الصحة النفسية.. درع العالم لمواجهة كورونا
الحكومة المصرية تعمل جاهدة لبذل جميع الجهود للتقليل من مخاطر كورونا على صحة المصريين، وفق ما أعلنته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد
يواجه العالم خطر انتشار وباء "كورونا" بمزيد من القلق والترقب الذي تحول لدى نسبة كبيرة إلى اضطرابات نفسية، تتمحور حول الخوف والقلق.
مجلة "Psychiatric times" العلمية قالت إن 80% من البشر معرضون للإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق والتوتر والخوف الزائد أو الوسواس نتيجة التعرض المكثف للأخبار المتعلقة بانتشار الأوبئة، مثل فيروس "كورونا".
ودفعت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مختلف أنحاء العالم إلى فرض الحجر الصحي الذي كانت له آثار نفسية ليست بالسهلة.
وأجرت عالمة النفس سامانثا بروكس، من كلية كينجز بلندن وزملاؤها، "تقييما سريعا" بشأن الآثار النفسية للحجر الصحي. نشروه في دورية "لانسيت".
بحسب هذه الدراسة، التي ألقت وكالة الأنباء الألمانية الضوء عليها، كان وجود تاريخ من المرض النفسي مرتبطا بالقلق والغضب من 4 إلى 6 أشهر بعد الخروج من الحجر الصحي.
كما ظهرت على العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين كانوا في الحجر، أعراض أكثر حدة لضغط ما بعد الصدمة، مقارنة بالأفراد من الجمهور العام الذين كانوا في الحجر.
وكانت الفترات الأطول من الحجر الصحي مرتبطة بأعراض ضغط ما بعد الصدمة والإحجام والغضب.
أما من خضعوا للحجر الصحي فشعروا بالخوف على صحتهم و/أو عانوا من مخاوف لإصابة الآخرين. شعر من خضعوا للحجر الصحي بالغضب والملل خلاله، جراء التقيد وفقدان الروتين اليومي وانعدام التواصل الاجتماعي والمادي مع الآخرين.
وأدت الإمدادات الأساسية غير الملائمة (مثل الغذاء والمياه والملابس أو الإقامة) خلال الحجر الصحي إلى الإحباط، وكان مرتبطا بالغضب والقلق من أربعة إلى ستة أشهر ما بعد الخروج من الحجر.
وكانت هناك ضغوط ما بعد الحجر الصحي، مثل الخسارة المالية جراء عدم القدرة على العمل، ما تسبب في معاناة اقتصادية خطيرة، إلى جانب آثار نفسية مستمرة. وبصفة خاصة، فإن الغضب والقلق استمرا لشهور بعد الحجر الصحي.
وعانى من أقاموا في حجر صحي من الرفض وإحجام الآخرين عنهم، وتمت معاملتهم بخوف وريبة.
وفي ألمانيا، يرى خبراء ألمان أن الخطط المتخذة حتى الآن للحد من تداعيات جائحة كورونا المستجد لم تضع في اعتبارها بالقدر الكافي العبء النفسي الذي يتعرض له المواطنون جراء الخوف من الفيروس.
وقالت الطبيبة النفسية وعضو مجلس إدارة الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسماني وعلم الأعصاب إريس هاوت: "يتعين على الخبراء أن يستعدوا لقدوم موجة من الأصحاء الذين شعروا فجأة بمخاوف لا بد من معالجتها، إلى جانب تدهور الأعراض لدى الأفراد الذين يعانون بالفعل من أمراض نفسية".
وذكرت هاوت أن خطوط الإغاثة النفسية التليفونية أثبتت فعالياتها في الصين، مشيرة إلى أن المرضى النفسيين بحاجة إلى مزيد من الدعم، من خلال جلسات الحديث عبر الفيديو على سبيل المثال.
وأسس الاتحاد الألماني لعلماء النفس خطا ساخنا مجانيا لدعم المأزومين نفسيا جراء جائحة كورونا بالمجان وعلى نحو يحفظ مجهولية المتصل.
ويرى الاتحاد أن الوضع الحالي يتسبب في الشعور بالاضطراب ويثير المخاوف لدى الأفراد.
في مصر، تسعى الحكومة المصرية جاهدة لبذل جميع الجهود للتقليل من مخاطر كورونا على صحة المصريين، وفق ما أعلنت عنه وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد.
وبدأت الأمانة العامة للصحة النفسية والإدمان، التابعة لوزارة الصحة والسكان، الأحد، تقديم الدعم النفسي المجاني، عن طريق تخصيص فرق علاجية، بالتنسيق مع مديري مستشفيات الحجر الصحي، وبث رسائل نصية وفيديوهات، عبر صفحة الأمانة العامة بموقع "فيسبوك".
ويقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إن الخدمة تستمر على مدار 24 ساعة، حسب ما ورد إليه برسالة نصية من مسؤولي الخدمة عبر تطبيق "واتساب"، كما تخصص الوزارة الأطباء، وفقا لرغباتهم، بين التعامل الإعلامي أو مع الأهالي أو المرضى النفسيين.
وأكد الدكتور أحمد موافي، وهو طبيب نفسي، أن عددا كبيرا من الحالات التي تعاني من القلق والخوف بسبب انتشار فيروس "كورونا" زارت عيادته خلال الأسابيع القليلة الماضية بمعدلات غير مسبوقة.
وأوضح موافي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن معظم الحالات تعاني من اضطرابات شديدة نتيجة التعرض الزائد والمكثف للأخبار المتعلقة بانتشار الوباء، وما يشاع عن قرب نهاية العالم، مشيرا إلى أن الأمر طبيعي في حدود معينة، لكن المشكلة الحقيقية تتمثل في مرضى الأعصاب أو الذين يعانون من اضطرابات نفسية منذ زمن خاصة الوسواس القهري، لأنهم أكثر عرضة للتأثر والتفاعل مع الأزمة، وتوقع نتائج سلبية قد تفوق الواقع لذلك الأمور بالنسبة لهم صعبة وخطيرة.
وقال موافي إنه من الضروري عدم التعرض بشكل مستمر للأخبار المنتشرة عن المرض، وأن يكتفي المواطنون خاصة ممن يعانون أعراض قلق أو أرق بالتعرف على المستجدات دون الاستغراق في التفاصيل، وما عليهم سوى الالتزام فقط بتعليمات الوقاية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز