"أوميكرون" يطفئ بريق "هونج كونج".. قيود جديدة
ربما تفقد بوابة الأعمال العالمية الصاخبة في هونج كونج بريقها بين الشركات الأجنبية والمغتربين مع قواعدها الصارمة لمكافحة الوباء.
وتتطلب القيود الجديدة ما يصل إلى 21 يومًا من الحجر الصحي للوافدين الجدد، الأمر الذي يثبط عزيمة الزوار والمسافرين من رجال الأعمال على حد سواء.
ومنذ أشهر، حثت دوائر الأعمال السلطات على تخفيف بعض قيود الحجر الصحي، قائلة إن المدينة تخاطر بفقدان بعض مواهبها الدولية وجاذبيتها كمركز مالي إقليمي.
وانتاب الغضب العديد من الأشخاص عندما منحت المدينة جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan Chase، إعفاءً من قواعد حيث زار المدينة لمدة يوم تقريبًا في نوفمبر.
وقالت زعيمة هونج كونج كاري لام حينها إن ديمون حصل على استثناء يتعلق بالاقتصاد وأن جي بي مورجان "بنك ضخم للغاية له أعمال رئيسية في هونج كونج."
كما تم إعفاء الممثلة نيكول كيدمان عندما زارت المدينة لتصوير أجزاء من مسلسل تلفزيوني عن المغتربين، مما أثار غضب النقاد والمشرعين المحليين بشأن ما إذا كان ينبغي السماح للمشاهير بالحضور وتخطي الحجر الصحي عندما يدفع سكان هونج كونج غالياً للعودة إلى ديارهم.
تشديد أكبر
وتم تشديد القيود بشكل أكبر في ضوء المتحور الجديد لفيروس كورونا (أوميكرون)، والذي تم تأكيده في أربعة أشخاص على الأقل في المدينة.
وحددت سلطات هونج كونج حوالي 60 دولة كمناطق عالية الخطورة بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وأي دولة لديها حالات مؤكدة من أوميكرون.
وبالنسبة للمسافرين من المناطق عالية الخطورة، يُسمح فقط لسكان هونج كونج بالدخول ويجب عليهم الحجر الصحي على نفقتهم الخاصة لمدة 21 يومًا في الفندق حيث يجب أن يقضي المسافرون القادمون من دول أفريقية معينة مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي التي أبلغت عن عدوى بأوميكرون المنقولة محليًا سبعة أيام في منشأة حكومية أثناء الخضوع للاختبار اليومي ثم البقاء لمدة أسبوعين في أحد الفنادق، أيضًا على نفقتهم الخاصة.
تضر بالقدرة التنافسية
من جانبها قالت تارا جوزيف، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية في هونج كونج، إن القيود المطولة تضر بالقدرة التنافسية لهونج كونج حيث طلبت العديد من غرف التجارة في المدينة مرارًا وتكرارًا إعادة فتح المدينة للزوار في أقرب فرصة لأن القيود تجعل من الصعب على الشركات التواصل مع العملاء والمنافسة دوليًا.
وقالت جوزيف: "لا نرى أي جهود علنية لتقديم خطط لكيفية عودة هونج كونج إلى المسار الصحيح لفتح حدودها الدولية، وهذا صعب للغاية بالنسبة للشركات".
وكانت جوزيف قد استقالت من منصبها كرئيسة لغرفة التجارة الأمريكية في الشهر الماضي بعد أن فشلت في حمل الحكومة على تخفيف القيود المفروضة على فيروس كورونا، لكنها ستبقى لمدة ستة أشهر لحين العثور على من يحل محلها.
أما فريدريك جولوب، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في هونج كونج، فقد كتب رسالة مفتوحة إلى حكومة هونج كونج في أغسطس، قال فيها إن الحجر الصحي القاسي في المدينة يمكن أن "يدفع الكثيرين في المجتمع الدولي إلى التساؤل عما إذا كانوا يريدون البقاء محاصرين إلى أجل غير مسمى في هونج كونج بينما بقية العالم يمضي قدمًا ".
وقال مارك تيباتس، العضو المنتدب في وكالة التوظيف مايكل بيج: "أعتقد أن معظم المغتربين في هونج كونج حاولوا البقاء هنا لأطول فترة ممكنة ... إنهم يقدرون حقًا فرص العمل المتاحة لهم، لكن قيود السفر وإجراءات الحجر الصحي الصارمة حقًا، منعت الناس من رؤية أحبائهم في بلدانهم الأصلية ". وأشار إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع مغادرة العديد من المهنيين المؤهلين.
حديث تيباتس يؤكده استطلاع للرأي أجرتهAMCham مؤخرًا حيث ذكر أن من 40٪ من المشاركين في الاستطلاع قد يغادرون المدينة.
من بين الذين يخططون للمغادرة سمر وانغ، المغتربة الأمريكية التي وصلت المدينة قبل وقت قصير من بدء الوباء، وتسعى الان للعودة إلى الولايات المتحدة قبل عيد الميلاد.
وقال وانغ، الذي أجرت حجر صحي فندقي في المدينة منذ بدء تفشي الوباء، "كنت أعلم أنني سأغادر هونج كونج في نهاية المطاف لأسباب تتعلق بالعمل، لكنني قررت المغادرة عاجلاً بسبب الحجر الصحي لمدة 21 يومًا".
وقالت: "الحجر الصحي يمكن تحمله مرة أو مرتين، فأنا أدفع لأكون بائسة."
ولمواجهة تلك التحديات بدأت بعض الشركات في هونج كونج، مثل JPMorgan Chase و Goldman Sachs و Morgan Stanley، في تقديم تغطية تكاليف الحجر الصحي للموظفين حيث تبلغ تكلفة الإقامة لمدة 21 يومًا في أرخص فندق للحجر الصحي بالمدينة 1200 دولار على الأقل لشخص واحد.
وعن هذا يقول سيد عاصم حسين، أحد شركائها، إن مطاعم بلاك شيب، وهي مجموعة مطاعم مقرها هونج كونج تقدم مطابخ متنوعة، تخطط لإنفاق حوالي 650 ألف دولار لنقل أكثر من 250 من موظفيها الأجانب إلى الوطن لرؤية عائلاتهم وتغطية تكاليف الحجر الصحي الناتجة عن ذلك.