الاستثمار الحوثي لكورونا.. إرهاب وتعتيم وابتزاز لسكان صنعاء
الحوثيون يستغلون جائحة كورونا، كأداة ابتزاز ووسيلة لجمع الأموال من المواطنين والتجار في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم
يتفشى فيروس كورونا على نحو خطير في العاصمة اليمنية صنعا، مهددا بكارثة وعواقب وخيمة، نتيجة سياسة التعتيم على حالات الإصابة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، بالإضافة إلى إقدامها على استثمار الجائحة كمصدر ابتزاز لجني الأموال.
وأعلنت مليشيا الحوثي عن حالتين فقط إحداهما للاجئ صومالي، قبل أن تعود مجددا لتعلن عن حالتي تعافي لم تعلن عنها مسبقا كإصابات، في تكتيك مفضوح بالتعتيم على حجم انتشار الوباء، وسياسة تحاكي تعامل النظام الايراني مع الجائحة العالمية.
وأكد أطباء ومسؤولون صحيون لـ"العين الإخبارية" أن عدد الإصابات في مناطق الحوثيين بلغت نحو 1400 إصابة حتى مساء الأحد، وأن الوفيات تقترب من 300 وفاة، مع مخاوف من حدوث انفجار في حالات الإصابة بحلول شهر يونيو.
ويخشى المسؤولون الصحيون من سيناريوهات كارثية، بسبب ضعف النظام الصحي، وسياسة التعتيم على عدد الحالات التي تنعكس على عدم التزام المواطنين بوسائل الوقاية والاحترازات ومنها الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي.
ولا تزال الأسواق مفتوحة في العاصمة صنعاء، وتزدحم الشوارع بحركة المارة والمركبات وكذلك مراكز التسوق، رغم تفشي الوباء على نحو خطير وتسجيل مئات الاصابات خلال شهر مايو الجاري.
وكشفت مصادر صحية لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيا الحوثية ترفض مقترح الطواقم الطبية للافصاح عن حقيقة الوباء بصنعاء، وتبرر ذلك بحماية الناس من الهلع والخوف من توقف الحركة.
ووفقا لتقارير دولية، فقد قامت المليشيا الحوثية، باعتقال أطباء وتهديدهم ومصادرة هواتفهم كجزء من تدابير الحوثيين لإخفاء تفشي COVID-19 في صنعاء، بهدف حماية مقاتليهم ومصادر دخلهم المالية.
تنديد حكومة
الحكومة اليمنية الشرعية، نددت مساء الأحد، بالتعتيم الحوثي على حقيقة تفشي فيروس كورونا، وقال إنه قد يقود الجميع لكارثة كبيرة لا تٌحمد عقباها.
ودعت الحكومة، على لسان وزير الإدرة المحلية ـ رئيس اللجنة العليا للإغاثة، المجتمع الدولي للضغط على مليشيات الحوثي للافصاح عن اعداد الاصابات قبل ان تصبح الكارثة الوبائية اكبر من قدرة اليمن على مواجهتها.
وقال فتح في مؤتمر صحفي، " التقارير الميدانية تًشير الى أن حالات الاصابة بوباء كورونا في مناطق سيطرة الحوثيين كبيرة، وان إخفاء هذه المعلومات غير مقبول إطلاقاً، وعلى منظمة الصحة العالمية ان تعلن عما لديها من معلومات بشأن الحالات المؤكدة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وتقول الحكومة، إن تماهي المنظمات الأممية مع التعتيم الحوثي، هو قبول بحالة الانكار التي تتعمدها المليشيا من اجل استمرار حروبها، وبهذا سيكون هي مشاركة المليشيات في هذه الجريمة".
وحذّر عشرات الأطباء اليمنيين العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين حوثيين، من مغبة استمرار المليشيا نهج سياسية التعتيم في التعامل مع مرضى ووفيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وطالبوا سلطات الحوثيين باتخاذ عدة اجراءات وقائية لمواجهة كورونا، محذرين من عواقب وخيمة في حال لم تتخذ تلك الاجراءات.
وأصدر نحو 100 طبيب بياناً موجهاً للسلطات الصحية بصنعاء، دعوا فيه إلى الشفافية في الإعلان عن العدد الكلي للإصابات والوفيات الناجمة عن مرض كورونا، وطالبوا بتوفير وسائل الحماية الشخصية للكادر الصحي المتعامل مع المرضى بشكل مباشر.
أداة ابتزاز
يستخدم الحوثيون جائحة كورونا، كأداة ابتزاز ووسيلة لجمع الأموال من المواطنين والتجار في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، وقال تجار أن الميليشيا أغلقت عشرات من مراكز التسوق والأسواق تحت ذريعة الاجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي كورونا، ثم تسمح بإعادة فتحها بعد أيام لكن بعد دفع ملايين الريالات.
وقال مأمور في سوق الرقاص الشعبي لـ"العين الإخبارية"، أن مسلحي الميليشيا أغلقوا السوق لمدة يومينن وأنهم فرضوا على مالك السوق دفع أربعة ملايين ريال مقابل إعادة فتحه مجددا، وأعيد فتح السوق الذي يكتظ بالتاس بعد دفع المبلغ .
واستخدم الحوثيون مراكز الحجر الصحي كأداة ابتزاز للعائدين من مناطق الحكومة الشرعية إلى مناطقهم، وقال مسافرون أنهم يتم ابلاغهم بالخضوع لحجر صحي مدة 14 يوما، وأن من يريد العبور بدون الخضوغ للحجر عليه دفع مبلغ مالي قدره مئتي ألف ريال.
وتسود مخاوف عالمية جدية هذه الأيام من تفشي فيروس كورونا في اليمن، ، الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ أعوام، وتستمرّ فيه المواجهات جراء رفض المليشيا الحوثية للهدنة الإنسانية، كما يعاني قطاعه الصحي بشدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية أنه في أسوأ السيناريوهات بالنسبة لتفشي وباء كورونا في اليمن، يمكن أن يصاب نصف سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة ويمكن أن يموت أكثر من 40.000 شخص.