انحسار كورونا في الصين.. والعالم يواجهه بمزيد من الإجراءات الاحترازية
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يصف الوباء بأنه "أخطر أزمة صحية منذ قرن"، في إشارة إلى الإنفلونزا الإسبانية التي تفشت في 1918
في محاولة للتصدي لانتشار فيروس كورونا الذي تسبب حتى الآن في وفاة أكثر من 5 آلاف شخص حول العالم، يتخذ مزيد من الدول إجراءات احترازية لعزل وتجميد أنشطتها كإغلاق المدارس والحدود والأماكن العامة، وفرض قيود على التنقل وإلغاء مناسبات رياضية أو ثقافية.
وواصل الفيروس التفشي في أفريقيا، حيث سُجلت، السبت، أول إصابة في موريتانيا ورواندا ومملكة"إي سواتيني" في أفريقيا، والجمعة، سُجلت إصابتان أوليان في غرب أفريقيا؛ إحداهما في كينيا والأخرى في إثيوبيا.
في المقابل، فإن الصين التي انتشر منها الفيروس، انخفض عدد الإصابات اليومية الجديدة إلى 8 الجمعة، وهو الأدنى منذ منتصف يناير/كانون الثاني.
وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين انحسار فيروس كورونا، مع تسجيل تراجع حالات الإصابات الجديدة.
ومع تسجيل 134 ألف إصابة في 121 بلداً ومنطقة، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الوباء بأنه "أخطر أزمة صحية منذ قرن"، في إشارة إلى الإنفلونزا الإسبانية التي تفشت في 1918 وقتلت 30 مليون نسمة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا باتت "البؤرة" الجديدة للجائحة، واعتبرت أن من "المستحيل التنبؤ بالوقت الذي سيبلغ فيه المرض ذروته على مستوى العالم".
وبعدما أغلقت دول أوروبية بشكل تام أو جزئي حدودها بشكل منفصل، اقترح ماكرون، الجمعة، على الاتحاد الأوروبي فرض قيود مشددة على حدود منطقة شنجن التي تضم 26 بلداً أوروبياً، وإغلاقها في المناطق الأكثر تضرراً.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن "منظمة الصحة العالمية لا تعتبر منع السفر الشامل أمراً ناجعاً جداً"، مؤكدة ضرورة تشديد التدابير الصحية.
وخارج الاتحاد الأوروبي، أعلنت أوكرانيا إغلاق حدودها مع تسجيل أول وفاة فيها، وتغلق باكستان كذلك حدودها مع أفغانستان وإيران، بينما أعلنت روسيا أنها ستخفض اعتباراً من الإثنين رحلاتها إلى الاتحاد الأوروبي، فيما أغلقت الدنمارك حدودها أمام الأجانب.
وأعلنت إسبانيا التي سجلت فيها حتى الآن 4200 إصابة و120 حالة وفاة حالة التأهب، وكذلك فعلت البرتغال التي تسجل 112 إصابة بدون وفيات، ما يسمح للحكومة بأن تلجأ إلى استخدام موارد استثنائية لردع المرض، وفي مدريد، أوصى رئيس البلدية بإغلاق كل الحانات والمقاهي.
ولم يستبعد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن يتخطى عدد الإصابات في بلده رقم الـ10 آلاف خلال الأسبوع المقبل، ودعا جميع المواطنين إلى البقاء في بيوتهم.
وبعد إيطاليا التي سجلت 250 حالة وفاة، وهو عدد قياسي خلال 24 ساعة، أعلنت النمسا وبلغاريا واليونان إغلاق المتاجر غير الضرورية، وبقيت فقط الصيدليات ومحلات السوبرماركت والمستوصفات والعيادات الطبية مفتوحة في اليونان.
وأعلن المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، اعتباراً من الإثنين: "علينا الحد من حياتنا الاجتماعية إلى أدنى مستوى".
وكما فعلت فرنسا، الخميس، قررت سويسرا والمجر إغلاق المدارس ومنع التجمعات التي تضم أكثر من مئة شخص، ويغيب التلاميذ عن مدارسهم أصلاً في إيطاليا وليشتنشتاين وغالبية المناطق الألمانية.
وأغلقت معالم سياحية بارزة في باريس؛ هي متحف اللوفر وبرج إيفل وقصر فرساي، كما المتاحف والمواقع الأثرية في اليونان، وبدت العاصمة الإيرلندية دبلن، حيث أغلقت المدارس والحضانات والجامعات والمؤسسات الثقافية الجمعة مثل مدينة أشباح.
وفي إيران حيث سجلت 85 حالة وفاة جديدة، تتجه قوات الأمن خلال 24 ساعة إلى إخلاء المتاجر والشوارع والطرقات من الناس.
وفي كندا، يخضع رئيس الوزراء، جاستن ترودو، للعزل 14 يوماً، لكنه "بصحة جيدة"، بعدما تأكدت إصابة زوجته بفيروس كورونا الخميس، وأعلن رئيس البرازيل جاير بولسونارو، عدم إصابته بالفيروس، غداة الإعلان عن إصابة أحد مساعديه.
البطولات الرياضية
وأثار الوباء الفوضى أيضاً في جدول المباريات الرياضية في العالم، مع تعليق مباريات كرة قدم للمحترفين في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا، وأرجئت كذلك مباريات كأس أوروبا.
كذلك أرجئ سباق الدراجات الهوائية في إيطاليا، وماراثون لندن، ومباراة ويلز واسكتلندا في بطولة الأمم الستة للرغبي.
وأُلغي الجمعة سباق جائزة أستراليا الكبرى، المرحلة الأولى من بطولة العالم للفورمولا واحد، التي كانت مقررة في نهاية الأسبوع في ملبورن.
وستكلّف التدابير المتخذة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس، بما في ذلك دفع تعويضات للعاطلين عن العمل جزئياً، الدولة الفرنسية عشرات مليارات الدولار، وأعلنت برلين عن قروض "غير محدودة" لمساعدة الشركات في البلاد التي تواجه مشاكل سيولة بسبب الوباء، تفوق قيمتها 550 مليار يورو، واستعادت البورصات الأوروبية ووول ستريت عافيتها الجمعة غداة انهيار تاريخي.