نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي يحذر من الذكاء الاصطناعي.. ما السبب؟
حذّر نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مايكل بار، من المخاطر المحتملة التي قد تنشأ بسبب الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة ألقاها خلال مهرجان سنغافورة للتكنولوجيا المالية الأربعاء، حذر بار من أن التوسع السريع في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات المالية يحتاج إلى وضع “حواجز أمان واضحة” لضمان ألا يؤدي هذا التحول التكنولوجي إلى تهديد الاستقرار المالي العالمي.
وشدد بار على ضرورة أن يتمكّن المنظمون الماليون من تحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار والحفاظ على الاستقرار المالي، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي على المدى الطويل إذا تم استخدامه في إطار من الرقابة الحصيفة.
وقال بار: «أخشى أن نسمح للبندول بأن يتأرجح كثيرًا نحو الانفتاح غير المنضبط، فنخفض معايير الحماية بطريقة قد تعرّض النظام المالي لمخاطر مفرطة». وأضاف أن على الجهات التنظيمية أن تكون يقظة لمنع الانحرافات التي قد تنتج عن الاستخدام الواسع لهذه التقنية في الوظائف الجوهرية للقطاع المالي.
وأوضح أن المؤسسات المالية بدأت بالفعل في دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها التشغيلية مثل خدمة العملاء وتحليل الوثائق والتسويق والعلاقات العامة، إلا أن الاتجاه نحو استخدام النماذج التوليدية في الوظائف الأساسية – مثل اتخاذ القرارات الاستثمارية أو التداول الآلي – يستدعي «حذرًا بالغًا»، بحسب تعبيره.
وأشار بار إلى أن هذه الأنظمة قد تخلق مخاطر جديدة، من بينها احتمالات التلاعب بالأسواق أو التنسيق غير المقصود بين الأنظمة الآلية بما يؤدي إلى زيادة التقلبات وربما تهديد الاستقرار المالي ككل. كما نبّه إلى خطر تحيّز البيانات التي تُدرَّب عليها هذه النماذج، الأمر الذي قد يؤدي إلى انحيازات مؤسسية جديدة داخل النظام المالي.
مخاطر أوسع نطاقا
وفي سياق أوسع، قال بار إن تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصادات لا يزال مفتوحًا على سيناريوهات متعددة: فبينما قد تقتصر نتائجه على تعزيز الكفاءة في المهام الحالية، يمكن أيضًا أن يؤدي إلى تحولات جذرية في أنماط العمل والإنتاج وإعادة تشكيل نماذج الأعمال في قطاعات عدة. وأضاف: «علينا أن نتابع تطور هذه السيناريوهات عن كثب، لأن التغيرات قد تكون تدريجية أو مفاجئة».
وأبرز بار نتائج مسح أجراه فرع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أظهر أن استخدام الذكاء الاصطناعي دفع بعض الشركات إلى تقليص خطط التوظيف، وهو ما قد يفسّر جزئيًا تباطؤ وتيرة خلق الوظائف في الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية. لكنه امتنع عن التعليق على مسار السياسة النقدية في الأجل القريب.
كما أشار إلى أن الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات يمكن أن تمثل رافعة اقتصادية مهمة، إذ تسهم عادة في رفع إنتاجية العمل وتدعم النمو دون خلق ضغوط تضخمية على المدى الطويل.
وختم بار كلمته بالقول إن على صناع القرار المالي إدراك أن التحولات التقنية الكبرى لا تؤثر فقط على أساليب العمل، بل تمتد أيضًا إلى كيفية إدارة السياسة النقدية في المستقبل، مؤكدًا أن الحفاظ على توازن دقيق بين الابتكار والانضباط التنظيمي سيظل التحدي الأهم في حقبة الذكاء الاصطناعي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg
جزيرة ام اند امز