"كورونا".. ضيف ثقيل يعمق جراح السودان بـ2020
حل فيروس كورونا الجديد كضيف ثقيل على السودانيين في 2020 كغيرهم من بقية شعوب العالم، وهو ما عمق جراحات هذا البلد.
ومع اقتراب العام الجاري من إسدال ستاره ستعرض "العين الإخبارية"، ضمن سلسلة تقارير بعنوان "حصاد العام"، فيروس كورونا كواحد من الأحداث المهمة التي شغلت السودانيين وعطّلت حياتهم.
وفتك كورونا بآلاف من السودانيين في موجتيه الأولى والثانية، فضلا عن أنه فاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي كانت تواجه ترديا موروثا من نظام المعزول عمر البشير.
ومع اشتداد حدة الموجة الأولى، أطلق وزير الصحة السابق الدكتور أكرم علي التوم تصريحات ما تزال عالقة بذاكرة السودانيين، عندما قال مخاطبا المواطنين في محاولة لإخافتهم للالتزام بالتدابير "الذي يصاب بكورونا ما عندنا له علاج.. بنعطيه بنادول وسيموت".
تلك التصريحات التي تزامنت مع حالة إهمال في الشارع السوداني إزاء تدابير كورونا، جعلت الكثيرين يطلقون على أكرم التوم "وزير البنادول".
وبحسب مراقبين، فإن بعض عادات ومعتقدات السودانيين كانت نتاجا للإهمال إزاء تدابير كورونا، وهو ما ساعد الوباء على الانتشار في ربوع البلاد.
وعلى إثر ذلك، أصيب 16431 سودانيا بكورونا منذ بداية الجائحة وحتى أواخر شهر ديسمبر 2020، متضمنة 1202 وفاة، فيما بلغ جملة المتعافين 9854 حالة، وفق الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة في البلاد.
وظلت فئات مثقفة في حالة قلق مستمرة، من عدم التزام السواد الأعظم من السودانيين بالتدابير التي وضعتها السلطات الصحية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وتكاد تخلو الأسواق والأماكن العامة من أشخاص يرتدون كمامات، مع وجود قليلين مهتمين بمعقمات الأيادي، تلك المشاهد المخيفة التي وقف عليها مراسل "العين الإخبارية" انعكست سلبا على الوضع الصحي بارتفاع مضطرد في معدل الإصابة.
ويشير أحمد عباس، أحد الناشطين في المجال الصحي، إلى أن نسبة الإستجابة في الشارع السوداني لمناشدات وزارة الصحة والالتزام بالتدابير الصحية كانت وما تزال ضعيفة لدرجة مثيرة للشفقة.
وقال "عباس" في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن غالبية السودانيين كانوا غير مهتمين بالتدابير الصحية، حتى بعض الجهات الاعتبارية في البلاد لا تتعامل بمسؤولية مع الوضع الصحي، فهذا مؤشر خطير للغاية.
فيما رسم، محمد عثمان، معاون صحي في أحد مشافي الخرطوم، صورة مظلمة للوضع الصحي في السودان جراء فيروس كورونا الذي ما يزال مستمرا، لافتا إلى أن الإصابات متزايدة بشكل مخيف.
ويكاد "عثمان" الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" يجزم بأن كافة السودانيين حاملين لفيروس كورونا، نسبة لمستوى الاختلاط الماثل أمامه، وقصور عمليات الفحص على الحالات الظاهرة فقط "التي يظهر عليها أعراض اشتباه".
وأضاف "الوضع الصحي في 2020 كان كارثيا بمعنى الكلمة خاصة في ظل شح الإمكانات ونقص الأدوية ورداءة بيئة المستشفيات، فهذا يستدعي طوارئ وتدخلات عاجلة".
وتسبب فيروس كورونا وفق مراقبين في مزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية، نتيجة الإغلاق التام الذي لجأت إليه السلطة الانتقالية في السودان ضمن محاولاتها لمحاصرة الفيروس.