"نموذج محاكاة سلوك كورونا".. خدمة الإنسانية نهج إماراتي
"خدمة الإنسانية"، قيمة إماراتية تجلت مع وطأة جائحة كورونا، حيث سخرت الدولة إمكانياتها العلمية والبحثية لمساعدة البشرية لتخطي الأزمة.
وتجسدت إحدى تلك الجهود والتي لاقت اهتماما وإشادات عالمية ما قام به فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بتطوير نموذج يساهم في معرفة أثر فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" على الأفراد، والذي مثل خطوة أولى لصناع القرار في فهم العواقب المترتبة على انتشار الفيروس.
الفريق البحثي الذي أشرف عليه الدكتور جورج رودريجز الأستاذ المشارك في الهندسة الكيميائية، نشر مقالا حول النموذج ونتائجه في نظام الأرشفة الطبية وهو المنصة الإلكترونية التي تُعنى بأعمال الباحثين في مجال الطب والعلوم الصحية.
ويعتبر التنبؤ بالكيفية التي سينتشر بها المرض وعدد المصابين أمراً ضرورياً في عملية التخطيط في مجال الرعاية الصحية وتحديد المتطلبات اللازمة إضافة لتقييم أثر أي إجراء يتم اتخاذه حيث تتفاوت الدول حول العالم في استجابتها لفيروس كورونا وفقاً لمدى التقدم التكنولوجي، ووفرة المصادر والقوى البشرية والذي سيحدد بدوره نوع الإجراء المتخذ.
واعتمد النموذج على تحصيل بيانات مثل انتشار الأمراض المعدية وتوقيت إنهاء العزل وعدد وحدات العناية المركزة لكل مليون مريض ومستوى وعي الأفراد بالحماية الشخصية وعدد المخالطات اليومية مع الأشخاص الأصحاء، وبما أن كل دولة لها متطلبات مختلفة يقوم النموذج بتعديل النتائج حسب البيانات المدخلة.
وقام الباحثون من مختلف التخصصات في جامعة خليفة وهم الدكتور جورج، والدكتور خوان أكونا رئيس قسم الأوبئة والصحة العامة، والدكتور موريسيو باتون باحث ما بعد الدكتوراه في قسم الهندسة الكيماوية، وجواو أوراتاني المهندس البحثي، بإضافة بعض الإجراءات على النموذج لتحديد الطريقة الأكثر فاعلية في الحد من انتشار المرض كما قاموا بتقييم بعض وسائل الحماية الشخصية كالكمامات، ووفرة الأسرّة على المستوى العالمي.
وقال الدكتور جورج رودريجز، إن هدفنا يتركز على تطوير نموذج فعال وغير معقد في الوقت نفسه بحيث يمكن تحديثه بمجرد توفر البيانات واستخدامه كوسيلة تساهم في تزويد السياسات الصحية للأفراد واستراتيجيات الحد من آثار الإصابة بالفيروس، وقمنا باستخدام جميع البيانات المتوفرة والمتعلقة بفيروس كورونا منذ بداية العام 2020 ونهدف إلى تفسير نوعية النتائج كونها دليل على قدرة النموذج إذا تم تطبيقه بقيم معاملات عالية.
ويمكن للنموذج الذي طوره الباحثون في جامعة خليفة التعرف على الأفراد ضمن مجموعات من خلال مرحلة الإصابة بالفيروس والفئة العمرية للمصابة حيث يشترط بمجموعة الأفراد أن تكون متنوعة وضمن حدود مغلقة.
ويعتمد نموذج جامعة خليفة في التعرف على الأفراد على مراحل الإصابة بالمرض حيث ينتمي كل فرد إلى واحدة من حالات الاستجابة لمراحل الإصابة الأربعة في حال ظهرت أعراض الإصابة أو في حال لم تظهر أو في حال الخضوع للعلاج في المستشفى أو بعد التعافي من المرض.
وقام الفريق بدور بارز في إنشاء نموذج قادر على رفد الباحثين وهيئات الصحة بالمعلومات المفيدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حالات انتشار الأوبئة كما أكدوا على أهمية تحديث البيانات والحاجة لتطوير النموذج باستمرار وبالاستعانة ببيانات أكثر دقة بهدف إيجاد الحلول المناسبة للوباء، ويحظى هذا النموذج بميزة رئيسة وهي تعزيز أطر التعاون بين القطاع الأكاديمي وواضعي السياسات والقطاع العام.
وأكد الدكتور جورج، أن التواصل الفعال بين قطاع الرعاية الصحية والأنظمة الصحية والمؤسسات العلمية يعد واحداً من أكبر التحديات التي تواجه مجالي العلوم الصحية والصحة العامة لذلك يتعين علينا اتخاذ الإجراءات الفعالة وفي الوقت المناسب والذي يتطلب استراتيجيات لتبادل البيانات واستخلاص المعلومات والمعارف ونشرها بغية تحقيق التنفيذ الفعال لهذه الإجراءات.