كورونا يغير اتجاهات "فتاوى رمضان".. تراويح بالمنازل ورخصة للأطباء
1.8 مليار شخص حول العالم يستقبلون رمضان في ضوء إغلاق المساجد وحظر التجول المفروض بسبب كورونا ومنع صلاة الجماعة.
مع استمرار تفشي وباء كورونا أجمعت الجهات المعنية بالفتوى في معظم الدول استمرار وقف صلاة الجماعة حرصا على حياة الأفراد، وقررت السعودية والإمارات ومصر والجزائر وإثيوبيا وروسيا أداء صلاة التراويح في المنازل، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".
ويستقبل 1.8 مليار شخص حول العالم رمضان في ضوء إغلاق المساجد وحظر التجول المفروض بسبب كورونا ومنع صلاة الجماعة.
أما بالنسبة للصيام، فجاءت فتاوى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ودار الإفتاء المصرية، واللجنة الوزارية للفتوى بالجزائر "بوجوب الصيام على الأصحاء المكلفين بالصيام"، فيما أجازوا الإفطار للمصاب بفيروس "كورونا المستجد" إن كان الصوم سيفاقم مرضه، وأعطت معظم الفتاوى رخصة للأطباء بالفطر إن كان هناك ضرر عليهم من الصيام.
وفي مختلف أنحاء العالم الإسلامي ولَّد انتشار الفيروس مستويات جديدة من القلق قبل شهر الصوم، واستدعى استفسارات فقهية وشرعية، أخذت جهات الفتوى في مختلف دول العالم الإجابة عليها، وتستعرضها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
السعودية
في السعودية، أفتت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بأن "يصلي المسلم الفريضة والتراويح في بيته إذا أوصت الجهة المختصة في بلده أو البلد التي يقيم فيها بذلك".
ودعت إلى "تجنب التجمعات، نظراً لأن التجمع يعتبر السبب الرئيس لانتشار العدوى بحسب التقارير الطبية ذات الصلة، ومن ذلك الإفطار والسحور الجماعي".
وفي فتوى منفصلة، أوضح المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، أنه في حال تعذر إقامة صلاتي التراويح والعيد في المساجد بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة انتشار جائحة كورونا المستجد، "فإن الناس يصلونها في بيوتهم تحصيلاً لفضيلة قيام ليالي رمضان المباركة، ولثبوت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قيام رمضان في بيته، ولا يخفى أن صلاة التراويح سنة وليست واجبة".
الإمارات
أما الإمارات، فقد أفتى مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي "بوجوب الصيام على الأصحاء المكلفين بوجوب الصيام".
كما أجاز المجلس للمصاب بفيروس "كورونا المستجد" أن يفطر عندما تظهر عليه الأعراض الأولى للمرض، أمَّا إذا أخبره الطبيب أنَّ الصوم سيفاقم مرضه فوجب عليه الإفطار في هذه الحالة، وقال إن المعول عليه في تحديد مستوى المرض وخطورته هم أهل الخبرة من الأطباء والجهات الحكومية المختصَّة.
كما رخَّص المجلس في فتواه للكوادر الطبية الذين يمثلون الخط الأمامي في مواجهة هذا الوباء: أن يفطروا في أيام عملهم إن كانوا يخافون أن يؤدي صومهم إلى ضعف مناعتهم أو تضييع مرضاهم؛ مستندًا في ذلك إلى مقاصد الشرع الحنيف وأقوال الأئمة من العلماء الراسخين.
وفيما يتعلق بصلاة التروايح بيَّن المجلس: "أنَّه في ظلِّ الإجراءات الحالية ووضعية الوباء الذي يهدد أرواح النَّاس وصحتهم؛ فعليهم أن يصلوا التراويح في بيوتهم فرادى أو أن يؤم الرجل أهل بيته بما يحفظ من القرآن الكريم أو من خلال القراءة من المصحف".
وعن صلاة العيد في حالة استمرار أزمة كورونا، فقد بيَّن المجلس "في هذه الحالة على الناس أن يصلوا العيد في بيوتهم فرادى أو جماعة مع أهل بيتهم دون خطبة للعيد".
وحول أحكام زكاة المال وزكاة الفطر، فقد بيَّن المجلس "أنَّه يجوز تعجيل الزكاة بل قد يكون تعجيلها هو الأفضل في مثل هذه الظروف التي نمرُّ بها؛ لمساعدة النَّاس على قضاء حوائجهم الشديدة والمستعجلة، كما يجوز تعجيل زكاة الفطر لأول رمضان".
مصر
وفي مصر، تحدثت دار الإفتاء، عن حكم الصيام في ثلاث حالات، مشيرة إلى أنه "من كان صحيحًا لم يصبه فيروس كورونا واستوفى شروط الصيام ولم يكن لديه عذر يمنعه من الصوم وجب عليه الصوم بل هو أولى لأن الصوم يقوي المناعة".
وبينت فيما يخص المصابين بالفيروس يسأل فيها الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فعليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام".
وبينت أن "الأطباء وطاقم التمريض الذين يواجهون فيروس كورونا يجوز لهم الإفطار إذا وقع عليهم ضرر والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة".
وفيما يتعلق بصلاة التراويح، قالت دار الإفتاء المصرية: "صلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم، لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، والمعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تمامًا".
الجزائر
وفي الجزائر، شددت اللجنة الوزارية للفتوى على أن الصيام "يبقى واجبا على المكلفين القادرين على الصيام"، مشددة على أنه "لا يجوز الإقدام على ترك هذا الركن العظيم".
وبينت أنه "لا يوجد علاقة بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا"، وبالتالي فإنه "لا يجوز الفطر إلا لأصحاب الأعذار الشرعية والمتمثلين في العاجزين عن الصوم ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة المانعة منه"، الذين تسقط عنهم هذه الفريضة، بالإضافة إلى "المريض الذي يسبب له الصوم مشقة معتبرة، غير معتادة تعرف بالتجربة أو بالخبرة الطبية"، وهي الفئة التي أدرجت ضمنها المصابين بفيروس كورونا.
كما لفتت اللجنة أيضا إلى أن الفطر "قد يكون واجبا في حق المريض إذا سبب له الصوم ضررا معتبرا".
و في ذات الإطار، نبهت لجنة الفتوى أصحاب المهن الشاقة والمرهقة كأفراد الأسرة الطبية والحماية المدنية وغيرهم من المرابطين في مواجهة فيروس كورونا إلى أنه "لا يجوز لهم الإفطار" إلا في حال توفر جملة من الشروط المتمثلة في: "أن تحصل لهم مشقة لا يمكن عادة تحملها"، أما المشقة المعتادة فـ"لا يباح لأجلها الفطر".
وبينت إنه "يتوجب عليهم في هذا الإطار، تبييت نية الصوم وأن يصبحوا صائمين، حتى يحصلوا على أجر وفضل الصوم، فـ"من لم يفطر فإنه يتم صومه ومن اضطر للفطر أثناء النهار أفطر ويجب عليه القضاء".
وفيما يتعلق بصلاة التراويح، أكدت اللجنة الوزارية للفتوى على أنه "صار من اللازم شرعا اللجوء إلى تعليق صلاة الجمعة والجماعات وغلق المساجد ودور العبادة في كل ربوع الوطن إلى أن يرفع الله هذا البلاء، مشددة على أن هذا الأمر يشمل صلاة التراويح "من باب أولى"، لكونها "سنة أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة ليلتين أو ثلاثا ثم امتنع عن الخروج حين كثر الناس"، مع التذكير بقوله "خشيت أن تفرض عليكم"، ليصليها بعدها في بيته.
إثيوبيا وروسيا
وفي إثيوبيا، دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (أعلى هيئة تمثل المسلمين في البلاد)، إلى إحياء صلاة التراويح في المنازل؛ بسبب المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس المجلس المفتي العام، الشيخ عمر إدريس: "إن شعيرة صلاة التراويح سوف تقام هذا العام في المنازل، نظراً للظروف التي يمر بها العالم أجمع بسبب فيروس كورونا".
وفي موسكو، أفتى "مجلس علماء مسلمي روسيا" بجواز إقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك في المنزل في ظل ظروف الحجر الصحي الذاتي.