اليوم قبل الأخير لـ«COP28».. المفاوضات النهائية تدخل مرحلة الحسم
دخلت المفاوضات النهائية لمؤتمر الأطراف «COP28» مرحلة الحسم، اعتباراً من اليوم قبل الأخير لأكبر حدث عالمي للعمل المناخي في 2023.
انطلقت المفاوضات النهائية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ «COP28»، المنعقد في مدينة «إكسبو دبي»، بدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين، ومن المقرر أن تستمر حتى يوم غد الثلاثاء، بمشاركة كافة الأطراف المعنية، بهدف الحد من التغيرات المناخية وتداعياتها، والحفاظ على مقومات الحياة على كوكب الأرض.
ومع قرب وصول المسار التفاوضي إلى محطته الأخيرة، تتجه الأنظار إلى النتائج المرتقبة والحلول المحتملة والقرارات النهائية للمؤتمر، بشأن التوصل إل اتفاق عادل ومنصف لمواجهة التغيرات المناخية، خاصةً وأن مؤتمر «COP28» رفع سقف الطموحات المناخية، منذ اليوم الأول، بإعلان تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، وحشد حزم تمويلية غير مسبوقة في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
وبينما يقدم مؤتمر «COP28» فرصة استثنائية لإعادة جهود العمل المناخي إلى مسارها الصحيح، والحفاظ على معدلات الاحترار العالمي دون مستوى 1.5 درجة مئوية، فقد بذلت الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف جهوداً مضنية، لتسهيل عملية التفاوض، بهدف التوصل إلى نتائج طموحة وحاسمة، تحقق التوازن بين العمل المناخي ومتطلبات التنمية المستدامة.
العمل مع كافة الأطراف بروح المسؤولية والشراكة
وعبر الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، عن أن رئاسة المؤتمر تستهدف وصول ممثلي الدول الأطراف إلى حلول تعزز كيفية معالجة الفجوة بين التمويل والتكيف والعمل، إضافة إلى تسريع جهود التخفيف بشكل كبير، مع معالجة قضايا الانتقال العادل والتحول التدريجي في قطاع الطاقة.
وتعمل رئاسة مؤتمر «COP28» مع كافة الأطراف كافة بروح المسؤولية والشراكة والوحدة، من أجل احتواء الجميع، لتقديم استجابة ملموسة وفاعلة للحصيلة العالمية، وتحقيق مزيد من الإنجازات، وتجسد ذلك منذ بداية المؤتمر، من خلال صياغة أجندة عمل قوية، مقترنة بأقصى قدر من الطموح بشأن النتائج، التي يجري التفاوض عليها.
وقال «الجابر»، خلال اجتماع مع ممثلي الدول الأطراف: «وصلنا إلى المرحلة النهائية والحاسمة، العالم ينتظر نتائج حاسمة، تحقق التوازن بين التنمية المستدامة والعمل المناخي»، داعياً كافة الوفود المشاركة في اجتماع «مجلس صناع التغيير»، الذي دعت إليه رئاسة المؤتمر، إلى «التفكير بعيداً عن النصوص مسبقة التحضير، والتركيز على تحقيق المصلحة العامة لشعوب العالم في كل مكان».
ومن خلال العمل بشفافية وشمولية مع جميع الأطراف والمراقبين، لتحقيق نتائج عملية وملموسة للحفاظ على هدف اتفاق باريس في متناول اليد، وتجنب ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، تسعى رئاسة مؤتمر «COP28» إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها:
- الوصول لأفكار تعزز معالجة الفجوة بين التمويل والتكيف والعمل.
- تسريع عملية التخفيف بشكل كبير مع معالجة قضايا الانتقال في قطاع الطاقة.
- ضرورة التوافق فيما يتعلق بالوقود الأحفوري بما يشمل الفحم بمشاركة جميع الأطراف.
فرصة 24 ساعة لبدء فصل جديد من العمل المناخي
من جانبه، قال الأمين العام التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، إنه سيتم طرح مسودة جديدة لاتفاق «COP28» خلال الساعات القليلة المقبلة، ليتم مناقشتها خلال المفاوضات النهائية، داعياً رؤساء الوفود إلى إزالة «العوائق التكتيكية»، بهدف التوصل إلى اتفاق للتعامل مع مشكلة تغير المناخ، مؤكداً أنه «تم تضييق بعض الفجوات».
وحول أخر المستجدات بشأن المفاوضات الجارية في مؤتمر الأطراف «COP28»، قال الأمين العام للاتفاقية: «لدى المفاوضين هنا فرصة خلال الـ24 ساعة المقبلة، لبدء فصل جديد من العمل المناخي»، مشيراً إلى أن زيادة الطموح المناخي يعني توفير المزيد من الوظائف، وبناء اقتصادات أقوى، ونمو اقتصادي أقوى، وتلوث أقل، وصحة أفضل,
وأوضح «ستيل» أن «المزيد من المرونة، يسهم في حماية الناس في كل البلدان من تداعيات تغير المناخ، التي على أبوابنا جميعاً»، داعياً إلى العمل على توفير «طاقة آمنة وبأسعار معقولة للجميع»، من خلال ثورة الطاقة المتجددة، التي لا تترك أي بلد أو مجتمع وراءها، مؤكداً أهمية التمويل، باعتباره الأساس لتوسيع نطاق العمل المناخي على جميع الجبهات.
- COP28.. رسائل غوتيريش بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري
- هدف عالمي جديد للتكيف.. حاجة ملحة للبناء على إنجازات COP28
حقبة جديدة من العمل المناخي حتى عام 2030
وتواصل رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» جهودها لإنجاز تقدم جوهري في عدد من الملفات، من شأنها تعديل مسار العمل المناخي، من خلال توحيد المجتمع الدولي وراء التزام مشترك، يتمثل في الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات مناخية سريعة وشاملة، استجابة للحصيلة العالمية الأولى، بشأن مستوى التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
ووفق بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، اليوم الاثنين، فقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في جمع العالم خلال نسخة استثنائية من مؤتمرات الأطراف، خلال مؤتمر «COP28»، بمشاركة أكثر من 176 من قادة دول العالم، للمشاركة في أهم حدث مناخي عالمي تستضيفه الدولة، بهدف تدشين حقبة جديدة من العمل المناخي وصولاً إلى عام 2030.
وبعد الاتفاق المبكر على جدول الأعمال، واعتماد مندوبي الأطراف رسمياً للصندوق العالمي للمناخ، انضم قادة العالم وممثلو المجتمع المدني وقطاع الأعمال والشعوب الأصلية والشباب والعمل الخيري والمنظمات الدولية، بروح من التصميم المشترك، وإدراكاً لحاجة العالم إلى الاتحاد والعمل المشترك وسرعة التنفيذ لسد الثغرات بين الطموح والجهود الفعلية الملموسة، وتبني حلول فعالة على المدى القريب.
وسلط المشاركون في «COP28» الضوء على الفرص المتاحة لخفض الانبعاثات في كل قطاع، وتسريع الابتكار التكنولوجي لمعالجة الانبعاثات، إضافة إلى الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري، لدعم تحقيق انتقال يتوافق مع هدف تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وأكد المشاركون على أهمية العمل العاجل، مع الاعتراف بالحاجة إلى تسريع عملية إجراءات التمويل، كما أشاروا إلى الحاجة الماسة في البلدان النامية، حيث التمويل والتكنولوجيا شرطان أساسيان لتحقيق انتقال عادل في قطاع الطاقة، يستجيب للطلب المتزايد على الطاقة.
تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة
وفي إطار جهودها لإعادة العمل المناخي إلى مساره الصحيح، أطلقت رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» برنامج «المسرع العالمي لخفض الانبعاثات»، وهو مجموعة من المبادرات في قطاع الطاقة، التي التزم القادة من مختلف القطاعات بالعمل من خلالها على تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات العالمية بشكل ملموس.
كما تم تسليط الضوء على الالتزامات العالمية والمشتركة بين القطاعات، لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، حيث وقعت 119 دولة على «تعهد الإمارات بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة»، مع استمرار تلقي دعم المزيد من الدول لهذا التعهد.
وفي إطار «المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات»، تم أيضاً إطلاق «مُسرّع الانتقال الصناعي»، بمشاركة 35 شركة، والذي يهدف إلى تسريع الحد من الانبعاثات في القطاعات الرئيسية كثيفة الانبعاثات، وقطاع المواصلات العالمي.
وشهد «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز» دعم 51 شركة، بما يشمل 29 شركة نفط وطنية، بتحقيق هدف الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبل ذلك، والتزام 30 شركة بتحقيق انبعاثات قريبة من الصفر لغاز الميثان للمرة الأولى.
وشهد مؤتمر «COP28» إطلاق دولة الإمارات لعدد من الإجراءات ذات الأولوية في العمل المناخي، بهدف تحفيز اتخاذ المزيد من الإجراءات الحكومية، بالإضافة إلى إعلانات تاريخية أخرى، تُعد الأولى من نوعها على الإطلاق، بشأن تطوير النظم الغذائية والصحة، إضافة إلى الإعلانات المتعلقة بالطاقة المتجددة، فضلاً عن المبادرات الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات.
وكذلك، نجح مؤتمر الأطراف «COP28» في حشد الجهود الدولية وجمع أكثر من 83.7 مليار دولار، حتى أمس الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ليدشن مرحلة جديدة من العمل المناخي، إضافة إلى 11 تعهداً وإعلاناً، تم إصدارها وحظيت بدعم استثنائي واسع النطاق.