ليالي كورونا في فينيسيا.. متى يعود السائحون؟
كان تأثير وباء كورونا المستجد على الاقتصاد الإيطالي كله مدمرا، ولكن من المرجح أن قطاع السياحة هو الأكثر تأثرا من معظم القطاعات الأخرى.
كان تأثير وباء كورونا المستجد على الاقتصاد الإيطالي كله مدمرا، ولكن من المرجح أن قطاع السياحة هو الأكثر تأثرا من معظم القطاعات الأخرى.
ففي أعقاب إجراءات الاغلاق التي تم إقرارها منذ 10 آذار/مارس الماضي، جرى إغلاق الفنادق والمتاحف، كما توقفت حركة الطيران الدولي بصورة كبيرة، مما أدى لخلو المناطق السياحية من السائحين.
وتقول الينا ديجا، المرشدة السياحية من فينيسيا" المدينة خالية حقا"، مضيفة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) " نرى بضعة أشخاص من المسافرين الرحالة، ولكنهم نادرون".
وأضافت" من المحتمل أنهم إيطاليون من أنحاء أخرى من منطقة فينيتو، الذين استغلوا الفرصة ليروا مدينة فينيسيا كما لم يروها من قبل".
وحتى العام الماضي، كان ازدحام مدينة فينيسيا بالسائحين أحد مشاكلها الرئيسية، ولكن الفيضانات التي وصلت لمستوى قياسي في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وبدء تفشي فيروس كورونا في شباط/فبراير الماضي بدل الأوضاع.
ربما نعود في هذا التوقيت
وتقول ستيفانيا ستيا، التي تدير فندقا أربع نجوم يطل على القنال الكبير" لقد أغلقنا وسوف نكون آخر من يستأنف عمله".
"وتمتلك ستيا فندقا آخر ثلاث نجوم، وعدة شقق للتأجير. وأوضحت "في أحسن الأحوال، ربما سوف نستأنف العمل في أواخر حزيران/يونيو أو مطلع تموز/يوليو. "
وأضافت" الوضع صعب للغاية لأننا لم نحصل على أي مساعدة من الحكومة، وفواتير ضرائبنا كما هي عندما كنا نعمل بكامل طاقتنا".
ولا يبدو الوضع أكثر إشراقا في امالفي، وهي مقصد سياحي رئيسي آخر على الساحل بالقرب من نابولي ، على بعد 800 كيلومتر جنوب فينيسيا.
وقال لورينزو اميندولا " في قلبي، لم أفقد الأمل في موسم الصيف، ولكنني إذا فكرت بعقلانية، حين إذن سوف أفقد الأمل".
ويمتلك اميندولا فندق جراند اكسيلسور، أكبر الفنادق في امالفي، الذي يضم نحو مئة غرفة. وكان من المقرر أن يفتح الفندق أبوابه لموسم الصيف منتصف نيسان/أبريل الماضي، وأن يبقى مفتوحا حتى نهاية تشرين أول/اكتوبر المقبل.
إنقاذ موسم الصيف
تحاول السلطات الإيطالية التوصل لسبل لإنقاذ موسم الصيف. وقد جعل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي هذا الأمر الموضوع الرئيسي في حوار مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الأحد الماضي.
وقال " لن نقضى فصل الصيف في الشرفة، جمال إيطاليا لن يبقي في الحجر الصحي. سوف نتمكن من الذهاب للبحر والجبال والتمتع بمدننا".
وتريد الحكومة مساعدة الإيطاليين في أخذ قسط من الراحة بتوفير " علاوة عطلة" للأسر ذات الدخل المنخفض، ولكن السياحة المحلية لن تكون كافية بمفردها لإنقاذ القطاع.
وكانت وزيرة النقل الإيطالي باولا دي ميكيلي قد اعترفت الاثنين الماضي أنه لم يتم بعد تحديد موعد لعودة السائحين الأجانب، قائلة إن الأمر يعتمد على الوضع الوبائي.
وقالت خلال فيديو كونفراس مع رابطة الصحافة الأجنبية " ليس لدي شكوك، لدي آمال وأمنيات وتوقعات".
وتسعى إيطاليا لحشد دعم لتوجه أوروبي منسق بشأن هذا الأمر، في ظل مخاوف من اختيار الراغبين في قضاء العطلات دولا أقل تأثرا بالفيروس مثل اليونان وكرواتيا، في حال فتحتا أبوابهما مبكرا.
من ناحية أخرى، حددت السلطات الصحية الإيطالية قواعد سلامة لموسم الصيف، ولكن اميندولا يشعر بالتشكك في إمكانية تطبيق التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية الأخرى على الشاطئ.
وقال " يبدو الأمر محيرا بالنسبة لي، لا أعتقد أن أي شخص يريد أن يجلس على الشاطئ وهو يرتدي كمامة وقفازات مطاطية ومعه مطهر اليدين".
وبحسب رابطة القطاع السياحي، تمثل السياحة 13% من الاقتصاد الإيطالي ويعمل بها 15% من إجمالي القوة العاملة.