«COP30».. «لولا» يعود إلى بيليم لحسم معركة «خريطة طريق نهاية الوقود الأحفوري»
في لحظة حاسمة من عمر مفاوضات المناخ، يعود الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى بيليم لإحياء المسار السياسي الهادف لصياغة خارطة طريق تنهي عصر الوقود الأحفوري وتؤمّن مستقبل الغابات والتمويل العادل.
من المقرر أن يعود الرئيس البرازيلي إلى بيليم الأربعاء، في ظل تزايد الزخم وراء الجهود الرامية إلى إدراج خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وإنهاء إزالة الغابات كإحدى النتائج الرئيسية لمؤتمر الأطراف الثلاثين.
أكدت أكثر من 80 دولة دعمها للخطوات الهادفة إلى رسم مسار للخروج من عصر الفحم والنفط والغاز، على الرغم من مواجهتها مقاومة شديدة من الاقتصادات الكبرى في الأيام القليلة المتبقية من المفاوضات.
تتمثل مهمة لولا الآن في إقناع الصين والهند بدعم المقترح، إلى جانب الحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي لتوفير تمويل إضافي. حينها فقط، سيصبح هذا التفويض السياسي التاريخي ممكنا.

وتصر الرئاسة البرازيلية لمؤتمر الأطراف الثلاثين على أن المحادثات العالمية ستنتهي في موعدها المقرر الجمعة، لكن مع عدم حسم ملفات رئيسية أخرى، بما في ذلك التمويل والتجارة، سيستلزم الأمر تحقيق اختراقات ضخمة. وسيعتبر ذلك كسرا لسلسلة من تجاوزات المواعيد النهائية التي استمرت لأكثر من 20 عاما.
وقد شعر المراقبون بالتشجيع لأن النص التفاوضي الرئيسي يبدو "نظيفا" نسبيا، وهو ما يعني أن عدد الأقواس الدالة على نقاط الخلاف أقل مقارنة بالسنوات السابقة.

ورغم أن التحول عن الوقود الأحفوري لم يدرج رسميا على جدول أعمال هذا المؤتمر، فقد صرح لولا في ثلاث خطابات ألقاها هنا في بيليم بأنه يريد أن تكون خارطة الطريق ضمن النتائج النهائية.
وتشير عودة هذا الزعيم المنتمي إلى دول الجنوب العالمي إلى منح المفاوضات دفعة قوية، وربما تساعد في تأمين دعم الصين، حليفة البرازيل في مجموعة بريكس، خاصة أن الرئيس شي جين بينغ شدد على دعمه لرئاسة البرازيل للمؤتمر والقرارات متعددة الأطراف، وفقا للغارديان.

وقد تشكل خريطة الطريق الهادفة إلى القضاء على المصدر الرئيسي للانبعاثات المتسببة في ارتفاع حرارة الكوكب إنجازا كبيرا، لكن المشكلة تكمن في التفاصيل. إذ يخشى بعض المؤيدين أن تكون الصياغة الحالية غامضة إلى حد لا يجعلها فعالة، ويطالبون بأن تتضمن أهدافًا قابلة للقياس وخطط عمل واضحة.
ولكي يحظى هذا المسار بأي فرصة للنجاح، ينبغي على مؤتمر الأطراف الثلاثين إحراز تقدم في ملف التمويل الشائك. فقد وافقت الاقتصادات الصناعية الغنية وهي المسؤولة الأكبر عن انهيار المناخ على مساعدة الدول النامية في التحول للطاقة النظيفة والتكيف مع التداعيات الخطيرة للتغير المناخي. لكن الوعود التي قطعت حتى الآن لم تنفذ بالشكل المطلوب، وكثير من الأموال الموعودة لم يصل بعد.

وتجلت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من خلال حضور قادة وعلماء السكان الأصليين في المؤتمر، حيث شرح سكان الغابات كيف عانت أراضيهم من موجات جفاف مدمرة خلال السنوات الأخيرة، إضافة إلى غزوات الأراضي والتعدين غير القانوني. كما حذر علماء المناخ من أن غابات الأمازون وغيرها من النظم البيئية الحيوية تتدهور بسرعة نحو نقطة اللاعودة، بما سيؤدي إلى عواقب عالمية خطيرة.

لو استطاعت بيليم دفع الدول للوفاء بالتزاماتها، لكان الوضع أقل قتامة. ففي صباح الأربعاء، كشف تحليل جديد أجراه تحالف "متتبعي العمل المناخي" أن معدل الاحتباس الحراري العالمي قد ينخفض بمقدار الثلث خلال العقد المقبل إذا أوفت الحكومات بوعودها بمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ورفع كفاءة الطاقة العالمية إلى الضعف خلال الفترة نفسها، وتنفيذ تخفيضات كبيرة في انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد أقوى الغازات الدفيئة.
وقد وصفت البرازيل، الدولة المضيفة للمؤتمر، دورة المفاوضات الحالية بأنها "قمة العمل". وخلال الأيام الثلاثة المقبلة سيتضح ما إذا كانت ستترجم الوعود والضغوط السياسية إلى نتائج ملموسة.

aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز