كورونا يزيد معاناة المشردين في إيطاليا
حياة المشردين تصبح أكثر تعقيداً بعد تطبيق حظر التجوال بمعظم المدن الإيطالية وفرصهم للحصول على مساعدات من الناس باتت ضئيلة
يتنقلون من ركن لآخر بحثاً عن دفء نادر بشوارع المدن الإيطالية في مثل هذا الوقت من العام، يسترقون نظرات تائهة تبحث عن عابرين قلما يظهرون أملاً بالحصول على أي طعام حتى لو كان رغيف خبز.
هم المشردون الذين يعيشون في زمن تفشي الفيروس بلا، ويذرعون الشوارع بحثاً عن مكان دافئ خلف محطات النقل الرئيسية بالمدن، أو في بعض الزوايا؛ حيث تقل سرعة الرياح وينبعث بعض الدفء من نوافذ البيوت المجاورة.
حياتهم باتت أكثر تعقيداً بعد تطبيق حظر التجوال بمعظم المدن الإيطالية، وفرصهم للحصول على مساعدات من الناس باتت ضئيلة بل انعدمت، لتقتصر وجبتهم الوحيدة طوال اليوم على تلك التي يوزعها عليهم جهاز الحماية المدنية في المساء.
قبل تفشي الوباء، كانوا يصنفون على أنهم مشردون، لكن وفي ظل التدابير الصارمة لاحتواء الوضع الصحي المنهار بالبلاد، غدوا معدمين، يخشون الموت جوعاً على الموت جراء كورونا؛ حيث تباطأت الحياة وباتت قدرتهم على التمسك بالبقاء أكثر صعوبة وسط مدن صارت مرعبة بفعل كورونا.
لا شيء يبدو في أفق أيامهم الصعبة سوى بعض المارة ممن يخرجون بين فترات متباعدة من منازلهم، والكمامات تغطي وجوههم، لابتياع حاجياتهم الأساسية، وجراء الهلع الناجم عن الوضع الكارثي بالبلاد، باتت مجرد محاولتهم الاقتراب منهم أمراً مفزعاً، حيث يركض السكان هاربين تفادياً لأي تواصل مع أي شخص، ويعودون المشردون إلى أماكنهم ويتكدسون من جديد، بانتظار جهاز الحماية المدنية، وعلى أمل انكسار حصار كورونا وعودة الحياة إلى المدن وناسها.