قالوا عن «COP28».. قمة تاريخية لتصحيح المسار العالمي للعمل المناخي
بداية من التنظيم الجيد، وصولاً إلى قرارات تاريخية تلبي طموحات البشر، وإطلاق مبادرات غير مسبوقة، جاءت عبارات الإشادة بمؤتمر «COP28».
منذ اليوم الأول، حقق مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، في دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقة تاريخية، باعتماد صندوق الخسائر والأضرار ، والإعلان عن مبادرات واتفاقيات لحشد مليارات الدولارات، لإعادة العمل المناخي إلى المسار الصحيح.
وبينما يقترب الحدث العالمي الأكبر للعمل المناخي في عام 2023 من محطته الأخيرة، يترقب المشاركون القرارات النهائية للمؤتمر، خاصةً وأن مؤتمر «COP28» رفع سقف الطموحات المناخية، باعتبار أنه يمثل فرصة استثنائية للحفاظ على معدلات الاحترار العالمي دون مستوى 1.5 درجة مئوية، مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ومع دخول المفاوضات النهائية مرحلة الحسم، منذ أمس الإثنين، أعلن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»،، عن قرب التوصل إلى «اتفاق "تاريخي»، من المقرر أن يتم الإعلان عنه في اليوم الختامي للمؤتمر، اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول، الذي يصادف ذكرى إعلان «اتفاق باريس».
وأشاد العديد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين التنفيذيين والخبراء، وممثلي الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، بالجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة قمة المناخ التاريخية والاستثنائية بين مؤتمرات الأطراف السابقة.
- اليوم قبل الأخير لـ«COP28».. المفاوضات النهائية تدخل مرحلة الحسم
- «مجلس صناع التغيير».. رسائل سلطان الجابر تُنعش بيئة التفاوض بخطوة مبتكرة
مؤتمر «COP28» ينقل العالم لمرحلة تفعيل التعهدات
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا إلى تحقيق أقصى قدر من الطموح، وأقصى قدر من المرونة في التعامل مع تحديات المناخ، والارتقاء إلى مستوى التحدي، الذي حددته رئاسة مؤتمر الأطراف، وقال إنه «يجب على المفاوضين تجاوز الخطوط الحمراء وتكتيكات التعطيل العقيمة»، وأضاف أن مؤتمر «COP28» يظهر أن «التعددية تظل أفضل أمل لنا، في مواجهة التحديات العالمية».
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن مؤتمر «COP28» في الإمارات «حقق فوائد وساعد في إحراز تقدم»، واعتبر أنه بفضل ما تحقق في مؤتمر الأطراف الحالي، انتقل العالم إلى مرحلة تفعيل تلك المقررات، لافتاً إلى الإنجازات التي حققتها النسخة الحالية من مؤتمر الأطراف، ومنها صندوق الخسائر والأضرار، وكذلك العديد من الموضوعات المتعلقة بالطاقة النووية والطاقة المتجددة والتخلي عن الفحم، مؤكداً أن العالم يتجه الآن إلى «COP30» بجدول أعمال حافل، بفضل ما تحقق في النسخة الحالية.
المبعوث الأمريكي لشؤون المناخ، جون كيري، أكد أن مؤتمر الأطراف «COP28» نجح في إعادة مسار التفاوض بين كافة الأطراف بشأن المناخ، مشيراً إلى الاتفاق على تنويع مصادر الطاقة المتجددة، وتشريع خفض الانبعاثات، الذي يشكل طريق الحفاظ على هدف اتفاق باريس، لتجنب ارتفاع الاحترار العالمي بأكثر من 1.5 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأعرب رئيس وزراء سوريا، حسين عرنوس، عن شكره لدولة الإمارات، على التنظيم الجيد لمؤتمر الأطراف، وعلى حفاوة الاستقبال، وقال إنه حان الوقت للعمل الجاد، لدفع العمل المناخي للأمام، وتسريع وتيرة خفض الانبعاثات، من خلال التحول في مجال الطاقة واستخدام الأراضي بشكل متطور ومستدام، والتحول إلى نظم غذائية مستدامة، وتفعيل نظم الحد من الخسائر والأضرار، والوفاء بالالتزامات.
وذكر أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، أن العالم يدين بالفضل إلى دولة الإمارات وللدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، لجهودهما المناخية، التي أقنعت دول العالم بتحديد مواعيد نهائية، تتعهد خلالها بالالتزامات المحددة تجاه العمل المناخي.
وأشاد أكسيل فان تروتسنبيرغ، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي المسؤول عن سياسات التنمية والشراكات، بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في «COP28»، حيث بذلت جهوداً كبيرة لتنظيم هذا الحدث، الذي بدأ بإعلان هام بتفعيل الصندوق العالمي للمناخ، حيث قدم البنك عرضاً لاستضافة الصندوق.
«COP28» منصة لإنقاذ الدول الجزرية من كوارث المناخ
وأكد شون إدوارد، وزير التعليم والتنمية المستدامة في سانت لوسيا، أن التمويل عامل حاسم في تمكين الدول الجزرية لمواجهة تغير المناخ، وقال إنه سافر ما يقرب من نصف محيط الكرة الأرضية، من سانت لوسيا في منطقة البحر الكاريبي إلى دبي، للمشاركة في مؤتمر الأطراف «COP28»، لما لهذا المؤتمر من أهمية كبيرة بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية، مثل سانت لوسيا.
واعتبر الدكتور أحمد بدر، مدير تسهيل المشروعات بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن مؤتمر «COP28» يشكل ساحة لتنفيذ قرارات التحول لاستخدام الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أهمية التعاون بين الوكالة ومبادرة «مصدر» الإماراتية، للتحول لاستخدام الطاقات المتجددة في البلدان النامية بأفريقيا، التي توفر آلاف فرص العمل، لتحسين الوضع الاقتصادي لدول القارة.
وقال جيمس مورومبيدزي، كبير خبراء إدارة المناخ بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا، إن مؤتمر الأطراف «COP28» يكتسب أهمية خاصة، حيث إنه يشهد المرة الأولى التي تتم فيها مراجعة أداء اتفاق باريس، من خلال عملية التقييم العالمي، معتبراً أنه الحدث الأكبر، الذي يحاول إعادة العالم كله إلى المسار الصحيح، من أجل تنفيذ الاتفاق.
أما ريان ماكفرسون، مدير منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ورابطة الدول المستقلة في مجلس صناعات الطاقة، فقال إن مؤتمر «COP28» هو النسخة الأهم بين مؤتمرات الأطراف السابقة، لتركيزه على شمولية الحوار مع جميع الأطراف المعنية في صناعة الطاقة والمناخ، وأكد أن ما يزيد أهمية هذا الحدث الضخم، ويجعله محور الاهتمام العالمي، هو قيامه بمراجعة الأهداف المناخية لاتفاق باريس.
وأشادت كيرستي كاليولايد، الرئيسة السابقة لجمهورية إستونيا، بإنجاز رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، مشيرةً إلى ضرورة أن تقود المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص العملية من أجل كوكب أنظف.
وهنأ نبيل منير، رئيس الهيئة الفرعية للتنفيذ باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، دولة الإمارات على الإنجاز الكبير خلال مؤتمر الأطراف «COP28»، حيث شهد المؤتمر الاتفاق على واحدة من أهم القضايا بالنسبة للبلدان النامية، وهو ما ظلت تلك البلدان تطالب به منذ ما يقرب من 30 عاماً، في إشارة إلى اعتماد إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، في اليوم الأول من المؤتمر.
وقال كيان أكرم الجاف، مستشار السياسات الزراعية بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، إن دولة الإمارات لعبت دوراً قوياً في مؤتمر «COP28»، إذ كان لها دور فعال في مفاوضات المناخ، وأثبتت أنها دولة قوية تتمتع بدعم سياسي وتقني، معتبراً أن الإمارات قدمت إنجازات كبيرة وتاريخية وغير مسبوقة خلال «COP28»، ولها دور سيادي وقوي جداً، وكان واضحاً في التحضير للمؤتمر.
وأثنى جواد الخراز، المدير التنفيذي للمكتب الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، على جهود دولة الإمارات خلال مؤتمر «COP28»، الذي يشهد حضور نحو 94 ألف مشارك، ولفت إلى أن المؤتمر شهد أحداثا إيجابية، وضخ أموال كثيرة، مثل تفعيل صندوق الأضرار والخسائر، الذي شهد ضخ أكثر من 700 مليون دولار، وهو تمويل مهم، يضع العالم على الطريق الصحيح.
وأشار رسلان ستريليتس، وزير حماية البيئة والموارد الطبيعية في أوكرانيا، إلى أنه خلال الأيام الأولى من مؤتمر «COP28»، تم اتخاذ قرار بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار، وهو جهد مقدر، فالكثير من البلدان لن تكون مثل دول مجموعة السبع والمفوضية الأوروبية، معرباً عن توقعه أن تكون هناك قرارات مثمرة للغاية وخطوات ملموسة يحققها المؤتمر.
دور استثنائي للإمارات في قيادة العمل المناخي بمؤتمر «COP28»
وأثنى صموئيل أبو جينابور، وزير الأراضي والموارد الطبيعية في غانا، على ما قامت به حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يخص تنظيم مؤتمر الأطراف «COP28»، وقال: «يبدو أن مؤتمر الأطراف بنسخته الحالية قد خرج بالفعل ببعض الالتزامات الحقيقية»، مؤكداً أن الحاجة إلى قضية التعهدات والالتزام بها تكتسب أهمية كبيرة، وتحظى بالكثير من الاهتمام في مؤتمر الأطراف.
وأعربت كارين إليمان، الأمين العام لمجلس وزراء دول الشمال الأوروبي، عن توقعاتها بأن يختتم مؤتمر الأطراف «COP28» بنتائج قوية، وقالت إن الحدث العالمي انطلق بطموحات ومبادرات إيجابية، وبالتالي من المتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله بمخرجات ونتائج قوية، ووصفت حصيلة ومبادرات الأيام الماضية بأنها «جيدة جداً»، ومنها إطلاق الصندوق العالمي للمناخ.
وقال مامادو ساماكي، وزير البيئة والصرف الصحي والتنمية المستدامة في مالي: «ننتظر الكثير من مؤتمر COP28، نظراً للوعود الكثيرة بشأن الرهانات العالمية، فأهمية المؤتمر تكمن في الدعوة القوية التي أطلقت خلاله للوفاء بهذه الوعود، وهناك أيضاً مسألة مضاعفة صندوق التكيف، الذي يمثل إشكالية، ويجب الوفاء به، حيث لم يدشن بعد، بالإضافة إلى صندوق الخسائر والأضرار، معرباً عن أمله في الوفاء بالالتزامات الكثيرة خلال مؤتمر الأطراف، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى البلدان النامية.
وأكدت كريستي كلاس، نائبة وزير المناخ للتحول الأخضر في إستونيا، أن مؤتمر الأطراف «COP28» ناجح جداً منذ بدايته، حيث تم الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في اليوم الأول، ومن المقرر أن يتم تمويله من قبل الكثير من البلدان، بجانب موافقة أكثر من 100 دولة على زيادة مصادر الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف، وهو إنجاز كبير.
واعتبرت الدكتورة بترا خوري، المديرة العالمية للصحة والرعاية في اتحاد جمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن مؤتمر «COP28» هو «مؤتمر للعالم والناس»، مشيرةً إلى أنه على مدار 27 عاماً، لم تناقش مؤتمرات الأطراف السابقة مشاكل وهموم الناس، سواء في الصحة أو المياه أو الطعام أو السلام، ولكن مؤتمر «COP28» وضع مشاكل العالم أمام مراكز القرار.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز