كورونا يضرب "بيزنس الزواج" في الهند.. الحفلات "أونلاين"
كورونا دفع السلطات إلى إعلان إغلاق عام ووقف التحركات في جميع أنحاء البلاد، وهو لم تشهده الهند من قبل
كان من المتوقع أن يأتي نحو 10 آلاف مدعو إلى حفل زواج أفيناش سينج باجري وكيرتي أجروال، والذي كان من المفترض أن يقام في شهر أبريل/نيسان بمدينة ساتنا الهندية، وتم بالفعل إرسال الدعوات واختيار قائمة الأطعمة التي ستقدم في الحفل.
ولكن قبل أسابيع من هذه المناسبة الكبرى وصل فيروس كورونا إلى الهند، ودفع السلطات إلى إعلان إغلاق عام ووقف التحركات في جميع أنحاء البلاد، وهو لم تشهده الهند من قبل.
وقرر كل من باجري وأجروال وكلاهما يبلغ من العمر 31 عاماً، تأجيل موعد الزواج الذي اختاراه بحيث يتواكب مع يوم يعد ميمونا في الهند، حيث يحدده غالباً الكهنة والعرافون قبل عقد القران بشهور، وبدلاً من ذلك فضل العروسان عقد الزواج عن طريق الإنترنت.
وتم عقد القران في 14 أبريل/نيسان بضاحية غازي أباد الكائنة على مشارف العاصمة نيودلهي، ولكن الذين حضروا المراسم كانوا 4 أشخاص فقط، العروسان وشقيقة العريس وزوجها.
وعلى الرغم من ندرة عدد الحضور جرت مراسم الزواج وفقاً للطقوس الهندوسية، حيث أشرف عليها كاهن وهو جالس في منزله، وشهدها أكثر من 80 شخصاً من مختلف أنحاء العالم عن طريق تطبيق "زووم" الإلكتروني للفيديو كونفرانس.
وقالت العروس أجروال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "انتابت المشاعر الفياضة والدة أقرب صديقة لي فانخرطت في البكاء، أما أنا فقد شعرت بأن الأمور كلها طبيعية وواقعية للغاية، فليس من المتوقع أن يختفي الفيروس سريعاً، وبالتالي لا نستطيع أن نوقف مسيرة حياتنا".
كما اختار عروسان آخران في العشرينيات من عمرهما، وهما سوشين دانج وكيرتي نارانج الزواج عن طريق الإنترنت، بعد أن انعزل كل منهما داخل مدينة مختلفة بسبب ظروف جائحة كورونا، ووصفا هذه الطريقة بأنها "أكثر من رائعة".
وقال الزوجان في رسالة إلكترونية: "لم يتطلب الأمر كثيراً من الإعداد، ونحن بالتأكيد نوصي الآخرين بالمضي قدماً وتنفيذ هذه الطريقة من الزواج الافتراضي وسط هذه الأوقات الصعبة".
وعلى الرغم من هذا الاتجاه الجديد، فمن غير المرجح أن يحل الزواج في العالم الافتراضي محل "بيزنس الزواج" في الهند الذي تبلغ تعاملاته أموالاً هائلة، حيث تنفق الأسر أموالا طائلة على شراء الملابس والحلي وعلى الزينات والاحتفالات التي تستمر لعدة أيام.
ويعمل في "بيزنس الزواج" الذي تتراوح تعاملاته بين 50 إلى 60 مليار دولار سنوياً ملايين الأشخاص في مختلف القطاعات والخدمات، ومن بينها الفنادق والسرادقات وجهات إعداد الأطعمة والزينات والمجوهرات وتصميم الأزياء وتقديم خدمات الترفيه.
وقال تاناز واديا، وهو شريك في شركة لإدارة الحفلات مقرها مدينة مومباي: "أصبح كل شيء غير مؤكد، وبالتالي لم يعد أحد يرغب في تحديد أي موعد للزواج".
وأضاف أن شعاع الأمل الوحيد للعام المقبل –وهو موسم الشتاء 2021- يتمثل في أن كثيرا من الناس أجلوا حفلات زواجهم، موضحاً أن "معظم الناس أجلوا زواجهم أملاً في تحسن الأوضاع".
وأعرب أنوبام ميتال مؤسس موقع "شادي.كوم" لترتيب الزيجات وتنظيم حفلات الزواج على الإنترنت، عن اعتقاده الجازم بأن بيزنس الزواج سيعود إلى سابق عهده.
وقال: "لكن ستكون هناك قيود ولوائح ملزمة مثل إجراء الاختبارت، وقياس درجة الحرارة، ووضع الكمامات في الفعاليات المزدحمة بالمدعوين بما فيها حفلات الزواج، وستكون هناك مسببات للإزعاج، ولكن يجب أن يتم الحفل".
بينما أكد واديا أن "الزواج عبر الإنترنت ليس ملائماً للثقافة الهندية خاصة بالنسبة لكبار السن، فهم يريدون إجراء مراسم الزواج وفقا للتقاليد المتوارثة والتي يجب أن تشهد أفراحا واحتفاليات".
ويوافقه الرأي ميتال، ويقول إنه تم تدشين موقعه الإلكتروني لتسهيل الزواج عبر الإنترنت في 3 أبريل/نيسانن كنوع من الابتكار للتواصل بين الراغبين في الزواج وسط الظروف الصحية المستجدة.
وأوضح ميتال: "نحن لا نقوم بهذا النشاط من أجل المال حيث لا نحصل على أية رسوم من الأزواج، وكل ما نفعله هو المساعدة على تنظيم عملية الزواج وإحضار كاهن ومغن وإخصائي تجميل، إلى جانب تقديم النصائح وغير ذلك من أمور".
ويرى ميتال أن الزواج عبر الإنترنت لا يمكن أن يحل محل الزواج التقليدي في الهند ولكنه يمكن أن يصبح إضافة إليه، فمثلاً يمكنه أن يساعد أولئك الذين يجدون صعوبة في السفر على المشاركة في حفل الزواج إلكترونياً.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز