دراسة.. المضطربون عقليا أكثر عرضة للوفاة بكورونا
المرض العقلي يرتبط بعادات حياتية غير صحية مثل التدخين أو الكحول، وبعض الأدوية المضادة للذهان تضعف المناعة، ما يؤثر على مرضى كورونا
توصلت دراسة أولية حديثة إلى أن مرضى الاضطرابات العقلية ربما يكونون أكثر عرضة إلى الوفاة بفيروس كورونا المستجد.
قام فريق باحثين من كوريا الجنوبية بإجراء دراسة مستخدمين معلومات من قاعدة بيانات مرضى "كوفيد-19" معتمدة على بيانات التأمين الصحي الوطني في كوريا، لتقييم العلاقة بين الاضطرابات العقلية وخطر الإصابة بعدوى كورونا المستجد ثم المعاناة من عواقب خطيرة أو الوفاة.
وبصفة عامة لا تزيد الاضطرابات العقلية من خطر الإصابة بالأمراض أو فرص المرور بحالات مرضية خطيرة جراء الإصابة بأي فيروس مثل دخول المستشفى لتلقي العلاج أو دخول وحدة العناية المركزة أو اللجوء إلى التنفس الصناعي أو تطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وفقا لموقع "ميدريكسيف" الطبي.
ومع ذلك، وجد الباحثون أنه بمجرد إصابة المضطربين عقليا بفيروس كورونا المستجد، تزيد احتمالية وفاتهم علاوة على اكتشافهم أن خطر الوفاة كان مرتفعا بصورة ملحوظة لدى مرضى الاضطرابات المزاجية.
وأثناء الدراسة قام فريق الباحثين بتقييم 230.565 مريض خضع لفحص كورونا المستجد ثم تقييم 7077 آخرين ثبتت إيجابية إصابته بالفيروس، ومن المصابين بكورونا المستجد، وجدوا أن 928 منهم لديهم تاريخ اضطرابات عقلية خلال الستة أشهر السابقة لخضوعهم لأول فحص كورونا المستجد و26 منهم توفى بسببه.
ولفحص تأثير الاضطرابات العقلية على مدى خطورة كوفيد-19 على المضطربين عقليا، قام الباحثون بحساب نسبة المرضى التي توفت والتي مرت بحالات خطيرة بين المرضى الذين ثبتت إيجابية إصابتهم بالفيروس، وبعدها قاموا بتحليل البيانات التي حصلوا عليها قبل وبعد الدراسة ثم طابقوها وفقا لوجود الاضطراب العقلي أو غيابه.
وقال الباحثون في ورقتهم البحثية: "من المهم أن تحدد الحكومات والعاملين في القطاع الصحي الأشخاص الأكثر عرضة للخطر ووضع استراتيجيات محددة للوقاية والعلاج".
وأضافوا أنه حتى الآن يعتبر السن والسمنة والتدخين وأمراض القلب والسكري وضغط الدم من أبرز عوامل الخطر لدى الإصابة بـ"كوفيد-19" لكن لا يوجد دليل وبائي بعد على تأثير الفيروس على المضربين عقليا.
وشددوا على أن هذه لا تزال دراسة أولية وأوضحوا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على المضطرب عقليا المصاب بكورونا المستجد ومنها القدرة الإدراكية المنخفضة والتي ربما تقلل التزامهم بإجراءات الوقاية الشخصية بالإضافة إلى صعوبات التواصل والتوتر.
كما أشاروا إلى أن المرض العقلي يرتبط عموما بعادات حياتية غير صحية مثل التدخين أو الكحول بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، وكلاهما مرتبط بتوقعات أسوأ. وأخيرا لفتوا إلى أن بعض الأدوية المضادة للذهان تضعف جهاز المناعة.