الوباء يضرب ذهب اليابان الأخضر
أجبر وباء كورونا المنتجين اليابانيين للواسابي على السعي إلى توسيع قاعدة زبائنهم، في ظل القيود المفروضة التي أدت إلى ضعف الطلب.
وينمو هذا النبات الأخضر ذو المذاق الحار خلال 12 -18 شهراً، ولا يتم إنتاجه إلا في عدد قليل من المناطق في اليابان، نظراً إلى أن زراعته تتطلب ظروفاً خاصة جداً.
ويعد الماء النقي العنصر الأهم في زراعة الوسابي، حيث من الضروري أن تظل درجة حرارة المياه بين 10 - 15 درجة طوال السنة، وفقا لما ذكرته وكالة فرانس برس اليوم السبت.
- السياحة العلاجية في اليابان.. ينابيع فوكوشيما الساخنة نموذجا
- 706 مليارات دولار.. اليابان تحفز اقتصادها لمغادرة "ركود كورونا"
وتوفّر شبه جزيرة إيزو (150 كيلومتراً جنوب غرب طوكيو) بيئة مثالية لهذه النبتة، إذ تهطل فيها أمطار غزيرة، وتساعد تربتها البركانية على تسرب المياه لجوف الأرض.
وشرح ياسواكي كوهاري من جمعية إيزو التعاونية الزراعية أن "المياه تتدفق من أعلى الجبل الذي أقيمت فيها مصاطب مغطاة بطبقات من الحجارة والرمل تؤدي مهمة ترشيح هذه المياه وتنقيتها".
وتشكّل مقاطعة شيزوكا التي تقع شبه جزيرة إيزو ضمنها، المهد الطبيعي للواسابي الذي يُعتقَد أنه يُستخدَم في المطبخ الياباني منذ 4 قرون، وقد استساغه الحاكم العسكري الـ"شوغون" إياسو توكوغاوا ( 1543-1616)، أحد المساهمين التاريخيين في توحيد الأرخبيل، فساهم في انتشاره وشعبيته.
وأشارت إحصاءات وزارة الزراعة اليابانية إلى أن شيزوكا هي مصدر نحو نصف كمية الجذامير (جذور) الواسابي البالغة 550 طناً التي تم إنتاجها في اليابان عام 2019.
وتنتج من كشط هذه الجذامير بهارات ذات خصائص مضادة للبكتيريا، تُستَخدَم لإضافة نكهة لذيذة إلى طعم أطباق الأسماك النيئة أو إلى طبق سوبا (نودلز الحنطة السوداء).
الجائحة أضعفت القطاع
نظراً لضعف الإنتاج، يستحوذ تجار الجملة في طوكيو وأوساكا (غرب اليابان) على كامل كمية الـ"واسابي" المنتجة في إيزو تقريباً، ويعيدون بيعها خصوصاً إلى مطاعم راقية.
ولا يتقبل توشيا ماتسوشيتا، وهو رئيس الطهاة في مطعم سوشي راقٍ في طوكيو، فكرة استخدام الواسابي "المزيف". ويلاحظ أن الإحساس الذي يثيره في الفم مزعج "وليس له الكثير من النكهة".
أما الواسابي الطازج "فيزيل رائحة السمك النيء، لكنه يعزز مذاقه. إنه حار، ولكن مع بعض المذاق الحلو"، على ما شرح ماتسوشيتا. وأضاف أن "ثمة اختلافاً في النكهة والملمس وحدّة المذاق الحار وهذا يتوقف طريقة كل طاه في التقشير".
ولنوعية الواسابي تكلفتها. فماتسوشيتا الذي يستخدم جذموراً واحداً في اليوم، مبشوراً على الطلب لأن توابل الواسابي الطازج تتبخر في عشرين دقيقة، يقول إنه ينفق ما بفوق 600 يورو في الشهر.
لذلك يجهل معظم المستهلكين، حتى في اليابان، النكهة الحقيقية للواسابي. كذلك كان من شأن حصر تصريف الإنتاج أن سبّب للمنتجين وضعاً صعباً بفعل الوباء، ولا يزال الاستهلاك أدنى بكثير مما كان عليه قبل الوباء.