البكتيريا لمساعدة النباتات والتربة على امتصاص العناصر الغذائية التي تحتاجها، وبالتالي تقليل كمية الأسمدة النيتروجينية اللازمة.
ويقول وينترز إن " الدراسات وجدت أن الأسمدة الميكروبية يمكنها زيادة إنتاجية البقوليات بنسبة 10٪ إلى 30٪ في التربة الصحية، وتدر فوائد بمليارات الدولارات، وتعمل الأسمدة الميكروبية الأخرى مع الذرة، ويعمل العلماء على تحقيق المزيد من التقدم".
ويستخدم مزارعو فول الصويا في البرازيل الأسمدة الميكروبية القائمة على "الريزوبيا" منذ عقود لتحسين إنتاجهم وخفض تكاليف الأسمدة الاصطناعية، لكن هذه التقنية ليست معروفة على نطاق واسع في أماكن أخرى، ويجب توسيع نطاق اختبارها ليشمل المزيد من البلدان، لفوائدها المحتملة الكبيرة للمزارعين، وصحة التربة، والمناخ.
الحد من انبعاث ميثان الماشية
وتتمثل أولوية الابتكار الثالثة في الثروة الحيوانية، التي تشكل مصدر ما يقرب من ثلثي انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن الزراعة.
ومع توقع ارتفاع الطلب على لحوم الأبقار بنسبة 80% بحلول عام 2050 مع زيادة ثراء البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن الحد من تلك الانبعاثات أمر ضروري.
وتستهدف العديد من الطرق المبتكرة للحد من انبعاثات غاز الميثان من الماشية التخمر المعوي، الذي يؤدي إلى تجشؤ الميثان.
ويقول وينترز إن " من شأن إضافة الطحالب أو الأعشاب البحرية أو الدهون أو العفص أو بعض المركبات الاصطناعية إلى علف الماشية أن يغير التفاعلات الكيميائية التي تولد غاز الميثان أثناء عملية الهضم".
ووجدت الدراسات أن بعض التقنيات لديها القدرة على تقليل انبعاثات غاز الميثان بنسبة الربع إلى ما يقرب من 100 بالمائة، وعندما تنتج الماشية كميات أقل من غاز الميثان، فإنها تهدر أيضًا طاقة أقل، والتي يمكن أن تذهب إلى النمو وإنتاج الحليب، مما يوفر دفعة للمزارعين.
ويوضح وينترز إنه " لا تزال هذه الطريقة باهظة الثمن، لكن المزيد من التطوير والاستثمار الخاص يمكن أن يساعد في توسيع نطاقها وخفض التكلفة، ومن الممكن أيضًا أن يحمل التعديل الجيني، سواء للماشية أو الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في بطونها، إمكانات هائلة في يوم من الأيام".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز