كورونا والفقر يحاصران إندونيسيا.. وفاة طبيب شهير تدق ناقوس الخطر
دخل الدكتور ساردجونو أوتومو، الطبيب الإندونيسي الشهير، إلى مستشفى محلي في جاوة الشرقية عصر الثلاثاء.
وخلال ما يزيد قليلا على 24 ساعة، أجرى زملاؤه الأطباء اتصالا تلو الآخر بالمستشفيات بحثا عن جهاز للتنفس الصناعي في سورابايا ثاني كبرى المدن الإندونيسية والتي تقع على بعد مسيرة بضع ساعات بالسيارة، لكن الطبيب توفي هو وزوجته، سري مارتيني.
دقت وفاة الدكتور وزوجته بكوفيد-19 ناقوس الخطر في رابع أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، والتي يتغير فيها الوضع الوبائي باطراد من سيئ إلى أسوأ ويئن نظامها الصحي الفقير أصلا تحت وطأة ضغوط كبيرة، بحسب "رويترز".
وفي الأيام العشرة الماضية، سجلت إندونيسيا 4 أرقام قياسية للإصابات اليومية، كان أكبرها في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول عندما بلغت الحالات الجديدة 8369، وتصدرت عناوين الصحف أخبار وصول مزيد من المستشفيات في أقاليم البلاد إلى طاقتها القصوى.
وقال عبد الخالق مالك، المتحدث باسم الجمعية الطبية الإندونيسية لرويترز: "يبدو أن الوضع الحالي الذي يفوق الطاقة الاستيعابية هو الأسوأ على مدار جائحة كوفيد-19 في إندونيسيا".
ويقول خبراء الصحة العامة إن إندونيسيا تواجه صعوبات منذ مارس/ آذار في السيطرة على الوباء، مع بلوغ العدد الإجمالي للإصابات الآن 557877 حالة مؤكدة توفي منها 17355، علاوة على ما يقرب من 70 ألف حالة أخرى مشتبه بها.
وتتصدر إندونيسيا منطقة جنوب شرق آسيا حتى الآن على صعيد الإصابات والوفيات، كما تظهر البيانات أن الوضع يتفاقم.
وفي باميكاسان، تلك المنطقة الفقيرة في جزيرة مادورا والتي كان يعمل فيها الدكتور ساردجونو مديرا لمستشفى منذ سنوات، لا يوجد جهاز تنفس صناعي واحد في المدينة.
وكان الطبيب المعروف المتخصص في الأشعة والبالغ من العمر 67 عاما في أمسّ الحاجة إلى جهاز عندما وصل إلى مستشفى محمد نور في باميكاسان.
وقال الدكتور سيف الهداية، إخصائي أمراض الرئة الذي كان يعالج الدكتور ساردجونو: "كان المكان ممتلئا عن آخره.. كل شيء بكامل طاقته في باميكاسان. وصل الوضع إلى حالة الذروة الآن".
وقال عارف عبد الرحمن، (41 عاما)، وهو صهر الدكتور سارجونو، إن وفاة صهره وزوجته تسلط الأضواء على المدى الذي بلغته مستشفيات البلاد من جهة ضعف التجهيز في مواجهة الوباء.
وأضاف "أجهزة التنفس الصناعي مهمة. وفي باميكاسان، التي يُحال إليها المرضى من مناطق أخرى، الوضع مؤلم بالطبع. هذا فضلا عن أماكن أخرى مثل سورابايا، المكتظة على الدوام".
وفي أنحاء جاوة، الجزيرة الأشد اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، تظهر علامات أخرى مثيرة للقلق والانزعاج.
وقال رضوان كامل حاكم مقاطعة جاوة الغربية، الأربعاء، إن معدل إشغال غرف العزل في بوجور وديبوك وبيكاسي وباندونج وصل إلى 80%.
وفي العاصمة جاكرتا، هناك أيضا ما يدعو للقلق. فقد حذرت مبادرة لابور كوفيد-19، وهي مبادرة مستقلة لبيانات فيروس كورونا، هذا الأسبوع من أن أجنحة الطوارئ في جاكرتا تتجه نحو "الانهيار".
وفي مساعيها لمساعدة مرضى كورونا في العثور على أسرّة بالمستشفيات في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر/ تشرين الثاني، اتصلت المبادرة بأقسام الطوارئ في 69 مستشفى واكتشفت أن 97 منها ممتلئة عن آخرها.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز