تمرينات "نفسية" تحسن قوتك العقلية
خبير نفسي يقترح بعض الأمثلة اليومية على أشياء لها قيمة كبيرة نستطيع أن نتذكرها كل يوم لنشعر بالامتنان على أننا نحظى بها
يستطيع الكثيرون تحسين لياقتهم البدنية من خلال الذهاب لصالات الألعاب الرياضية، إلا أنهم لا يعلمون أنه يمكنهم القيام بسلسلة من التمرينات النفسية، لتعزيز قوتهم العقلية أيضا في مواجهة اللحظات الصعبة التي نواجهها في الحياة بهدف الوصول إلى السعادة الحقيقية.
هل تشعر بالسوء منذ وقت طويل؟ هل يخالجك في بعض الأحيان شعور بالقلق أو الحزن أو الذنب أو الغضب أو الخوف؟ هل تنتابك هذه المشاعر بالأخص حين تعاني من تغيرات مهمة في حياتك؟
يعرف الأخصائي النفسي الإسباني، بدرو مورينو تماما ماذا تعني مواجهة هذه المشاعر، ليس فقط بفضل خبرته المهنية، بل أيضا لأنه واجه منذ بضع سنوات، واحدة من أسوأ اللحظات في حياته بعد أن توفيت والدته بسبب إهمال طبي.
وأدرك مورينو وقتها أن الانغلاق على الحياة ليس هو المخرج من الأزمة، بل الانفتاح عليها من خلال تعلم كيفية التمسك بروح إيجابية إزاء المواقف التي نمر بها والمشاعر التي تصاحبها أو تنجم عنها، مهما كانت مقلقة.
ومنذ ذلك الحين، بدأ الأخصائي النفسي مساعدة مرضاه من هذا المنطلق سواء في جلسات العلاج الفردية أو في المحاضرات التي ينظمها حول كيفية استعادة التوازن العاطفي.
يشير مورينو إلى أننا "نستطيع الشعور بالامتنان كل يوم على الكثير من الأمور، على الرغم من أن التقليدي هو أن كل هذه الأشياء الإيجابية نعتبرها مستحقة ولا نقدرها، لكنها أمور لها قيمة كبيرة وفي الكثير من الأحيان ندرك قيمتها بعد أن نفقدها".
ويقترح الخبير بعض الأمثلة اليومية على أشياء لها قيمة كبيرة نستطيع أن نتذكرها كل يوم والشعور بالامتنان على أننا نحظى بها:
-ماء نظيف للشرب.
-طعام على الإفطار والغداء والعشاء.
-عينان لرؤية الأشياء الجميلة من حولنا.
-ذراعان للعناق.
-أذنان لسماع الموسيقى.
-رئتان للتنفس.
-أكسجين كاف للتنفس.
-القدرة على القراءة .
-الذكاء للبحث عن السعادة.
وينصح مورينو بالتعبير عن الشعور بالامتنان بشكل يومي عن كل هذه الأمور التي لو لم تكن لدينا لكانت حياتنا ستصبح أسوأ، وعن المبادرات اللطيفة التي نتلقاها من الأشخاص المحيطين بنا مثل الابتسامة أو عرض المساعدة مهما كانت بسيطة مثل تمرير الخبز على مائدة الطعام.
نزهة بين أحضان الطبيعة
وينصح مورينو بالتنزه لمدة 30 دقيقة يوميا، لكنه استطرد: "إذا أردنا أن يعمل هذا التمرين على تجديد مشاعرنا، لا يكفي الخروج للتنزه بأي شكل"، مشيرا إلى أنه ينبغي الذهاب إلى حديقة أو منتزه كبير ومنعزل بالشكل الكافي لنتمكن من فصل أنفسنا عن ضجيج المدينة والانغماس في الطبيعة تاركين خلفنا مشاعر القلق والتوتر.
وللقيام بهذا التدريب ينصح مورينو بالقيام بالآتي:
-ضبط المنبه ليرن عقب مرور 30 دقيقة وعدم التحقق من الوقت بعدها.
-السماح لأجسادنا بأن تحدد وتيرة المشي.
- الابتعاد تماما عن الانشغال بأي شيء لا يتعلق بأجواء الطبيعة.
-ملاحظة الأحساسيس الجسدية: كل خطوة والأصوات المحيطة والألوان وشكل الأشجار وكذلك الروائح.
ويؤكد الأخصائي النفسي أن أهمية هذه التمرينات يصعب شرحها بالكلمات، ويمكن الاعتقاد أنها بسيطة وممارستها لا تستحق العناء، لكن في الحقيقة هذه التمارين لها فائدة والسر الحقيقي في نجاحها يكمن بالتحديد في ممارستها.
وأوضح أن هذه "التمرينات تعمل على أوجه مختلفة من الوعي ومن تركيز العقل لأنها متصلة بشكل مباشر بإدارة المشاعر بشكل صحي".
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز