«مجلس صناع التغيير».. رسائل سلطان الجابر تُنعش بيئة التفاوض بخطوة مبتكرة
خطوة مبتكرة بادر بها الدكتور سلطان الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، مع وصول المفاوضات إلى مرحلة حاسمة.
فقد أخرج الوفود من البيئة التفاوضية التقليدية في المكاتب والنصوص المجهزة مسبقاً، وطلب منهم التحاور بشفافية ضمن بيئة "مجلس صناع التغيير" لإعطائهم دفعة إيجابية.
جاء ذلك، بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة بـCOP28 اليوم.
وقال الدكتور سلطان الجابر في بداية كلمته في المجلس الذي يعقد لأول مرة بمؤتمر الأطراف: "إن ثمة مهام معقدة للغاية نحتاج إلى معالجتها للتأكد من أننا نستطيع الحصول على مثل هذا الإعداد لفتح بيئة مواتية بما فيه الكفاية، كما رأينا في مؤتمر الأطراف هذا، حتى تتاح للجميع الفرصة ويتم منحهم هذا التيسير ويكونوا قادرين على التعاضد بطريقة تكون بالطبع محترمة ومنفتحة وفي نفس الوقت تضمن أننا جميعًا نتبادل وجهات النظرات بشكل كامل".
- ماجد السويدي: النظم الغذائية في خطر وCOP28 وضعها على طاولة النقاش
- مسؤول أممي: COP28 يقود العالم لتصحيح مسار التقييم العالمي لاتفاق باريس
ووجه رئيس مؤتمر الأطراف COP28 الشكر للحضور، قائلاً: "أشكركم جزيل الشكر أولاً على قبول دعوتي لنقل المناقشات إلى هذه القاعة وإدارتها بهذه الطريقة التي تشبه كثيرًا إقليمنا وبلدنا، وتشبهني شخصيًا لأنه لدي العديد من التجارب خلال حياتي، حيث مكنتنا هذه البيئة وهذا الإعداد، والعديد من الأشخاص الآخرين في هذه المنطقة، من توليد الأفكار والتوصل إلى حلول للعديد من القضايا المعقدة والمشاكل الملحة. لذلك آمل أن يوفر هذا الإعداد، وهذه البيئة المواتية حيث نكون جميعًا متساوين وجميع وجهات نظرنا متساوية، الفرصة لفهم وتقدير آراء واهتمامات الجميع بشكل أفضل ودخولنا المناقشات بفهم واعٍ مما يسمح لنا بإيجاد الحلول اللازمة لسد فجواتنا".
الجهود العالمية
وأضاف الجابر: "يجب أن أعترف وأقول نعم لقد قادتنا جهودكم الجماعية إلى ما نحن عليه اليوم، ونعم نحن نحرز تقدمًا، لكن هذا التقدم الذي نحرزه ليس بالسرعة الكافية وغير كافٍ ولا يرضي طموحاتنا كرئاسة COP28، وآمل أن يتفهم الجميع ويقدروا مدى انفتاحي وصدقي وشفافيتي في هذه المحادثة. إننا نطالب الإنسانية بأن يكون لديهم شعور عميق بالمسؤولية وإحساس كبير بإلحاح القضية، وآمل أن يظهر كل فرد في هذه الغرفة فهمه لمدى مسؤولية كل فرد في هذه الغرفة ومسؤوليتك أنت، وما مدى أهمية هذا الأمر".
وواصل رئيس مؤتمر الأطراف COP28 كلمته بقوله: "تذكر أننا هنا لأننا مهتمون جداً بذلك الأمر، لقد كنت مهتمًا وملتزمًا بصدق وأساعد في الوصول إلى أقصى طموح، واسمحوا لي أن أقول إن هذا هو التزامنا بالقارة مهما تكن الظروف، وأنا أعلم أنكم ستدعمونني في هذا، ولن نقبل بأي حال من الأحوال أي تخفيف أو تمييع لهذا الطموح، وهذا الطموح لا يمكن إلا أن ينمو، نريد الوصول إلى أقصى طموح على جميع الأصعدة، نريد أن يكون التقييم العالم هو الأكثر تقدمية والأكثر شمولاً في استجابته، وأريد الاستجابة أكثر واقعية وعملية بشكل أكبر ويمكنها أن تحقق نتائج حقيقية وملموسة بسرعة كبيرة".
العالم ينتظرنا
وشدد الدكتور سلطان الجابر على أهمية قضية المناخ وإلحاحها، موضحاً: "العالم ينتظرنا، ليس لدينا وقت لنضيعه، ويجب علينا أن نتصدى لهذا التحدي بشكل مباشر، ويجب أن نكون واقعيين وعمليين في نهجنا. وأكرر، أقدر جهودكم، وأقر ذلك، وأرى جهود الجميع. ونعم، نحن نحرز تقدمًا ويجب على كل واحد منكم أن يفخر بحقيقة أننا تمكنا من الوصول إلى هذه النقطة، لكن خمنوا ما سيحدث؟ ليس لدينا سوى يومين آخرين. يومان آخران فقط، وأنا مصمم على الوصول إلى أقصى طموح يوم 12، ونحن عازمون على الوصول إليه في اليوم الثاني عشر ولا ينبغي أن يقف أي شيء في طريقنا، ولكي نفعل ذلك، يجب أن يكون لدينا هذا النوع من المحادثة".
رفع سقف الطموح
وتابع الجابر: "أرجو أن تكونوا منفتحين وصرحاء وأن تتحلوا بالصدق والشفافية قدر الإمكان في الحديث، من فضلك لا تأتي إلى هذه المحادثة بأي أفكار مسبقة أو أي مواقف محددة أو أي تصريحات معدة مسبقا. إننا نحاول حماية الناس والكوكب، إن الواقع يكمن في الاستدامة، وهي مسؤولية كبيرة وأنا أعلم أنكم جميعًا تدركون أنه، تحت رئاستنا، سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في رفع سقف الطموح، وتمكين المناقشة، وتسهيل بيئة مواتية، وإعطائكم مساحة للتداول، والمناقشة والمناظرة، وفي نهاية اليوم، تطرحون علي الحلول وفي الواقع، لقد قمت بدعوة الجميع، ووجهت دعوة مفتوحة لجميع الأطراف في هذه الاتفاقية للتقدم بالصيغة الموصى بها بشأن جميع القضايا الملحة".
مصلحة الجميع
وأضاف رئيس مؤتمر الأطراف COP28: "أحتاج منك أن تتحمل المسؤولية، وأن تخرج من عزلتك، وأن تبدأ في الاهتمام بالصالح العام، وما هو في مصلحة الجميع؟ ليس فقط مصلحتنا الذاتية؟ لن نصل إلى الطموح الذي نريده جميعًا إذا واصلنا التفكير في عزلة، لن نصل إلى حيث نريد إذا واصلنا التفكير فقط في أجندتنا الخاصة ومصالحنا الذاتية، دعونا نوسع أفقنا ونطمح للرخاء. دعونا نفكر في الاستدامة. دعونا نفكر في الناس، دعونا نفكر في الكوكب، وأحثكم على أن تكونوا مرنين، وأحفزكم وأشجعكم على البدء بتطبيق التسوية المطلوبة حتى نتمكن من تجاوز هذا الأمر، ما نريده هو أقصى طموح، من فضلك لا تقلل من التزامنا ومصالحنا الحقيقية وحرصنا على تحقيق أقصى طموح".
واختتم الدكتور سلطان الجابر كلمته، بقوله: "أشكركم جميعًا على إتاحة الفرصة لي لاستضافتكم، وهذا شيء قريب جدًا وعزيز على قلبي، وآمل أن تكون هذه التجربة هي التي ستغير قواعد اللعبة في مساعدتنا على مواجهة هذا التحدي العالمي".
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز