من "حجر كورونا".. جونسون يخالف أشهر جملة للمرأة الحديدية
مارجريت تاتشر أطلقت تصريحها الشهير في ذروة سلطتها التي استمرت 11 عاما والتي أحدثت تحولا في بريطانيا
أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، باستجابة المجتمع لأزمة فيروس كورونا مخالفا بذلك المقولة الشهيرة لرئيسة الوزراء الأسبق مارجريت تاتشر التي قالت: "لا يوجد شيء اسمه المجتمع".
وأغدق جونسون الثناء على المجتمع البريطاني بعد أن تسابق نحو 750 ألف شخص إلى تلبية الدعوة للمساعدة في دعم نظام الصحة الوطني ومساعدة كبار السن والفئات الضعيفة من المجتمع التي تلتزم بالعزل الذاتي.
وعاد 20 ألفا من الأطباء والممرضات المتقاعدين ومختصي الرعاية الصحية السابقين إلى المساعدة على الخطوط الطبية الأمامية مع انتشار الفيروس.
وطُلب من طواقم شركات الطائرات مساعدة الطواقم الطبية، وسارعت مجموعات من المجتمع إلى مساعدة الجيران، بينما تمت تعبئة الشركات للقيام بجهد جماعي لم تشهده البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال جونسون: "من الأمور التي أثبتتها أزمة فيروس كورونا أن هناك فعلا شيئا اسمه المجتمع".
والأسبوع الماضي، أعلن جونسون إصابته بالفيروس، وقال إنه يعاني من "أعراض طفيفة".
وأكد في تسجيل فيديو عبر تويتر أن الفيروس سيتم التغلب عليه من خلال الجهد الجماعي، مضيفا: "سنتغلب عليه معا".
تحول دراماتيكي
ومارجريت هيلدا تاتشر كانت رئيسة وزراء المملكة المتحدة للفترة من 1979 إلى 1990، وهي أول امرأة تتولى المنصب، كما أن فترة حكمها هي الأطول خلال القرن العشرين، وقد لازمها لقب "المرأة الحديدية".
وأطلقت تاتشر تصريحها الشهير في ذروة سلطتها التي استمرت 11 عاما والتي أحدثت تحولا في بريطانيا بعد أن أدت الاضطرابات الصناعية التي شلت البلاد في السبعينيات إلى الإطاحة بأسلافها العماليين.
وقالت في مقابلة لمجلة في 1987: "لا يوجد شيء اسمه المجتمع.. هناك أفراد من رجال ونساء، وهناك عائلات".
وفسر أنصارها ذلك التصريح بأنه دفاع عن الفردية في السوق الحرة وانتقاد للاعتماد المفرط على الدولة.
واتهمت تلك السياسة بأنها أدت إلى توسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء، حتى إن رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير قال إنها أدت أيضاً إلى "الانعزالية والعزلة" على الساحة العالمية.
حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه على أنه جزء من اتجاه عالمي للابتعاد عن التعاون الدولي.
لكن الدعم غير المسبوق الذي قدمته الحكومة للشركات والأفراد الذين تضرروا من أزمة فيروس كورونا، أعاد تسليط الأضواء على العلاقة بين الشعب والحكومة.
وقال جونسون الأسبوع الماضي: "لم يسبق في تاريخنا أن أحاطت الحكومة الناس بذراعيها كما تفعل الآن لمساعدتهم على تخطي هذه الأوقات".
ويعتبر هذا التحول دراماتيكيا بشكل خاص؛ لأنه يأتي بعد أشهر من وصف المحافظين لأجندة حزب العمال الاشتراكية بأنها "طائشة" وتعتبر تهديدا للاقتصاد.