كورونا يلغي احتفالات "السيداما" في إثيوبيا
مدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا لم تشهد كما هو معتاد احتفالات السيداما السنوية، هذا العام، بسبب الإجراءات الاحترازية.
تحتفل قومية السيداما في إثيوبيا، الأربعاء، بعيدها السنوي والمعروف محلياً بـ"فيشي تشمبلالا"، والمدرج على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.
وبسبب القيود التي فرضتها الحكومة بهدف منع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، لم تشهد مدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، كما هو معتاد احتفالات السيداما السنوية.
واقتصر احتفال هذا العام على البيانات والمخاطبات عبر وسائل الإعلام وأبرزها كلمة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وأعرب أحمد عن تهانيه لقومية السيداما بعيدها السنوي، وقال في رسالة تهنئة بهذه المناسبة، إن العيد السنوي لشعب السيداما من الأعياد القومية التي تحمل قيم الوحدة والسلام والتعايش، متمنياً لهم مزيداً من التقدم والازدهار ولجميع الشعوب والقوميات الإثيوبية.
ودعا إلى ضرورة توظيف قيم الاحتفال في المحبة والتعاون، وقال "يبقى أن نجعل من هذا اليوم فرصة لمساعدة الناس وتكريم ودعم كبار السن، وتعزيز القيم الأخلاقية التي يحملها الاحتفال".
وقال إن عيد احتفال السيداما سيكون هذا العام في المنازل، داعياً إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية لحماية الجميع من الوباء.
وعيد "فيتشي تشمبلالا"، وهو عيد رأس السنة لقومية السيداما الذي يستمر لمدة يومين، ويشمل إقامة أنشطة مختلفة في شوارع مدينة أواسا، يحضرها السياح الأجانب وكبار المسؤولين الحكوميين.
وفي اليوم الأول، يتجوّل الأطفال من منزل إلى منزل للتحية والتهنئة بالعام الجديد، وينقل الآباء هذا التقليد إلى أطفالهم شفاهية أثناء الاحتفال.
ويخصص اليوم الثاني للاحتفال الأكبر، الذي يشارك فيه كل عضو من القومية بغض النظر عن العمر والجنس والوضع الاجتماعي، بالخروج إلى شوارع المدينة والانضمام إلى المهرجان الثقافي البهيج.
وخلال المهرجان، ينصح قادة قومية شعب السيداما بالعمل الجاد واحترام وتقدير المسنين والامتناع عن قطع الأشجار الأصلية والابتعاد عن السرقة وشهادة الزور.
وتشارك النساء بنقل المعرفة والمهارات المرتبطة بتصفيف الشعر وإعداد "بوريسامي"، وهي وجبة خاصة بالمناسبة لبناتهن، وتصنع من الموز والحليب والزبدة.
واعتاد شعب السيداما في عيد رأس السنة الخاص بهم، تنظيم التجمعات الجماهيرية والكرنفالات الاحتفالية، وهو ما لم يحدث في احتفال هذا العام، بسبب المخاوف من تفشي وباء كورونا، والتزاماً بالتوجيهات والقرارات الحكومية القاضية بمنع التجمعات لتفادي تفشي الوباء.
وتشكل قومية السيداما نحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان الإقليم، الذي يقدر بـ17 مليون نسمة، وهي من الشعوب الكوشية، وتمتهن حرفة الزراعة خاصة البن وتربية المواشي، بالإضافة إلى مهن أخرى كثيرة.
ويتحدث شعب السيداما لغة "سيدامو" (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع.