دراسة أمريكية: «ميبوليزوماب» يخفض أعراض الانسداد الرئوي المزمن بنسبة 20%

أظهر دواء "ميبوليزوماب" فعالية واضحة في تقليل ضيق التنفس والتهابات الصدر لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن بنسبة تصل إلى 20%.
أثبتت دراسة حديثة أُجريت على مجموعة من المرضى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD - Chronic Obstructive Pulmonary Disease) أن دواء "ميبوليزوماب" (mepolizumab) ساهم في خفض معدلات ضيق التنفس والتهابات الصدر بنسبة تقارب 20%، مقارنةً بالعلاجات التقليدية المتاحة حاليًا، وذلك وفقًا لما نشرته مجلة "نيو إنجلاند" الطبية (New England Journal of Medicine) وغطّته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
وقد أجرى هذه الدراسة فريق من الباحثين التابعين لقسم أمراض الرئة والحساسية والعناية المركزة وطب النوم بجامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة.
تأثير الدواء على تقليل دخول المستشفيات
أظهرت النتائج أن استخدام "ميبوليزوماب" أدى إلى تقليل الحاجة لدخول المستشفى بين المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة، مما ينعكس بشكل إيجابي على جودة حياتهم وخطط علاجهم.
"ميبوليزوماب" هو دواء يتكوّن من جسم مضاد وحيد النسيلة مضاد للإنترلوكين-5، ويعمل على تقليل الأعراض التحسسية للربو. وتُعدّ الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بروتينات صناعية تحاكي في عملها الأجسام المضادة الطبيعية التي ينتجها الجهاز المناعي في جسم الإنسان.
مرض الانسداد الرئوي المزمن وأعراضه
يُعدّ مرض الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض التنفسية الشائعة، ويتمثل في تقييد تدفق الهواء داخل الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبات تنفسية مزمنة. ويُعرف المرض أحيانًا بانتفاخ الرئة أو بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
وتشمل الأعراض الشائعة للمرض: السعال، والذي يكون مصحوبًا أحيانًا بالبلغم، وضيق التنفس، والصفير أثناء التنفس، إضافة إلى الشعور المستمر بالإرهاق. وقد تتفاقم هذه الأعراض بمرور الوقت إذا لم يتم التعامل معها بشكل طبي.
التلوث والتدخين من أبرز الأسباب
يُعد التدخين وتلوّث الهواء من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يعرّض المصابون به لمشكلات صحية إضافية.
ورغم أن المرض لا يُعدّ من الحالات القابلة للشفاء الكامل، فإن أعراضه قد تتحسّن في حال التوقف عن التدخين، وتجنّب مصادر التلوث، وأخذ اللقاحات الوقائية المناسبة لتفادي العدوى، إلى جانب استخدام الأدوية والعلاج بالأكسجين، والالتحاق ببرامج إعادة التأهيل الرئوي.
العلاج بجهاز الاستنشاق والأدوية الموسّعة للقصبات
تُستخدم مجموعة من العلاجات لإدارة المرض، من أبرزها الأدوية المستنشقة التي تساهم في فتح الشعب الهوائية وتخفيف التورّم داخلها. وتُعدّ أجهزة الاستنشاق الموسّعة للقصبات من أهم الوسائل العلاجية في هذا السياق، إذ تساعد على استرخاء الشعب الهوائية وإبقائها مفتوحة لتسهيل عملية التنفس.
خفض حاد في الأعراض ومعدلات الدخول للمستشفيات
وقد بيّنت التجربة السريرية التي خضع لها مرضى الانسداد الرئوي المزمن أن دواء "ميبوليزوماب" ساهم في خفض ضيق التنفس والتهابات الصدر بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بالعلاجات المتاحة.
وفي حالات المرضى المصابين بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، وهو أحد أشكال المرض التي تتسم بامتلاء الرئتين بالمخاط، ساهم "ميبوليزوماب" في تقليل الأعراض الشديدة بمعدل يصل إلى الثلث. كما أظهرت الدراسة أن عدد الحالات التي احتاجت لدخول المستشفى انخفض بنسبة وصلت إلى 35% خلال عام واحد من الاستخدام.