بعد عام من "إغلاق كورونا".. مسارح "برودواي" تأمل معاودة نشاطها
تحت شعار "وي ويل بي باك!" (سنعود!)، عبّر عشرات الفنانين، الجمعة، وسط ميدان تايمز سكوير في نيويورك عن أملهم بإعادة افتتاح برودواي قريباً.
وبدأت نيويورك تستعيد حياتها بفعل نجاحها في احتواء الموجة الثانية من جائحة "كوفيد-19"، وحملة اللقاحات المكثفة التي تشهدها، وشروعها في السماح لقاعات العروض الفنية الحية بمعاودة نشاطها جزئياً.
لكن "إعادة فتح برودواي ستعني عودة الحياة بالكامل"، على ما رأت راين ريدموند التي أدت دوراً في مسرحية "فروزن" الغنائية قبل إقفال برودواي في 12 مارس/آذار 2020، وفقاً لوكالة "فرانس برس".
أما شارلوت سينت مارتن، رئيسة رابطة برودواي للمنتجين واصحاب المسارح، فرأت أن إعلان حاكم نيويورك السماح للمسارح وقاعات العروض الفنية الحية بمعاودة نشاطها في 2 أبريل/نيسان المقبل شرط الاكتفاء بنسبة 33% من سعتها أو 100 شخص على الأكثر، يشكّل خطوة رمزية ليس إلاّ.
وسارع مسرحا "ذي آرموري" و"ذي شيد" العملاقان اللذان يتيحان تطبيق التباعد الاجتماعي المطلوب، إلى الإعلان عن معاودة العروض فيهما بعد أيام قليلة، لكن برودواي، بمسارحها ذات المقاعد المتقاربة، وتكاليف الإنتاج الباهظة جداً لأعمالها، لن تتمكن من الاستفادة من القرار.
وقالت سينت مارتن: "لا نزال نضع نصب أعيننا معاودة نشاطنا في الخريف"، مشيرة إلى أن السلطات المحلية لم توضح حتى الآن أي تفاصيل عن موعد فتح الصالات أو شروطه.
ويتشبث الجميع بتصريحات خبير الأمراض المعدية ومستشار البيت الأبيض أنتوني فاوتشي الذي توقع في يناير/كانون الثاني الماضي إعادة فتح برودواي "في بداية الخريف أو منتصفه".
ورأت شارلوت سينت مارتن إن المسارح يجب أن تكون ممتلئة بنسبة 75% على الأقل لكي تكون إعادة فتحها ملائمة مالياً، بحسب معادلة برودواي الاقتصادية.
وبالتالي، على السلطات "أن تضع خطة"، في رأي عازف الطبول كلايتون كرادوك الذي شارك في مسرحية "إينت تو براود" الغنائية قبل تفشي الوباء.
مسرحيات غنائية عبر "زووم"
على الرغم من انعدام الإيرادات على مدى 12 شهراً، وربما لستة أخرى على الأقل، لم يُصرَف النظر إلا عن عدد قليل جداً من الإنتاجات، هي 5 مسرحيات بينها 3 غنائية.
وبالتالي، ينتظر 31 عملاً معاودة العروض في الخريف بالإضافة إلى بعض الإنتاجات الجديدة، ومنها "ميوزيك مان" و"أم جيه ذا ميوزيكل".
ووُضع الموسيقيون والممثلون والفنيون العاملون في هذه الأعمال في حال بطالة فنية، ويعيش معظمهم من دون تغطية صحية، ولو أن استعادة هذه الأخيرة بسرعة ستكون ممكنة بفضل الخطة الجديدة لتحفيز الاقتصاد التي اقرها الكونغرس هذا الأسبوع ، وفقاً لشارلوت سينت مارتن.
لم يتمكن بعض هؤلاء من الصمود، واضطروا إلى التخلي نهائياً عن الخشبة، ومنهم كلايتون كرادوك الذي عاود دراسة المعلوماتية وكاد أن يصبح موظفاً في قطاع التأمين.
لكنه قال: "أدركت أنني لا أملك الموهبة في هذا المجال"، مضيفاً "أنا أعزف على الطبول منذ 45 عاماً، وأعمل على تطوير نفسي ولن أتخلى عن كل هذا، إنه أفضل ما أفعله."
لم تتمكن السنة السوداوية من القضاء على الشغف لدى كثر من العاملين في برودواي، وما إن صدحت الأنغام الأولى لأغنية جورج بنسون "أون برودواي" في ميدان تايمز سكوير، الجمعة، حتى ارتفعت اصوات قوية تنشدها.
وكان المشهد "رائعاً"، على ما علّقت بيبرمنيت التي أصبحت عام 2018 أول ممثلة متحولة جنسياً تؤدي دور البطولة في مسرحية غنائية هي "هيد أوفر هيلز".
وقالت: "يمكنني الغناء أثناء الاستحمام بقدر ما أريد، ولكن عندما ترى الناس يتفاعلون، وتلمس مدى تأثرهم، فترد بدورك، يشكّل ذلك تبادلاً للعواطف".
ومع أن راين ريدموند اتكلت خلال العام الماضي على التلفزيون والسينما للاستمرار في العمل، لم تفقد شيئاً من صوتها الذي جعل شخصية رجل الثلج أولاف في "فروزن" تنبض بالحياة.
وشرحت ريدموند قائلة: "قدمنا الكثير من المسرحيات الغنائية عبر تطبيق (زووم) والكثير من التسجيلات من المنزل".
وأضافت: "حاولت أن أبقى نشطة لأن الصوت عبارة عن عضلة، كعضلة رياضي".
ومع أن "ديزني" ألغت "فروزن" في مايو/أيار الماضي، أملت ريدموند في العثور على "شيء آخر" في الخريف.
وعلى الرغم من أن الممثلين والراقصين الأربعين الذين كانوا موجودين في تايمز سكوير، الجمعة، بدوا مستعدين للعودة إلى المسرح بين ليلة وضحاها، أشارت شارلوت سينت مارتن إلى أن معظم إنتاجات برودواي تحتاج إلى "ما بين 3 و4 أشهر" ليصبح في الإمكان عرضها.
وأضافت: "لذلك سيكون الأمثل إبلاغنا في مطلع يونيو/حزيران المقبل إذا كان بإمكاننا فتح مسارحنا في سبتمبر/أيلول".