صندوق «الخسائر والأضرار» بـCOP28 .. اليمن الأكثر تأثرا (خاص)
يعد اليمن من بين البلدان الأكثر تأثرا في آثار التغيرات المناخية، لا سيما في ظل الأوضاع السيئة التي خلفتها حرب الحوثي منذ 9 أعوام.
فنجد أن هناك تغيرا مناخيا في مواسم الأمطار، وزيادة الفيضانات والأعاصير التي تعمل على جرف التربة والأراضي الزراعية، وتدمير البنى التحتية ومنازل المواطنين، بالإضافة إلى توسع رقعة الجفاف والتصحر.
وللتخفيف من آثار التغيرات المناخية في العالم، أُعلن في مطلع ديسمبر/كانون أول الجاري، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ COP28 في الإمارات العربية المتحدة عن تشغيل صندوق "الخسائر والأضرار" والذي سوف يسهم في مساعدة اليمن للتصدي والتكيف مع تلك التغيرات.
ويأتي تشغيل صندوق الخسائر والأضرار، بعد أن سبق أن تم إعلانه في COP27 في مصر، والذي تم تخصيصه لمساعدة البلدان المتضررة على مواجهة الآثار القاسية لتغير المناخ، من بينها اليمن.
أهمية تفعيل الصندوق
ويرى خبراء المناخ والبيئة، في حديثهم لـ"العين الإخبارية"، أن تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر المناخ العالمي في دبي، له أهمية كبيرة بالنسبة لليمن، كونها تمتلك بنية ضعيفة لمواجهة التكيف مع تغير المناخ، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، نتيجة حرب مليشيات الحوثي على أبناء الشعب اليمني.
وأضاف الخبراء أن تفعيل وتشغيل الصندوق سوف يسهم في ضمان حصول اليمن وبقية البلدان المتأثرة بالتغيرات المناخية، والتي تعد غير قادرة على مواجهتها والتكيف معها، على الدعم الذي تحتاجه ليمكنها مواجهة أزمة المناخ وإعادة ترميم وتأهيل ما خلفته في الأعوام الأخيرة.
وأشار الخبراء إلى أن اليمن شهد مؤخرا زيادة في حدة التغيرات المناخية، والتي أسهمت في إلحاق أضرار بالغة بمختلف قطاعات وموارد البلاد الزراعية والبحرية، وعلى حياة المواطنين خاصة النازحين بسبب حرب المليشيات.
وطالب الخبراء الجهات الحكومية المعنية بالاهتمام في مجال الأبحاث والدراسات وعمل تقييمات للمخاطر المناخية التي تهدد اليمن، والأضرار التي خلفتها على مدى العشر سنوات الماضية في عموم البلاد، وذلك لاستيفاء اليمن جميع الشروط المتعلقة بالتمويل عند بدء تشغيل صندوق "الخسائر والأضرار" المعلن عنه.
اليمن ومؤتمر الأطراف
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، تحدث إلى مؤتمر المناخ بكلمة استعرض فيها الآثار المدمرة للتغيرات المناخية في اليمن، خصوصاً على سبل العيش، والموارد البيئية، والخدمات الأساسية، والبنى التحتية، والدعم الدولي المطلوب للحد من تداعياتها.
وعلى الرغم من أن اليمن هو الأقل مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي، إلا أنه يأتي في صدارة الدول المتأثرة بتداعياتها السلبية، بما فيها تزايد وتيرة الأعاصير المدارية، والفيضانات، والمنخفضات الجوية والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة ونوبات الجفاف الطويلة".
ووفقاً للعليمي، فإن تلك الظواهر خلفت ارتفاعا في عدد الوفيات والمفقودين والمتضررين، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية، والدمار الهائل في البنى التحتية، والخدمات الأساسية وسبل العيش المتواضعة.
واعتبر أن ما خلفه الإعصار المداري "تيج" من خسائر في محافظات المهرة، وسقطرى وحضرموت، في أكتوبر الماضي، يعد خير مثال على الكلفة الباهظة التي تتحملها الحكومة اليمنية سنوياً جراء التغيرات المناخية.
وأضاف أن "مقوماتنا البيئية والسياحية، تتعرض لآثار مدمرة جراء هذه التغيرات في ظل انهيار شبكة الحماية الحكومية تحت وطأة الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية والأزمة الإنسانية والظروف الاقتصادية الصعبة".
وكشف تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير، في اليمن أجبر أكثر من 200 ألف شخص على النزوح منذ بداية العام الجاري 2023.
وألحقت الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة والصواعق الرعدية والأعاصير، الضرر بعشرات الأسر اليمنية خاصة النازحة، وبلغ عددها نحو 73,854 أسرة تأثرت بسبب تلك الأمطار والفيضانات.
aXA6IDEzLjU5LjE4My4xODYg جزيرة ام اند امز