ماذا فعل كورونا المتحور في اقتصاد الهند؟.. ضربة قاضية
تهدد عمليات الإغلاق بالهند لاحتواء الموجة الثانية من فيروس كورونا، معدلات النمو في الربع الأول من العام المالي الذي بدأ أبريل الماضي.
وهو ما يعني أن الإغلاقات المحلية والموجة الثانية من الجائحة سيكون لها تداعيات اقتصادية على الهند، بحسب تقرير صادر عن وزارة المالية الهندية.
تأتي هذه التوقعات بعد فترة من اعتدال زخم التعافي الاقتصادي في الهند، الذي أعلن قبل فترة انتصاره فى مواجهة الفيروس، لكن الأخير عاد ليضرب البلاد بشدة.
وتزامنت زيادة الإصابات مع انخفاض كبير في معدل التطعيم ضد المرض بسبب مشكلات في الإمداد والتسليم، على الرغم من أن الهند منتج كبير للقاحات.
- فاتورة قاسية لكورونا في الهند.. الجائحة تدفن 230 مليونا تحت خط الفقر
- بفضل أرامكو.. النفط السعودي ينجو من "صدمة الهند"
وسجلت الهند اليوم الجمعة 414188 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في زيادة قياسية يومية جديدة، بينما قفزت الوفيات اليومية بواقع 3915.
ويبلغ عدد الإصابات في البلاد حاليا 21.49 مليون حالة، بينما وصل عدد الوفيات الإجمالي إلى 234083. وسجلت الهند هذا الأسبوع وحده 1.57 مليون حالة إصابة وأكثر من 15100 وفاة.
الزراعة في مواجهة الأزمة
وقالت وزارة المالية في تقريرها الذي أوردته وكالة بلومبرج للأنباء، إن قطاع الزراعة لا يزال يمثل نقطة مضيئة في عملية التعافي من خلال تسجيل معدلات قياسية في إنتاجية الحبوب الغذائية، وسط توقعات بحلول موسم طبيعي للرياح الموسمية المطيرة.
وذكر التقرير أن التنبؤات بشأن موسم الرياح الموسمية المطيرة، والتراجع الطفيف للضغوط على أسعار النفط ربما يخفف الضغوط التضخمية على الغذاء والوقود.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع أسعار السلع والتكاليف اللوجستية على الصعيد الدولي ربما يزيد من الضغوط على قطاعات التصنيع والخدمات، مضيفا أنه من المرجح أن يتأثر معدل التضخم الأساسي في المستقبل بالاضطرابات في سلاسل التوريد.
الإغلاق لم يخفض الإصابة
وقالت هنريتا فوري المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" "ما لم يتدخل العالم ويساعد الهند الآن. سوف يكون لذلك صدى في أنحاء المنطقة والعالم فيما يتعلق بالوفيات بالفيروس وتحورات الفيروس وتأخر الإمدادات".
ولم تسفر إجراءات الإغلاق في عدة ولايات في خفض معدلات الإصابة بالفيروس حتى الآن، حيث إن ولاية ماهاراشترا الأكثر تضررا مستمرة في تسجيل حالات إصابة مرتفعة بلغت 57 ألف حالة جديدة.
كورونا والنمو
ونهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، قال البنك الآسيوي للتنمية في تقريره السنوي عن "توقعات التنمية الآسيوية"، إن اتساع نطاق تفشي فيروس كورونا مؤخرا في الهند يهدد آفاق النمو خلال العام الحالي، وذلك بعد توقعات بأن نمو الاقتصاد الهندي خلال العام المالي الحالي سيكون بنسبة 11%.
قال البنك الذي يتخذ من مانيلا مقرا له إنه في العام الماضي انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.2% بسبب الإغلاقات التي فرضتها الدول للحد من انتشار فيروس كورونا.
وقال ياسويوكي ساوادا كبير الاقتصاديين في بنك التنمية الآسيوي إن "النمو يكتسب زخما في جميع أنحاء آسيا النامية، لكن تجدد تفشي كوفيد 19 يشكل تهديدا للتعافي".
وأضاف التقرير "لكن الجائحة ما زالت تمثل أكبر خطر على المنطقة مع احتمالات تأخر توزيع اللقاحات أو تضرر النمو نتيجة ظهور بؤر جديدة كبيرة للفيروس".
إجراءات هندية
وكان البنك المركزي الهندي كشف عن سلسلة من الإجراءات لمواجهة التداعيات المرتبطة بفيروس كورونا، وقال محافظ البنك شاكتيكانتا داس يوم الأربعاء الماضي، إن البنك سوف يوفر سيولة فورية بقيمة 500 مليار روبيه (6.8 مليار دولار) من أجل توفير سيولية فورية للبنية التحتية الصحية والخدمات الطارئة.
وستتمكن البنوك من تقديم دعم إقراض لمجموعة من المؤسسات مثل الشركات المصنعة للقاحات والجهات المستوردة والموفرة للقاحات والأجهزة الطبية والمستشفات، والجهات الأخرى في قطاع الرعاية الصحية.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA=
جزيرة ام اند امز