هدف عالمي جديد للتكيف.. حاجة ملحة للبناء على إنجازات COP28
الهدف العالمي بشأن التكيف (GGA) "Global Goal for Adaptation" هو التزام جماعي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية باريس يهدف إلى دفع العمل السياسي وتمويل التكيف على نفس نطاق التخفيف.
ويشير إلى التكيف مع آثار تغير المناخ مثل زراعة أشجار المانغروف لمكافحة ارتفاع منسوب مياه البحر أو زراعة الأشجار في المدن لخفض درجات الحرارة.
ونشر برنامج الأمم المتحدة للبيئة مسودة مشروع أممي بشأن التكيف أشار إلى أنه لم يُحرَز تقدم يذكر بشأن (CGA) "Climate Goal for Adaptation" على مدى السنوات الست الماضية، يحث البلدان المتقدمة على مضاعفة التمويل من مستويات عام 2019 بحلول عام 2025.
- بدعم من الإمارات ودول شرق أوروبا.. أذربيجان تستضيف «COP29»
- غوتيريش يحث الزعماء في COP28 على إقرار خفض كبير في الانبعاثات
ويسلط المشروع الضوء على حقوق الإنسان، والحقوق بين الأجيال، والعدالة الاجتماعية، والفئات الضعيفة، والمخاطر المتتالية، وتدابير الحماية الاجتماعية.
ويشعر بعض المحللين بخيبة أمل من النص، قائلين إنه لا يذهب بعيدا بما فيه الكفاية، نظرا لإلحاح الوضع.
في المقابل كشف تقرير فجوة التكيف لعام 2023 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي ينظر في التقدم المحرز في تخطيط إجراءات التكيف وتمويلها وتنفيذها، أن تمويل التكيف يجب أن يصل إلى 194-366 مليار دولار سنويا.
ومع ذلك انخفضت تدفقات تمويل التكيف العامة المتعددة الأطراف والثنائية إلى البلدان النامية بنسبة 15% لتصل إلى 21 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
مؤشرات وأرقام
- في عام 2023، ارتفعت مؤشرات درجات الحرارة، بينما تسببت العواصف والفيضانات والجفاف وموجات الحر في الدمار.
- عدم كفاية الاستثمار والتخطيط بشأن التكيف مع المناخ يترك العالم مكشوفا، ويكشف أن التقدم في التكيف مع المناخ يتباطأ في الوقت الذي ينبغي أن يتسارع فيه للحاق بهذه الآثار المتزايدة لتغير المناخ.
- احتياجات البلدان النامية من تمويل التكيف تبلغ 10-18 ضعف احتياجات تدفقات التمويل العام الدولية، وهذا أعلى بنسبة تزيد على 50% من تقدير النطاق السابق.
- تقدر التكاليف النموذجية للتكيف في البلدان النامية بنحو 215 مليار دولار أمريكي سنويا في هذا العقد، فيما يقدر تمويل التكيف اللازم لتنفيذ أولويات التكيف المحلية بنحو 387 مليار دولار سنويا.
- على الرغم من هذه الاحتياجات، انخفضت تدفقات تمويل التكيف العامة المتعددة الأطراف والثنائية إلى البلدان النامية بنسبة 15% لتصل إلى 21 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
- نتيجة لتزايد احتياجات تمويل التكيف وتعثر التدفقات، تقدر الفجوة الحالية في تمويل التكيف الآن بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار سنويا.
- تخطيط التكيف وتنفيذه آخذ في الثبات، وهذا الفشل في التكيف له آثار هائلة على الخسائر والأضرار، ولا سيما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا.
- الاحتياجات المالية للبلدان النامية الآن 10-18 ضعفا حجم تدفقات التمويل العام الدولي
- الفجوة المتزايدة ناتجة عن ارتفاع احتياجات التكيف وتعثر تمويل التكيف.
زيادة التمويل وعلاج الفجوة
حدد التقرير الأممي 7 طرق لزيادة التمويل، بما في ذلك من خلال الإنفاق المحلي والتمويل الدولي وتمويل القطاع الخاص.
وتشمل السبل الإضافية التحويلات المالية، وزيادة التمويل وتكييفه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإصلاح الهيكل المالي العالمي على النحو الذي اقترحته "مبادرة بريدجتاون"، وتنفيذ المادة 2.1 (ج) من اتفاق باريس بشأن تحويل تدفقات التمويل نحو مسارات تنمية منخفضة الكربون ومقاومة للمناخ، وإصلاح الهيكل المالي العالمي.
ولكن مع تسارع التأثيرات المناخية، فإن الفجوة المالية لجهود التكيف أكبر بنسبة 50% على الأقل مما كان يعتقد، ويؤدي الفشل في تعزيز التكيف إلى آثار هائلة بشأن الخسائر والأضرار.
ويتباطأ التقدم في التكيف مع المناخ على جميع الجبهات في الوقت الذي ينبغي أن يتسارع للحاق بآثار ومخاطر تغير المناخ المتزايدة.
ويظهر تقرير فجوة التكيف فجوة متزايدة بين الحاجة والعمل عندما يتعلق الأمر بحماية الناس من التطرف المناخي.
ويؤكد أن العمل لحماية الناس والطبيعة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته حول التقرير: "الأرواح وسبل العيش تزهق وتدمر، ويعاني الضعفاء أكثر من غيرهم".
وتابع "نحن في حالة طوارئ للتكيف. يجب أن نتصرف على هذا النحو. واتخاذ خطوات لسد فجوة التكيف الآن".
ونتيجة للاحتياجات المتزايدة لتمويل التكيف وتعثر التدفقات، تقدر الفجوة الحالية في تمويل التكيف الآن بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار سنويا.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "في عام 2023، أصبح تغير المناخ مرة أخرى أكثر اضطرابا وفتكا، فقد سقطت سجلات درجات الحرارة، بينما تسببت العواصف والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات في دمار".
وتابعت "تخبرنا هذه الآثار المكثفة أنه يجب على العالم أن يخفض انبعاثات غازات الدفيئة على وجه السرعة وأن يزيد من جهود التكيف لحماية السكان الضعفاء. لا يحدث أي منهما".
وأضافت: "حتى لو توقف المجتمع الدولي عن إطلاق جميع غازات الدفيئة اليوم، فإن اضطراب المناخ سيستغرق عقودا حتى يتبدد".
البناء على COP28
صدر تقرير "فجوة التكيف 28: نقص التمويل" قبل محادثات المناخ COP28 التي تستضيفها دولة الإمارات، وتختتم أعمالها بعد غد الثلاثاء.
وحثت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة صانعي السياسات على الانتباه إلى تقرير فجوة التكيف، وزيادة التمويل وجعل COP28 اللحظة التي يلتزم فيها العالم بالكامل بعزل البلدان منخفضة الدخل والفئات المحرومة عن الآثار المناخية الضارة".
وثمة نتائج طيبة وغير مسبوقة تحققت في COP28 يمكن البناء عليها لتحقيق مخططات التكيف العالمية.
وسيكون صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إقراره في أول أيام COP28 أداة هامة لتعبئة الموارد، وسيحتاج الصندوق إلى التحرك نحو آليات تمويل أكثر ابتكارا للوصول إلى الحجم اللازم للاستثمار.
ودعا الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف "COP28"، تضافر وتوحيد جهود العالم في مواجهة تداعيات تغير المناخ للقيام بما هو مطلوب وتحقيق الإنجازات المنشودة خلال انعقاد المؤتمر في دبي.
كما دعا الجابر إلى بذل مزيد من الجهود لمعالجة النقص في تمويل "التكيّف" وتحديد أولويات الإجراءات التي تُسهّل وصول التمويل المناخي إلى الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
وقال إن "سلامة البشر وكوكب الأرض في صميم منظومة العمل المناخي لـ COP28 التي تركز على حماية الأفراد وتحسين الحياة وسبل العيش".
وفي السياق أكد سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن مؤتمر الأطراف COP28 يتميز بأنه يتمحور حول الحلول اللازمة لإخراج جميع الدول من الفوضى المناخية.
وأوضح ستيل، خلال مؤتمر صحفي ضمن فعاليات COP28، أن "هذه النسخة من COP يجب أن تصبح نقطة انطلاق للسنوات الحاسمة المقبلة".
وأكد أن COP28 يقدم "تحولا كبيرا ليس فقط فيما يتعلق بما يتوجب على الحكومات فعله، وإنما أيضا كيفية إنجاز المهمة"، مشيرا إلى أن مؤتمر الأطراف الحالي يوفر جميع التقنيات والأدوات اللازمة للنجاح، داعيا جميع الوزراء والمفاوضين إلى الاستفادة منها.
وأشار إلى أن الوقت قد حان للحكومات في مؤتمر COP28 وأن "التنازلات ستكون ضرورية"، مشددا على أن رفضه رؤية "عمليات تحويل وتكتيكات سياسية تجعل طموح المناخ بمثابة رهينة".
ووصف ستيل العمل المناخي "الجريء" بالفرصة بالغة الأهمية، موضحا أن من شأنه "توفير المزيد من الوظائف، ونمو اقتصادي أكثر استدامة، وتلوث أقل، وصحة أفضل".
وأكد أن مثل هذه الأهداف هي ما يسعى إليه مليارات الأشخاص في كل الدول، وأن "العمل المناخي الأكثر جرأة هو فرصة للحكومات لتحقيق ذلك هنا في دبي".