القصة الكاملة لأول إصابة بـ"كورونا" في مصر.. "صيني" يعالج بالحجر الصحي
سيارة إسعاف مجهزة، ذاتية التعقيم، نقلت الصيني المُصاب إلى الحجر الصحي بمستشفى النجيلة المركزي المُعد لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس
كشف مصدر طبي حكومي مصري عن التفاصيل الكاملة لاكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد.
وقال المصدر، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن الحالة المصابة لمواطن صيني شاب عمره (35 عاما)، وتم اكتشافها عن طريق كروت المتابعة التي تجريها وزارة الصحة المصرية لجميع القادمين إلى مصر من البلاد التي ظهر بها الفيروس.
وأوضح المصدر الطبي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن سيارة إسعاف مجهزة، ذاتية التعقيم، نقلت الصيني المُصاب إلى الحجر الصحي بمستشفى النجيلة المركزي المُعد لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس بمحافظة مطروح، غرب البلاد.
وبسؤاله عن مدى خطورة الأمر، قال المصدر إن المريض لم يختلط بعدد كبير من المواطنين، وإنه يجري فحص جميع من خالطهم المريض في الوقت الحالي للاطمئنان عليهم، ولم يتجاوز عددهم 8 أشخاص على أقصى تقدير.
وأوضح المصدر أن المريض وصل إلى المستشفى ظهر الجمعة، ولم تظهر عليه أي أعراض للفيروس حتى الآن، ولكن النتائج المعملية أكدت أنه حامل للفيروس، مشيرا إلى أن المريض كان قادما من الصين منذ أيام قليلة، وخضع للفحوصات الطبية والمعملية بمطار القاهرة، وثبت أنه حامل للفيروس.
وأكد المصدر أنه تم عزل المريض بغرفة عالية التعقيم لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن مستشفى النجيلة تم تجهيزه بوحدات الرعاية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وتشهد منطقة النجيلة التي تبعد نحو 70 كم من محافظة مطروح الحدودية إجراءات أمنية ووقائية مكثفة، حيث تم إغلاق الشوارع نهائيا ومنع أي شخص من الاقتراب من المستشفى إلا للضرورة.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية، الجمعة، اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد لشخص "أجنبي".
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الوزارة نجحت في اكتشاف أول حالة شخص أجنبي مصاب بفيروس "كورونا" بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة.
وأضاف أن الخطة تتضمن تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس كورونا المستجد من خلال الفرق الوقائية التي تتابعها على مدار الساعة، مشيرا إلى أنه تم إجراء التحاليل المعملية للحالة المشتبه بها والتي جاءت نتيجتها إيجابية للفيروس، ولكن بدون ظهور أي أعراض مرضية.
وأضاف مجاهد أنه على الفور تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، كما تم اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الوقائية للحالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث تم نقل الحالة بإحدى سيارات الإسعاف ذاتية التعقيم إلى المستشفى لعزله ومتابعته صحيا والاطمئنان عليه، موضحا أن الحالة حاملة للفيروس ولا يظهر عليها أي أعراض، وحالته مستقرة تماما.
وقال إن الوزارة اتخذت إجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتيا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يوما "فترة حضانة المرض"، لافتا إلى متابعتهم دوريا كل 8 ساعات وإعطائهم الإرشادات الصحية الواجب اتباعها، كما تم تعقيم المبنى الذي كانت تقيم به الحالة والمخالطين لها.
وفي هذا الصدد، أشاد الدكتور جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها، مشيدا بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان حيال الحالة المكتشفة والمخالطين لها.
وأكد جون أن مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة وقائية جيدة للتصدي لفيروس كورونا المستجد وكيفية التعامل مع الحالات المصابة حال اكتشافها، كما أن مصر من أوائل الدول بإقليم شرق المتوسط التي أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا المستجد.
من جانبها، تواصل الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، متابعتها لمعسكر الحجر الصحي للعائدين من ووهان الصينية في مطروح، ولجميع النزلاء والطاقم الطبي من خلال تقنية الفيديو كونفرانس، في ظل الانعقاد الدائم لغرفة عمليات الأزمات بالوزارة، التي تضم ممثلين عن كل القطاعات.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg جزيرة ام اند امز