كورونا في إثيوبيا.. حزمة قرارات حكومية لصد الوباء
أديس أبابا تحركت سريعاً عبر حزمة من القرارات لمكافحة الوباء منها إغلاق المعابر البرية وحظر السفر إلى نحو 30 جهة وإغلاق المدارس
لم تنتظر إثيوبيا كثيراً لاتخاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في أراضيها، إذ تضافرت الجهود الرسمية والشعبية لاحتواء الموقف بعد تسجيل 12 إصابة.
وتحرّكت أديس أبابا سريعاً عبر حزمة من القرارات لمكافحة الوباء؛ منها إغلاق المعابر البرية وحظر السفر إلى نحو 30 جهة وإغلاق المدارس وتطبيق سياسة العمل عن بُعد لموظفي الحكومة وإطلاق سراح أكثر من 4 آلاف سجين.
"العين الإخبارية" ترصد في السطور التالية أسبوع الأحداث المتلاحقة في إثيوبيا لمواجهة الفيروس الذي انتشر في معظم دول العالم:
قرارات حكومية وتوجيهات صارمة
سجّلت وزارة الصحة الإثيوبية حتى الآن 12 إصابة بفيروس كورونا المستجد، شُفيت منها 4 حالات، ما دفع الحكومة لاتخاذ قرار بإغلاق جميع الحدود البرية للبلاد.
وفرضت السلطات حجراً صحياً مدته 14 يوماً على جميع القادمين عبر المطارات، وأغلقت المدارس وحظرت الأنشطة الرياضية والتجمعات لمدة 15 يوماً.
والثلاثاء، طالبت الحكومة موظفيها بالعمل عن بُعد بدءا من الأربعاء حتى إشعار آخر، كما شدد مجلس الوزراء برئاسة آبي أحمد على الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية.
إطلاق سراح السجناء
وأعلنت إثيوبيا، الأربعاء، إطلاق سراح 4011 سجيناً في مؤتمر صحفي للنائب العام الإثيوبي، أدانش أبيبي، تحدّثت فيه عن ملابسات القرار وأسبابه.
وأشارت إلى أنَّ القرار شمل 5 سجون؛ منها اثنان في العاصمة أديس أبابا، و3 في أقاليم أخرى، لم تحددها، موضحة أن الإفراج شمل النساء المرضعات والسجناء الذين تبقت لهم فترة عام أو أقل، فيما لم يشمل المدانين بتهمة القتل.
وأضافت أن من بين المفرج عنهم صحفيا و20 من المتهمين في قضايا فساد، وعددا من الأجانب كانوا متهمين في قضايا تهريب بضائع ومخدرات.
المؤسسات الدينية
ودعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، الذي يعد أعلى هيئة تمثل المسلمين في البلاد، إلى أداء الصلاة في المنازل لمنع تفشي الوباء.
وقال المجلس في بيان: "بسبب الأوقات الصعبة التي يعيشها العالم بسبب كورونا، يجيز الدين الإسلامي الصلاة في المنازل بدلاً من المساجد".
ودعا المجلس، الذي يرأسه الشيخ حاج عمر إدريس، المفتي العام لإثيوبيا، إلى الالتزام بالإرشادات الصحية التي تصدرها مختلف الجهات الرسمية والصحية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية إيقاف جميع دروس التعليم الديني في مختلف الكنائس بالبلاد.
وأشار بيان الكنيسة إلى وقف جميع الرحلات الدينية إلى أجل غير مسمى، مؤكداً أهمية الابتعاد عن المصافحة والتجمع.
وأطلقت الحكومة كذلك برنامجاً إذاعياً لتعليم الطلاب في منازلهم لحين استئناف الفصل الدراسي الذي جرى إيقافه.
المساعدات
وصلت خلال الأسبوع الماضي، الدفعة الأولى من الإمدادات الطبية والوقائية التي تبرع بها جاك ما، الملياردير الصيني والمؤسس المشارك لموقع "علي بابا"، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وفي اليوم الثاني من وصولها، شرعت الحكومة في توزيع الإمدادات على عدد من الدول الأفريقية.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن شركة الخطوط الجوية الإثيوبية ستتولى أمر توصيل هذه المساعدات إلى الدول الأفريقية.
والشحنة تعد دعما مطلوبا بشدة لأنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا التي تعاني من ضغوط بالفعل بسبب أزمة فيروس كورونا، لكن لا يزال على الدول ترشيد استخدام الإمدادات الطبية في وقت تشح فيه الإمدادات الطبية حول العالم.
وذكرت مؤسسة "ما" في بيان: "حملت الرحلة الجوية 5.4 مليون كمامة و1.08 مليون اختبار و40 ألفا من الملابس الواقية و60 ألفا من الأغطية الواقية للوجه، وكلما أسرعنا في التحرك تمكنا من المساعدة".
وينتشر الفيروس بوتيرة أبطأ في أفريقيا عنه في آسيا وأوروبا، لكنه موجود في 46 من دول القارة البالغ عددها 55 دولة.
وتسبب المرض حتى الآن في وفاة 72 شخصاً في القارة التي يقطنها 1.3 مليار نسمة.
وأعلن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا بالقارة الأفريقية وصل إلى 2746 حالة في 46 دولة، مشيراً إلى أن الوباء وصل إلى جميع الأقاليم الأفريقية الخمسة.
وتقدمت إثيوبيا لقمة قادة مجموعة العشرين التي تعقد عن بعد الخميس المقبل، بمقترح تقديم -العشرين- حزمة تمويل قدرها 150 مليار دولار، لمكافحة فيروس كورونا الذي يشكل تهديدا وجوديا لاقتصادات البلدان الأفريقية.