التبريد المستدام والحفاظ على الابتكار.. مهمة الذكاء الاصطناعي في «COP30»
يساعد الذكاء الاصطناعي المزارعين بالفعل على التنبؤ بالجفاف وإدارة المحاصيل بكفاءة أكبر، إلا أن التكلفة البيئية لتدريب نماذج ضخمة وتشغيل مراكز بيانات ضخمة تُثير القلق.
في الوقت نفسه، لا يزال التبريد -الذي كان يُعتبر في السابق ترفًا، وأصبح الآن ضرورةً للبقاء في أجزاء كثيرة من العالم- أحد أسرع مصادر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نموًا.
ومن هندسة التبريد السلبي إلى التبريد بالطاقة الشمسية، تكتسب البدائل المستدامة زخمًا، لكن توسيع نطاقها أمرٌ مختلف تمامًا.
وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، يُشكل برنامج تطبيق التكنولوجيا، الذي طال انتظاره، محور المفاوضات في مؤتمر الأطراف COP30، وهو خطة عمل لتوفير الابتكارات المنقذة للحياة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.
لكن التقدم بطيء، ولا تزال قواعد الملكية الفكرية والقيود التجارية وعقبات التمويل تعيق وصول الدول النامية إليها - حتى مع تزايد الحاجة الملحة.
تبريد مستدام لكوكب أكثر حرارة
وصرحت آنا توني، المديرة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، عقب الجلسة الافتتاحية الاثنين الماضي، بأنها انضمت إلى مناقشات حول الابتكارات التكنولوجية التي من شأنها تسريع حلول المناخ - بدءًا من أنظمة الإنذار بالفيضانات وأقمار رصد الميثان وصولًا إلى الإنجازات في مجال كفاءة الطاقة.
وعادت هذه القضية إلى الواجهة الثلاثاء الماضي مع إطلاق حملة "التغلب على الحرارة"، وهي مبادرة مشتركة بين رئاسة البرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وشركاء في تحالف التبريد.
وتهدف هذه المبادرة إلى جعل التبريد أكثر سهولة - وأقل تلويثًا - في عالم أصبحت فيه موجات الحر القاتلة أمرًا طبيعيًا.
ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على التبريد ثلاث مرات بحلول عام 2050، مدفوعًا بارتفاع درجات الحرارة، والنمو السكاني، وتوسع نطاق الوصول إلى أنظمة التبريد غير الفعالة.
وبدون تدخل، قد تتضاعف الانبعاثات الناتجة عن التبريد تقريبًا، مما يُثقل كاهل شبكات الكهرباء ويدفع أهداف المناخ بعيدًا عن المنال.
ويحذر تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الجديد "مراقبة التبريد العالمي 2025" من أن التبريد المُعتاد قد يُولد 7.2 مليار طن من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول منتصف القرن.
وتروج حملة "تغلب على الحرارة" لمسار تبريد مستدام -وهو مزيج من التصميم السلبي، والحلول القائمة على الطبيعة، والتقنيات النظيفة التي يُمكن أن تُخفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 97% عند اقترانها بإزالة الكربون بسرعة.
ولا يقتصر الأمر على مكيفات الهواء فحسب، فالأسطح المُبردة، والمساحات الخضراء الحضرية، والأنظمة منخفضة الطاقة تُمثل عناصر أساسية في الخطة.
ويأتي ما يقرب من ثلثي التخفيضات المُحتملة في الانبعاثات من الحلول السلبية ومنخفضة الطاقة، والعديد منها ميسور التكلفة وقابل للتطوير.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، "يجب اعتبار التبريد بنية تحتية أساسية، إلى جانب المياه والطاقة، لكن لا يمكننا الاعتماد على تكييف الهواء للخروج من أزمة الحر".
ووقّعت أكثر من 185 مدينة -من ريو إلى نيروبي- على مبادرة "تغلب على الحر"، إلى جانب 72 دولة تدعم التعهد العالمي بالتبريد.
وصُممت هذه المبادرة لسد الفجوات في التمويل والسياسات والتنفيذ، لا سيما للمجتمعات الضعيفة التي تواجه تحديات تغير المناخ.
الذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال
وفي حين أن الذكاء الاصطناعي ليس جزءًا من المفاوضات الرسمية في مؤتمر الأطراف الثلاثين، إلا أنه يكتسب زخمًا متزايدًا في أجندة العمل - وهي منصة مصممة لحشد العمل المناخي الطوعي من المجتمع المدني والشركات والمستثمرين والمدن والدول.
وقد لا توقع هذه الجهات الفاعلة على معاهدات، لكنها ضرورية لتحويل الالتزامات المناخية إلى واقع ملموس.
وتعمل حكومة البرازيل على رسم خرائط لأمثلة ناجحة حول كيفية دعم الذكاء الاصطناعي للتكيف مع تغير المناخ، وهو اتجاه متزايد بين الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة.
ومن أبرز الإنجازات التي حققتها جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، طوّرت الباحثة أليسا لوانغراث نظام ريّ يعمل بالذكاء الاصطناعي في مقاطعة سافاناخيت، وهي منطقة تعاني بشدة من شحّ المياه وتغير المناخ.
وفازت بجائزة "الذكاء الاصطناعي من أجل العمل المناخي" لعام 2025 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.