الفترة المقبلة سوف تتميز بأنها فترة الرهان على الوعي المجتمعي فالمعرفة التي توفرت عن الوباء ساهمت في معرفة الكثير عن هذا الفيروس
خمسة أشهر مضت غيُرت العالم بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، حيث أصبحت كورونا الوحش الذي تخشاه الدول ويخشاه الأفراد جميعا، فتم سن الأنظمة وطبّقت الإجراءات وأجبرت الدول على أن تبقي الناس في منازلهم وباعدت بينهم، كل ذلك من أجل الحفاظ على سلامتهم وحفظ حياتهم.
لقد كانت الأيام الماضية دروسا تعلمت منها الشعوب وتضاعفت فيها المسؤولية بين الأفراد وتعلمت المجتمعات الكثير من الدروس الخاصة بمواجهة الفيروسات الوبائية من خلال تطبيق الإجراءات الصارمة، التي فرضت نمطا ونسقا مجتمعيا لم يكن له مثيل على الأقل خلال القرن الماضي.
العالم اليوم يستعد لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ولكن وفق الشروط التي سوف تساهم في تقليل الفرص والظروف التي يمكن لهذا الوباء العودة من خلالها.
وليس أمام الدول رغم تنوعها ومواقعها الجغرافية إلا أن تعيد الحياة إلى طبيعتها، بينما لايزال الوباء موجودا برغم التبشير الدائم من قبل المختصين أنه ينحسر تدريجيا، ولكن هذه الفرضية لا يمكن التعويل عليها دون إرادة مجتمعية صارمة تتمثل في قدرة الإنسان في الدول على الوعي بمخاطر هذا الوباء وفهم الطرق المناسبة لمواجهته.
العالم اليوم يستعد لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ولكن وفق الشروط التي سوف تساهم في تقليل الفرص والظروف التي يمكن لهذا الوباء العودة من خلالها.
الفترة المقبلة سوف تتميز بأنها فترة الرهان على الوعي المجتمعي، فالمعرفة التي توفرت عن الوباء ساهمت في معرفة الكثير عن هذا الفيروس وسلوكه المرضي وطريقة انتقاله، وهذه المعرفة تضعها الدول بيد المجتمعات لكي يقوم الأفراد بتطبيق السلوك والإجراءات المناسبة للحد من عودة مستجدة لهذا الوباء.
الدول اليوم تضع كل رهاناتها على الشعوب التي تعلمت خلال الأشهر الماضية الدروس حول كورونا وخطورته، ولأن الدول تجد نفسها مضطرة لهذا الاجراء حتى لا تتوقف الحياة وتنهار، فإن الأفراد في العالم جميعا تقع عليهم مسؤولية كبرى في مساعدة دولهم لخلق التوازن بين مكافحة هذا الوباء وبين ضمان المعايير الرئيسة لبقاء الحياة واستمرارها اقتصاديا ومجتمعيا.
اليوم تنتقل المسؤولية بالكامل إلى المواطن الذي جرب التعايش مع الأشهر الماضية وكيف تغيرت عبرها معايير الحياة وأصبحت قاسية وصارمة على الكثير من الأسر، وكان ذلك يحدث بهدف وحيد وهو سلامة الإنسان والمحافظة على حياته.
اليوم يتشارك الأفراد والمجتمعات المسؤولية مع الدول في تحقيق معايير المراحل القادمة أمام وباء كورونا الذي أصبحت مواجهته عبر وعي المواطن خيارا وحيدا وغير قابل للتنازل.
الوعي المجتمعي تشكلت الكثير من ملامحه خلال الفترة الماضية تجاه هذا الوباء الخطير والذي لم ينته بعد، والرهان الباقي يدور حول وعي المواطن في أي موقع في هذا الكون وفي كيفية تقدير المواقف وترتيب أولويات حياته من خلال تطبيق المعايير الصحية والاحترازية للحد من المساهمة في نشر هذا الوباء من جديد.
لذلك فإن الرسالة الأهم هي أن يدرك المواطن في دولنا على وجه التحديد أن جهود دولنا التي شهدناها خلال الأشهر الماضية من أجل المجتمع لايمكن لها النجاح دون أن يتحلى الجميع بدرجة الوعي المطلوبة لضمان نجاح الخطط والاستراتيجيات للحد من هذا الوباء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة