العالم يهرب من كورونا.. 6 شهور من سباق اللقاحات
فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أودى بحياة 908 آلاف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في أواخر ديسمبر 2019.
تتكثّف التجارب السريرية على لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجدّ خصوصاً في البرازيل والبيرو وكذلك في الولايات المتحدة وروسيا والصين التي تريد أن تكون الأولى في التوصل إلى لقاح حتى قبل نهاية العام، بعد 6 أشهر من إعلان منظمة الصحة العالمية كوفيد-19 "وباء".
وأودى الفيروس بحياة 908 آلاف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في أواخر كانون الأول/ديسمبر، حتى الخميس.
والجمعة 11 أيلول/سبتمبر سيكون قد مضى ستة أشهر بالتمام والكمال منذ أن صنّفت منظمة الصحة العالمية في 11 آذار/مارس كوفيد-19 "وباءً"، في إعلان تلاه فرض تدابير عزل في معظم دول الدول وتوقف الاقتصاد العالمي.
وفي مواجهة تفشي الوباء على المدى الطويل، يتسارع السباق للتوصل إلى لقاح خصوصاً في أكثر دولتين تضرراً من الوباء، الولايات المتحدة والبرازيل.
وفي آخر مؤتمر صحفي عقدته منظمة الصحة العالمية الأربعاء، أحصت المنظمة 35 "لقاحاً مرشحاً" ويتمّ تقييمها من خلال تجارب سريرية على الإنسان في أنحاء العالم.
وباتت 9 من بين هذه اللقاحات في المرحلة الأخيرة أو تستعدّ لأن تصبح في المرحلة الأخيرة. إنها "المرحلة الثالثة" ويتمّ فيها تقييم فاعلية اللقاح على صعيد واسع يشمل آلاف المتطوّعين.
آلاف المتطوّعين
في البرازيل، أكد حاكم ولاية ساو باولو أن التجارب السريرية وهي في المرحلة الثالثة للقاح أنتجه مختبر "سينوفاك" الصيني أثبتت أنها "إيجابية للغاية"، مشيراً إلى أن حملة تلقيح على صعيد واسع يمكن أن تبدأ اعتباراً من كانون الأول/ديسمبر.
وجرت التجارب على آلاف المتطوّعين في 6 ولايات في هذا البلد من بينها ساو باولو، الولاية الأكثر تضرراً.
في البيرو، أُطلقت أيضاً الأربعاء مرحلة التجارب السريرية للقاح محتمل ينتجه مختبر صيني على 3 آلاف متطوّع. وتجاوز عدد المرشحين التوقعات مع 9 آلاف متطوّع خلال أقل من 3 ساعات.
وهناك بعثة علمية صينية مؤلفة من حوالي 30 شخصاً مكلّفة تنسيق مشروع مجموعة "سينوفارم" الصينية التي لا يُتوقع أن تصدر نتائج تجاربها قبل كانون الأول/ديسمبر.
في الولايات المتحدة، تجري مجموعتان هما "فايزر" و"مودرنا" اختباراً لتقنية لم يتمّ إثباتها بعد. وخلال تجارب المرحلتين الأولى و/أو الثانية على عشرات المتطوّعين، أثار اللقاحان استجابة مناعية لكن ذلك لا يضمن أنهما سيحميان من العدوى.
وتأمل المجموعتان في التوصل إلى نتائج في نهاية 2020 - مطلع 2021 وبدأت بإنتاج ملايين الجرعات مسبقاً في حال كانت نتائجهما فعّالة.
تجنّب إثارة الهلع
واتّهم الصحافي الأمريكي بوب وودورد في كتابه الجديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتقليل من مدى خطورة كوفيد-19 علماً أنه كان مدركاً لذلك. فأقرّ ترامب، الخميس، بذلك قائلاً إنه أراد تجنّب إثارة "الهلع". ويمارس الرئيس الأمريكي حالياً ضغطاً من أجل اعتماد لقاح قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
ويجري هذا السباق للتوصل إلى أول لقاح من دون مجموعة "آسترازينيكا"، شريكة جامعة أوكسفورد. إذ إن إصابة أحد المشاركين في التجارب على لقاحها بـ"مرض لم يفسر"، أدت إلى تعلق التجارب.
في روسيا، بدأت السلطات بتجربة لقاح "سبوتنيك-في" على أربعين ألف شخص من سكان العاصمة، في المرحلة الأخيرة من التجارب على هذا اللقاح الذي أُعلن عنه بصخب في آب/أغسطس.
إلا أن العالم تلقاه بريبة بسبب خصوصاً غياب المرحلة الأخيرة من التجارب في وقت الإعلان عنه.
من جهتها، لا تتوقع منظمة الصحة العالمية حملة تلقيح شاملة قبل منتصف العام 2021.
ويعود ملايين التلاميذ في إيطاليا الاثنين المقبل إلى مقاعد الدراسة بعد 6 أشهر أمضوها في المنزل، في هذا البلد الذي كان إحدى أول الدول الأوروبية الأكثر تضرراً.
ويُفتتح مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، أكبر مهرجان للسينما في أمريكا الشمالية، الخميس، بشكل افتراضي بسبب الوباء ما أرغم نجوم هوليوود الكبار على تقديم أفلامهم عن بعد.
ولا تزال الولايات المتحدة أكثر دولة متضررة جراء الوباء من حيث عدد الوفيات والإصابات، مع أكثر من 190 ألف وفاة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز. وتأتي بعدها البرازيل (أكثر من 128 ألف وفاة) والهند (73 ألفاً) والمكسيك (68 ألفاً).