كورونا الجديد.. هل ينجح الذكاء الاصطناعي في مواجهة الفيروس الغامض؟
لجأ العلماء إلى استخدام خوارزمية (BlueDot) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعى، للتنبؤ بانتشار الفيروس
تسببت سرعة انتشار الفيروس (2019nCoV) الذي ظهر في الصين وينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا Coronavirus، في تصاعد حدة القلق والمخاوف عالميَّا، حيث أودى الفيروس في أول أيامه بحياة أكثر من 17 شخصاً حتى الآن، في حين ارتفع عدد الحالات المصابة من العشرات إلى المئات في خلال أيام قليلة بالإضافة إلى سرعة انتشاره في مناطق جديدة.
- موجز العين للسياحة.. كورونا يهدد أوروبا وغزل آبي أحمد والإمارات الأفضل
- "كورونا" يصيب شركات السياحة في أوروبا بالشلل
بدأ الأمر بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم 9 يناير/كانون الثاني عن حدوث تفشي شبيه بالإنفلونزا في الصين، حيث تم الإبلاغ عن مجموعة من حالات الالتهاب الرئوي في مدينة ووهان Wuhan الصينية، وكان ظهور المرض مرتبطا بسوق واحدة لبيع المأكولات البحرية في تلك المدينة الموجودة بوسط الصين، وسرعان ما ظهرت حالات إصابة في بلدان أخرى تشمل: اليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وفرنسا، كما ظهرت إصابات جديدة في بلدان جديدة.
وكشفت بوابة aitnews، عن لجوء العلماء إلى استخدام خوارزمية (BlueDot) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعى، للتنبؤ بانتشار الفيروس، حيث تقوم الخوارزمية بمتابعة تقارير الأخبار بجميع اللغات تقريبا، وشبكات الأمراض الحيوانية والنباتية، والإعلانات الرسمية لإصدار تحذير مسبق لتجنب مناطق الخطر لانتشار الفيروس.
والسرعة في التبليغ عن ظهور الفيروس مهمة وقت انتشار الأمراض الوبائية، ولكن المسؤولون الصينيون ليس لديهم تاريخ جيد لتبادل المعلومات حول الأمراض أو تلوث الهواء أو الكوارث الطبيعية، وفي نفس الوقت يتعين على مسؤولي الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض CDC، الاعتماد على المسؤولين الصينيين لمتابعة انتشار هذا المرض لأن مركز انتشاره يقع داخل الصين، لذلك ربما يكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي هو الحل الأسرع.
ويقول كمران خان Kamran Khan مؤسس BlueDot ومديرها التنفيذي: "نعلم أن الحكومات قد لا يتم الاعتماد عليها لتوفير المعلومات في الوقت المناسب، لذلك نستخدم المنتديات الصغيرة أو المدونات لمتابعة تطورات الأحداث غير العادية".
ويضيف خان: "إن خوارزمية BlueDot لا تستخدم منشورات منصات التواصل الاجتماعي في التنبؤ لأن هذه البيانات غير واضحة للغاية، ولكن لديها حيلة واحدة، وهي الوصول إلى بيانات تذاكر الطيران العالمية التي يمكن أن تساعد في التنبؤ أين ومتى يتجه السكان المصابون بعد ذلك".
وبالفعل، لقد تنبأت الخوارزمية بشكل صحيح بأن الفيروس سينتقل من ووهان إلى بانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو في الأيام التالية من ظهوره الأول.
وكان خان الذي عمل اختصاصيا للأمراض المعدية في المستشفيات في تورنتو خلال وباء سارس عام 2003، يحلم بإيجاد طريقة أفضل لتتبع الأمراض المعدية، حيث بدأ هذا الفيروس في مقاطعة بالصين وانتشر إلى هونج كونج ثم إلى تورونتو وتسبب في موت 44 شخصاً، ويقول خان عن تفشي فيروس كورونا اليوم "يوجد بعض الوسائل والتقنيات الأكثر تقدماً التي يمكن الاستعانة بها".
بعد اختبار العديد من البرامج التنبؤية، أطلق خان BlueDot في عام 2014 وجمع تمويلا قدره 9.4 مليون دولار، ولدى الشركة الآن 40 موظفاً ما بين أطباء ومبرمجين ابتكروا برنامج تحليل ومراقبة الأمراض، والذي يستخدم أساليب معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي للتفتيش عن التقارير الإخبارية بنحو 65 لغة، إلى جانب بيانات شركات الطيران وتقارير تفشي الأمراض الحيوانية.
ويشير خان إلى أنه بمجرد اكتمال عملية فلترة البيانات الآلية، يتولى البشر مهمة التحليل الأخير، حيث يتحقق علماء الأوبئة من أن الاستنتاجات منطقية من وجهة نظر علمية، ثم يتم إرسال تقرير إلى عملاء الحكومة وقطاع الأعمال والصحة العامة.
بعد ذلك، يتم إرسال تقارير BlueDot إلى مسؤولي الصحة العامة في أكثر من عشر دول بما في ذلك: الولايات المتحدة، وكندا، بالإضافة إلى شركات الطيران، ومستشفيات الخطوط الأمامية حيث قد ينتهي المطاف بالمرضى المصابين.
يقول بعض خبراء الصحة العامة إنه على الرغم من التستر على تفشي مرض سارس لعدة أشهر في عام 2003، فإن رد فعل المسؤولين الصينيين كان أسرع هذه المرة.
ولوقف انتشار المرض يجب أن يقوم مسؤولو الصحة العامة بإعلان الحقائق بسرعة، ولكن قد يكون من المفيد حاليا تقليل انتشار الوباء من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.