أوروبا ترتجف أمام كورونا.. دعوات للتحرك لمنع الموجة الثانية
السلطات الصحية في العالم تدعو إلى فرض تدابير جديدة للحدّ من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في موجة ثانية
تتكثّف الدعوات للتحرك لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ على وقع المخاوف من موجة إصابات ثانية خصوصاً في أوروبا، في وقت تجاوز العالم عتبة العشرين مليون إصابة بالمرض.
وسُجّلت 20 مليونا وألفين و577 إصابة على الأقل في العالم، أكثر من نصفها في القارة الأمريكية، وفق تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية.
وحثّ مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبريسيوس الحكومات والمواطنين على القيام بما أمكن لاحتواء انتقال الفيروس، الذي أودى بحياة 750 ألف شخص منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول ٢٠١٩.
وقال "كثر منا في حداد، إنها لحظات صعبة على العالم، لكنني أريد أن أكون واضحاً، يوجد بصيص أمل ولا يفوت الأوان أبداً على احتواء الوباء"، لكن لذلك على "المسؤولين التحرك وعلى المواطنين الالتزام بالتدابير الجديدة"، وفق جبريسيوس.
واتفقت الوكالة الأوروبية للأمراض المعدية مع المنظمة الأممية فأوصت الحكومات الأوروبية باتخاذ تدابير جديدة.
وأشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها في تحديث لتقييم المخاطر نُشر الاثنين، إلى العناصر التي تؤكد ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19.
ارتفاع حقيقي
بحسب إحصاءات الوكالة، يتمّ اكتشاف بين 10 آلاف و15 ألف إصابة يومياً في الاتحاد الأوروبي، وهو عدد أقل بكثير من عدد الإصابات المسجلة في ذروة تفشي الوباء في مطلع نيسان/أبريل (30 ألفاً) لكنه أعلى من سقف الخمسة آلاف الذي سُجل من منتصف أيار/مايو إلى منتصف تموز/يوليو.
وأكدت الوكالة، ومقرها ستوكهولم: "نشهد ارتفاعاً حقيقياً في عدد الإصابات في عدة دول مرتبطاً بتراخي تدابير التباعد الاجتماعي".
وأقرّت إسبانيا بأنها لا تتمكن من السيطرة "بشكل كامل" على عدوى فيروس كورونا المستجدّ، في وقت سجّلت البلاد خلال أسبوعين أكبر زيادة في عدد الإصابات مقارنة بالدول الكبيرة في أوروبا الغربية.
محاصرة
وتخشى إيطاليا من أن تكون "محاصرة" بارتفاع عدد الإصابات لدى جيرانها الأوروبيين.
في الواقع، الخشية هي من ظهور بؤر جديدة انطلاقاً من إصابات قادمة من دولة مجاورة، كما حصل مع حوالي 30 شاباً إيطالياً من فينيتو (شمال شرق) ذهبوا في عطلة إلى كرواتيا وعادوا حاملين المرض.
وقد انتشرت قصتهم كثيراً في وسائل الإعلام الإيطالية.
وبدأت بعض الدول باتخاذ تدابير على غرار فنلندا، التي أعلنت الاثنين أنها ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على كل مسافر قادم من "دولة ذات مخاطر"، تحت طائلة فرض غرامة أو حتى السجن 3 أشهر.
في باريس، بات ينبغي اعتباراً من الاثنين على السكان والزوّار وضع الكمامات في الأحياء الأكثر اكتظاظاً في المدينة لمحاولة الحدّ من زيادة الإصابات بالفيروس، رغم موجة حرّ تسجّل خلالها درجات حرارة مرتفعة.
ويعني هذا التدبير حوالى 100 شارع تقع في كافة دوائر العاصمة الفرنسية تقريباً. ورغم أن كثراً يمتعضون من وضع الكمامة، إلا أنه وفي الإجمال كان يمكن رؤية الكمامات صباح الاثنين أكثر من الأيام السابقة في المناطق المعنية.
إشارة خاطئة
وبهذا التدبير تحذو باريس حذو مدن فرنسية أخرى، وكذلك دول أخرى من بلجيكا إلى رومانيا فضلاً عن شبه كامل مناطق إسبانيا، سبق أن شددت منذ أواخر تموز/يوليو التدابير الصحية.
من جهتها، قررت اليونان إغلاق الحانات والمطاعم ليلا في بعض مدنها السياحية الأساسية بعد تسجيل عدد إصابات قياسي جديد.
في سائر دول العالم، يواصل الوباء تفشيه. وتجاوزت كولومبيا 13 ألف وفاة جراء المرض منذ أول إصابة سجّلت في البلاد في السادس من آذار/ماسة، وفق حصيلة رسمية نُشرت الإثنين.
وتخطت البرازيل عتبة المئة ألف وفاة، الأحد. وتكثّفت على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل التضامن مع عائلات الضحايا وكذلك انتقادات لاذعة للحكومة.
وبالإضافة إلى التداعيات الصحية، تسبب الوباء بركود في الاقتصاد العالمي وأحيا خطوط انقسام وتفاوتات اجتماعية وبدّل مواعيد أحداث ثقافية ورياضية.
ورفض وزير الصحة الألماني فكرة عودة مشجّعي كرة القدم إلى الملاعب، معتبراً أن ذلك سيشكل "إشارة خاطئة" في وقت تشهد البلاد ارتفاعاً في عدد الإصابات.
في إيطاليا، أُثير جدل كبير الاثنين بعد طلب خمسة نواب الاستفادة من مبلغ 600 يورو إضافي في الشهر، خُصص في المبدأ لأشخاص يعانون من صعوبات مالية كبيرة.