إنجازات COP28 في قطاع الغذاء والزراعة.. حشد عالمي وشراكات بناءة
يتسبب تغير المناخ في تقلبات الطقس بشكل متزايد، مما يعرض الأمن الغذائي لملايين الأشخاص للخطر.
ويركز يوم الأغذية والزراعة، اليوم الأحد، في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي تستضيفه دولة الإمارات على الحاجة إلى إعطاء الأولوية للممارسات الزراعية المستدامة والاستثمار في الابتكار لتوفير الغذاء الصحي للجميع.
- سيمون ستيل: COP28 نقطة انطلاق حاسمة للسنوات المقبلة وتحول كبير في المهمة المناخية
- تحول الطاقة.. رئاسة COP28 و«الوكالة الدولية» تتمسكان بتحقيق انتقال عادل ومنظم
وسجل COP28 أكبر حدث مناخي على مستوى العالم تستضيفه الإمارات، الجمعة، حدثا استثنائيا في ثالث أيامه في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري وهو توقيع 134 دولة على إعلان COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي وهو الأول من نوعه.
الإمارات تحشد العالم
أعلنت رئاسة COP28 عن حشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ، بالإضافة لعقد شراكة جديدة بين دولة الإمارات ومؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لدعم الابتكارات في مجال النظم الغذائية.
جاء ذلك خلال الأيام الأولى للمؤتمر الذي تختتم فعالياته بعد غد الثلاثاء، خلال جلسة سابقة عُقِدَت ضمن القمة العالمية للعمل المناخي برئاسة كلٌ من جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، وجورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، وفيامي ناعومي ماتافا، رئيسة وزراء سوموا، وأنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي.
بدورها أكدت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ومسؤولة ملف النُظم الغذائية في مؤتمر الأطراف COP28، إن النجاح في تحقيق أهداف اتفاق باريس والحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، سيساهم في تسريع معالجة الارتباط الوثيق بين النظم الغذائية والزراعة وبين المناخ.
وأكدت "المهيري" ضرورة أن تضع الدول النظم الغذائية والزراعة في صميم طموحاتها المناخية، والحد من الانبعاثات العالمية لحماية المزارعين وحياتهم وسُبل عيشهم، في المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
ويمكن لتضافر الجهود والتعاون الدولي المشترك إحداث تغيير جذري في مجال الغذاء والزراعة، لبناء مستقبل أفضل للأسر والمزارعين.
ويعدّ الاستثمار في الابتكار ضرورة لتلبية الاحتياجات المجتمعية وتعزيز القدرات بشأن التكيّف مع تداعيات تغير المناخ، لكنها في الوقت نفسه مسؤولة عن ثلث إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة.
كما يعد أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
شراكات باتجاه الهدف
سعى COP28 منذ انطلاقة لتحويل الأهداف المناخية المتعلقة بالغذاء والزراعة المستدامة والاستثمار في الابتكار واقعا عمليا ملموسا عبر شراكات واسعة في هذا السياق وكان من أبرزها:
- إطلاق الإمارات ومؤسسة "بيل وميليندا غيتس" شراكة بقيمة 200 مليون دولار بشأن النُظم الغذائية والابتكار الزراعي والعمل المناخي، تركّز على البحوث الزراعية وتحفيز المزيد من الابتكارات، وتقديم التمويل لتوفير مزيد من الدعم الفني اللازم لتنفيذ الإعلان.
- إطلاق شراكة بين دولة الإمارات والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، بهدف توحيد جهود المنظمات الدولية العاملة في مجال البحوث حول الأمن الغذائي والمرونة المناخية والتكيف مع تغير المناخ.
- إطلاق COP28 ومجموعة من الشركاء عن برنامج تعاون تقني بهدف تقديم الدعم وتبادل الخبرات مع الدول للمساعدة في تحقيق أهداف الإعلان. وتعهد الشركاء المنضمين للبرنامج بتقديم أكثر من 200 مليون دولار أمريكي ضمن تعاون مستحدث وجديد، مع الالتزام أيضاً بزيادة الدعم المالي المقدّم.
- إطلاق "خطة عمل COP28 الخاصة بالمساحات ذات البيئة الطبيعية المتجددة" بالتعاون بين كل من رئاسة COP28، ومجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة، ومجموعة بوسطن الاستشارية، وبدعم من مكتب رواد الأمم المتحدة للمناخ، بهدف توحيد جهود المنظمات الغذائية والزراعية الرائدة، لتسريع الانتقال إلى نُظم الزراعة المتجددة، واعتماد 160 مليون هكتار على الزراعة المتجددة بحلول عام 2030، وتقديم استثمارات مستقبلية بقيمة 2.2 مليار دولار أمريكي، وإشراك 3.6 مليون مزارع في جميع أنحاء العالم.
- إطلاق مكتب رواد الأمم المتحدة للمناخ، بالتعاون مع الجهات الفاعلة غير الحكومية، الدعوة إلى العمل من أجل الانتقال إلى نظم الزراعة المتجددة وحماية الإنسان والطبيعة والبيئة والمناخ، بما في ذلك المزارعين والشعوب الأصلية والمستهلكين والشباب والشركات والمؤسسات المالية والمؤسسات الخيرية وغيرها.
وتهدف الدعوة لدعم الإعلان وتسليط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات بشأن النُظم الغذائية من قبل جميع الجهات الفاعلة، فيما حرص COP28 على مشاركة كافة المعنيين في كل مرحلة من مراحل العملية الزراعية من الإنتاج إلى الاستهلاك والتمويل، بما في ذلك المزارعين، والمجتمع المدني، والشركات، والحكومات المحلية، لتسريع الانتقال إلى نُظم الزراعة المتجددة.
تقرير الفاو وخطة 2030
تزامنا مع يوم الغذاء والزراعة في مؤتمر الأطراف COP28 أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) تقريرا اليوم الأحد في COP28 يهدف إلى أن يكون بمثابة خريطة طريق لكيفية قيام العالم بالحد من الجوع والبقاء في حدود 1.5 درجة مئوية.
ويعد هذا هو التقرير الأول من ثلاثة تقارير مع التقريرين التاليين المقرر إصدارهما في COP29 (فازت أذربيجان باستضافته العام المقبل) وCOP30.
تضمن تقرير الفاو خطة عمل لتحقيق أهداف تشمل:
- خفض انبعاثات الميثان من الماشية بنسبة 25 في المائة بحلول عام 2030.
- توفير مياه شرب آمنة وبأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030.
- خفض هدر الغذاء إلى النصف بحلول عام 2030.
- ضمان إدارة جميع مصايد الأسماك في العالم بشكل مستدام بحلول عام 2030.
- القضاء على استخدام الكتلة الحيوية التقليدية لأغراض الطهي بحلول عام 2030.
وأكد تقرير الفاو أن الغذاء وكيفية إنتاجه هو سبب وضحية لأزمة المناخ. تساهم الزراعة وتربية الماشية في الانبعاثات، في حين أن المزارعين في جميع أنحاء العالم معرضون للخطر من الآثار المناخية مثل الجفاف.