قيود كورونا المسائية "تغتال" موسم رمضان في غزة
أثار قرار الجهات الحكومية بغزة، المنع المسائي لحركة المركبات في شهر رمضان موجة انتقادات واسعة، لانعكاساته على الموسم الرمضاني.
وأعلنت وزارة الداخلية بغزة منع حركة المركبات بالكامل يومياً من أذان المغرب وحتى الساعة 6:00 صباحاً، اعتباراً من أول أيام رمضان الثلاثاء الماضي، مبررة أن ذلك "في إطار مواجهة تطورات الحالة الوبائية لفيروس كورونا في قطاع غزة"، كما قررت استمرار وقف حركة المركبات بالكامل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وقوبلت هذه القرارات حالة غضب واسعة، لتأثيرها السلبي على موسم رمضان الذي ينتظره الجميع من عام لعام، حيث "لا غنى عن حركة المركبات في ساعات المساء".
محمود عبد الرحيم، صاحب مطبخ رئيسي بغزة، يرى أن بعض القرارات الأخيرة المتعلقة بمواجهة كورونا غير عقلانية وغير واقعية، وقال لـ"العين الإخبارية": "قرار الإغلاق الليلي غير مدروس، نحن مطبخ كبير يعمل به حوالي 40 عاملا من عدة مناطق سكنية، ويستمر عملهم إلى ما بعد المغرب، كيف سيعودون إلى منازلهم إن لم يكن هناك حركة مواصلات".
انهيار القطاع السياحي
الهيئة الفلسطينية للمطاعم في قطاع غزة حذرت في بيان لها، من انهيار واسع النطاق للقطاع السياحي في القطاع، بعد قرار وزارة الداخلية منع تحرك المركبات يومياً، بعد أذان المغرب مباشرة، خلال شهر رمضان.
وأكدت الهيئة في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه أن هذا القرار يهدد بانهيار وإفلاس مئات المطاعم والمنتجعات السياحية في غزة، في الوقت الذي تتجهز للعمل خلال موسم رمضان الحالي، على أمل تعويض خسائر العام الماضي.
"رنا" تعمل في محل ملابس قالت: "رمضان موسم بالنسبة لنا، وذروة العمل الطبيعية تبدأ بعد المغرب وبعد العشاء، وفي ظل الإغلاق ومنع حركة المركبات، أنا سأواجه صعوبة في الوصول لعملي، والناس ستواجه صعوبة في الانتقال للوصول للمحال التجارية".
وتحرص العديد من العائلات على شراء ملابس العيد بشكل مبكر، خلال شهر رمضان لتجنب الازدحام قبل أيام العيد.
وأكد السائقون أنهم أكثر الفئات تضررا من قرار منع حركة المركبات الليلي في موسم حركة ونشاط كشهر رمضان, وقال سامي أحمد لـ"العين الإخبارية": "الكل يعرف أن شهر رمضان موسم عمل للسائقين حيث تكثر التنقلات للأسواق أو لزيارة الأرحام أو توزيع المساعدات".
وأضاف: "منع الحركة الليلي دمرنا، فأغلب الحركة والزيارات عادة تتم بعد تناول طعام الإفطار"، مشيرا إلى أنهم يتضررون باستمرار دون أن يتلقوا أي مساعدة من أي جهة.
وكشف إياد مغافل، الناطق باسم نقابة السائقين، أن نحو 20 ألف سائق بغزة تضرروا من أزمة كورونا بسبب الإغلاقات المتكررة وحظر التجوال والقيود الليلية، وقال: "السائقون بالكاد يستطيعون تأمين احتياجاتهم المعيشية يوم بيوم فإذا تعطلوا يعني أنهم سيكونون غير قادرين على تأمين متطلبات أسرهم"، وطالب بأن تكون القرارات واقعية وأن يساند الجميع السائقين ومختلف الفئات المتضررة من هذه القيود.
تشويش على زيارة الأرحام
الشكوى من قيود رمضان، لم تقتصر على المتضررين اقتصاديا فقط، بل امتدت لعامة الناس، حيث قال حمادة الشريف: "أسكن في غزة، وشقيقتي تعيش في الشمال وعمتي برفح، وجرت العادة أن نزورهم في رمضان بعد الإفطار، هل يعقل أن تأتي قرارات منع الحركة لتحرمنا من هذه الأجواء".
ورأى أن هناك تناقضا في معالجة موضوع كورونا، ففي حين تزدحم الأسواق في ساعات الصباح وما بعد الظهر بالناس مع غياب كبير لإجراءات الوقاية مثل التباعد والكمامات، يجري فرض القيود الليلية، وتسائل بسخرية: "هل أظهرت الدراسات أن فيروس كورونا ينتشر ليلا حتى تمنع الحركة رغم أنها لا تصل إلى ربع الحركة في ساعات النهار".
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، تسجيل 5 حالات وفاة و1162 إصابة جديدة بفيروس كورونا بعد إجراء 3234 فحصا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت الوزارة في تقريرها اليومي، أن إجمالي عدد الإصابات بلغ 87166 إصابة بينها 21006 حالة نشطة، بينما وصل إجمالي عدد المتعافين إلى 65443 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 717.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز