الكرة الناعمة.. شكل جديدة لـ"الساحرة المستديرة" بعد كورونا
عشاق كرة القدم في شتى أنحاء العالم قد يكونون على موعد مع شكل جديد للعبتهم الشعبية الأولى بعد مرحلة فيروس كورونا.. تعرف على التفاصيل
يبدو أن عشاق كرة القدم في شتى أنحاء العالم سيكونون على موعد مع شكل جديد للعبتهم الشعبية الأولى بعد مرحلة فيروس كورونا، في ظل مقترحات القيود والمحاذير التي تظهر من يوم لآخر من أجل منع انتشار الفيروس.
اللعبة التي اشتهرت منذ نشأتها وطوال تاريخها بالقوة والإثارة والندية والتلاحم والصخب والحماس باتت تنتظرها إجراءات احترازية متعددة ستحولها إلى لعبة ناعمة، وفقا لما يراه الكثيرون.
وكانت المسابقات والبطولات الكروية توقفت في أغلب دول العالم منذ شهر مارس/ آذار الماضي بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا الذي تسبب في إصابة ووفاة الآلاف من الأشخاص.
وتسعى أغلب تلك البطولات خلال الفترة الحالية لاستئناف أنشطتها والعودة للحياة، ومن أجل ذلك فإنها تدرس تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية والمحاذير التي تحد من انتشار الفيروس وتحافظ على سلامة اللاعبين والمدربين وكل عناصر اللعبة في المقام الأول.
لكن السؤال المطروح الآن: هل تحد الإجراءات الاحترازية المنتظرة من إثارة كرة القدم، والتي كانت العامل الأول الذي يجذب الجماهير إليها، حيث بات متوقعا أن تظهر في شكل ناعم بعيدا عن القوة التي اشتهرت بها، أم أن النسخة المنتظرة ستكون نسخة "شيك" تختفي فيها مجموعة سلبيات حفل بها تاريخ الساحرة المستديرة؟
وتستعرض العين الرياضية خلال السطور التالية أبرز القواعد والتغييرات المنتظر أن تشهدها كرة القدم خلال الفترة المقبلة، وتترك للجمهور الحكم على مدى تقبله النسخة المرتقبة من لعبته المفضلة في زمن كورونا.
منع التلاحم
منذ نشأتها في أرض الإنجليز بشكلها الحديث في القرن التاسع عشر اعتمدت كرة القدم على القوة التي كانت في كثير من الأحيان أشبه بالعنف، وكان التلاحم أحد العناصر الرئيسية والمثيرة في اللعبة.
لكن بعد أكثر من قرن ونصف من ذلك الأمر، جاء فيروس كورونا ليتسبب في صدور فرمان بالفصل بين المتنازعين، ومنع ذلك التلاحم، وذلك وفق البروتوكول الصحي الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء، وقالت إن نسخة منه أرسلت للاعبي ومدربي الدوري الإنجليزي.
وكانت تلك القاعدة هي الأحدث، وربما رآها البعض الأغرب في سلسلة المحاذير التي تخرج بين يوم وآخر، للحد من انتشار الفيروس.
منع المصافحات
كان ذلك الإجراء من أول الإجراءات المتبعة بعد بدء انتشار كورونا، وتم تطبيقه بالفعل في بعض مباريات الدوري الإنجليزي قبل التوقف، ويراه البعض منطقيا في ظل عدم تأثيره كثيره على إثارة اللعبة.
لكن بنظرة أعمق إلى ذلك الإجراء فإنه سيحرم الجماهير من رؤية مشاهد كانت تكسب تعاطفهم واحترامهم في الكثير من الأحيان، حيث إن ذلك التصافح ارتبط دائما بنشر الود والمحبة والترابط بين المتنافسين، وكعلامة تؤكد أن كرة القدم لعبة تدعو للتنافس الشريف وليس العنف والكراهية.
ووفقا لذلك ستختفي مشاهد تصافح اللاعبين قبل المباريات، وكذلك بعد تسجيل الأهداف أو الفوز، وكذلك بعد انتهاء المباريات من أجل المواساة على الخسارة، أو التهنئة بالفوز، وهي المشاهد التي كانت تصنع علاقة طيبة بين اللاعبين، وتترك انطباعات جيدة في أذهان الجماهير.
ويسري المنع كذلك على تبادل قمصان اللاعبين بعد المباريات، وهو المشهد الذي طالما كان مألوفا خلال تاريخ الساحرة المستديرة قبل كورونا، لكنه سينتهي مستقبلا، وقد تكون في ذلك فائدة نظرا للمخاطر المحتملة لهذا الأمر من الأساس، بعيدا عن علاقته بالفيروس.
احتفالات الكوع
ظلت الاحتفالات المثيرة والصاخبة بين اللاعبين بالأهداف أو الانتصارات أحد المشاهد الخالدة في تاريخ الساحرة المستديرة، وكم من مشهد في هذا الإطار التصقت بأذهان الجماهير لاحتفال جنوني للاعبين أو مدربين بينهم وبين بعضهم أو مع الجماهير في هذا الإطار.
لكن في عهد كورونا فإن تلك المشاهد ستصبح من المحظورات، حيث بات منتظرا أن يتم منع الاحتفالات الجماعية، وفقا للمقترحات التي خرجت في أغلب دوريات العالم وعلى رأسها الدوريان الإنجليزي والألماني.
وبات منتظرا مشاهدة أشكال جديدة للاحتفالات، بدلا من الأحضان المتبادلة بين اللاعبين، والالتحامات القوية الجنونية، مثل احتفالات الكوع التي أشارت تقارير إلأى أن ستكون جائزة في الدوري الألماني تعويضا عن الاحتفالات الجماعية بين اللاعبين بعد تسجيل الأهداف.
هدوء المدرجات
ظلت الجماهير جزءا أساسيا من كرة القدم طوال تاريخها، وكانت أحد العناصر التي تعطيها قوتها وحماسها، حيث إنها تمنح اللاعبين الوقود الذي يساعدهم على إخراج أفضل وأقصى ما عندهم على أرض الملعب.
وكان الصخب الذي تحدثه تلك الجماهير في الملاعب، والتنافس بين جماهير الفريقين المتباريين أحد أبرز عناصر الإثارة في اللعبة، لكن يبدو أن ذلك كله سيختفي في زمن كورونا، ولفترة غير بسيطة.
فأحد الإجراءات الاحترازية التي عممتها أغلب دوريات العالم هو إقامة المباريات بلا جماهير خلال الفترة المقبلة ولحين إشعار آخر، بما يعني أن المدرجات التي اشتهرت دوما بالصخب ستتحول إلى ثكنات هادئة تكاد لا تسمع فيها الأصوات، وقد تكون مكانا مناسبا للخلود للنوم.
وستحاول بعض الدوريات والأندية التغلب على تلك النقطة، عبر السماح بحضور جزئي للجماهير بأعداد قليلة جدا، أو عبر اللجوء إلى تطبيقات إلكترونية، مثل التطبيق الذي ظهر مؤخرا في ألمانيا، والذي يتيح للجماهير التشجيع من منازلها، ويقوم ببث ردود فعلها في الملاعب عبر مكبرات صوت.
ويتيح ذلك التطبيق أنواعا مختلفة من التشجيع مثل التصفيق والهتاف والغناء والأهازيج وإطلاق النكات والصافرات، ويسمح للجماهير ببث انفعالاتها في الملاعب بما يسمح لفرقها باستقبالها ويسهم في بث الحماس في اللاعبين.
مشجعون كرتون
على ذكر الجماهير أيضا فإن بعض الفرق قد تقرر اختيار هدوء المدرجات، وتعويض الجماهير واللاعبين عن حضور المباريات بطرق أخرى، مثل طريقة المشجعين الكارتون أو التماثيل التي ظهرت في بعض الدوريات الأوروبية العائدة مؤخرا، مثل الدوري البيلاروسي.
وعرض نادي بروسيا مونشنجلادباخ الألماني وضع صور لمشجعيه في المباريات على مجسمات من الكرتون مقابل 19 يورو، من أجل تعويضهم عن حضور المباريات، مع إمكانية وضع صور في الجانب الآخر لمشجعي الفريق المنافس.
وستتيح تلك الطريقة للنادي تحقيق بعض المداخيل، وفي نفس الوقت قد تتيح لبعض الأندية فرصة للراحة قليلا من صخب جماهيرها التي كانت تتسبب لها أحيانا في بعض المشكلات والعقوبات عبر طرق تشجيعها المبالغ فيها.
5 تبديلات
كثيرا ما تعرضت فرق كرة القدم في بعض المباريات لمواقف صعبة بسبب نفاد عدد التبديلات المتاحة، والتي كانت تجبر اللاعبين أحيانا على اللعب وهم مصابون، أو السقوط من شدة التعب على أرض الملعب.
فمشهد رؤية فريق يكمل لقاء بـ 9 لاعبين بسبب إصابة لاعبين منه أو رؤية لاعب يحل محل حارس مرمى بعد طرده بسبب نفاد التبديلات من المشاهد التي ظهرت كثيرا في تاريخ الساحرة المستديرة.
وهذه المشاهد التي كانت تعطي اللعبة بعضا من إثارتها قد تختفي هي الأخرى في الفترة المقبلة في زمن كورونا، بعدما قرر الفيفا تطبيق قاعدة الـ5 تبديلات في المباريات من أجل تخفيف الضغط على اللاعبين حال عودتهم للمباريات بعد فترة طويلة من التوقف مما قد يعرضهم للإصابات.
التعقيم المستمر
سيكون لزاما على كل عناصر كرة القدم من لاعبين ومدربين وحكام ومسؤولي ملاعب وغيرهم التعقيم المستمر لكل أدواتهم بل وأجزاء أجسامهم من وقت لآخر وتطهيرها، منعا لأي انتشار محتمل للفيروس، في أحد المشاهد التي لم تكن مألوفة، لكنها ستصبح كذلك.
ووفق البروتوكول الصحي المسرب للبريمييرليج، فإن الأندية سيتوجب عليها تطهير ملاعب التدريب وتعقيمها وتعقيم الكرات وإطارات المرمى وكل شيء، بجانب تعقيم اللاعبين لأيديهم من وقت لآخر.
كما سيلزم الدوري الألماني اللاعبين والمدربين على مقاعد البدلاء بارتداء الكمامات بشكل دائم، مع استثناءات قليلة، في بعض الأحيان.
وسيمنع الدوري الإنجليزي كذلك تبادل اللاعبين الشرب من زجاجات مياه واحدة منعا لأي فرص محتملة للعدوى بالفيروس.
منع البصق
لعل من حسنات زمن كورونا في كرة القدم منع بعض المشاهد المقززة التي انتشرت في تاريخ الساحرة المستديرة، مثل قيام اللاعبين بالبصق في أرض الملعب.
ومن ضمن الإجراءات الاحترازية المقترحة في ملاعب البريمييرليج منع ذلك المشهد المقزز، نظرا لأنه قد يسهم في انتشار كورونا الذي يعد رذاذ الأشخاص المصابين السبب الأبرز لانتشاره.
فوضى غرف الملابس
من الأمور التي قد تكون إيجابية أيضا في كرة القدم في عهد كورونا هو الاختفاء المنتظر لمشاهد الفوضى التي كانت تعج بها غرف ملابس اللاعبين في بعض الفرق، سواء خلال فترة التدريبات أو قبل وبعد المباريات.
فمن ضمن الإجراءات الاحترازية المنتظر تطبيقها في بعض الدوريات قيام اللاعبين بتغيير ملابسهم والاستحمام في منازلهم قبل وبعد التدريبات، والذهاب إلى الملاعب بجاهزية كاملة، منعا لانتشار العدوى.
وسيعني ذلك أن غرف الملابس قد تقتصر فقط على ارتداء اللاعبين قمصانهم قبل انطلاق المباريات، إن لم يتم منع ذلك الأمر أيضا حال تطبيق مقتحرات عزل اللاعبين في فنادق، بما يعني أن غرفة كل لاعب ستكون هي المكان الذي يرتدي فيه قميصه قبل الاتجاه لخوض المباراة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز