ما مصير أوروبا مع فيروس كورونا؟
الانتشار الكبير لفيروس كورونا الذي شهدته أوروبا يعود إلى إهمال الحكومات في اتخاذ إجراءات صارمة وفرض الحظر على التجمعات
يصارع العالم لحماية نفسه من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) بوضع استراتيجيات لاحتوائه من بينها عزل المصابين والتزام المواطنين بالتباعد الاجتماعي وفرض ساعات منع التجول لأجل التعقيم والتقليل من التجمعات البشرية بأمر من الحكومات.
وتعد بلدان القارة الأوروبية ضمن الأكثر تضرراً بانتشار الوباء، وأصبحت تصارع من أجل النجاة، إذ تشير الإحصائيات، بحسب منظمة الصحة العالمية، حتى يوم 6 أبريل/نيسان، إلى أكثر من 130.759 إصابة و12.418 وفاة في إسبانيا، و128.948 إصابة و15.887 وفاة في إيطاليا، و99.964 إصابة و1573 وفاة في ألمانيا، و70.478 إصابة و8078 وفاة في فرنسا.
ويعود الانتشار الواسع للفيروس في أوروبا إلى إهمال الحكومات في اتخاذ إجراءات صارمة وفرض الحظر على التجمعات وسهولة التنقل والسفر.
وتعاني المستشفيات في كل من إسبانيا وإيطاليا من مصاعب جمة، أولاً لعدم جاهزيتها لاستقبال هذا العدد الهائل من مرضى فيروس كورونا، وثانياً لقلة المعدات الطبية لمواجهة شراسة الفيروس، الذي وضع الرعاية الصحية في أوروبا على شفير الهاوية.
وأشارت الإحصائيات إلى أن عدد الوفيات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا هو الأكثر ارتفاعاً حول العالم حتى 6 أبريل/نيسان، الأمر الذي يثير التساؤل حول مدى هشاشة الرعاية الصحية في أوروبا، بعدما كانت مشهورة بكونها في المرتبة الأولى في العالم من حيث رعايتها الصحية.
وعلى الرغم من المعاناة التي تواجهها أوروبا مع الفيروس فإن هناك بصيصا من الأمل، إذ سجلت إيطاليا 19.758 حالة شفاء في 6 أبريل/نيسان، ويمكن القول إن الوضع في إيطاليا في تحسن ملحوظ، وهذا بعد الضرر الشديد الذي أصاب الاقتصاد الإيطالي.
وذكر معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا أن معدل الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة الماضية في تراجع بالنسبة لما كان عليه الحال في السابق.
أما في فرنسا فقد أشارت السلطات إلى أن معدل الوفيات في تراجع، بينما سجلت إسبانيا حصيلة وفيات هي الأدنى يوم 6 أبريل/نيسان مقارنة بـ10 أيام سابقة عليه.
وبهذا، فإن أوروبا على المسار الصحيح وهي تبتعد شيئاً فشيئاً عن بؤرة المرض الذي اجتاح كلاً من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها من دول قارة أوروبا.
ويمكن القول إن فيروس كورونا قد يفتح آفاقا جديدة لأوروبا بالنسبة لمدى تحملها الرعاية الصحية لمواطنيها، وفي وضع إجراءات جديدة تخص الأفراد الذين تشملهم الرعاية الصحية والذين لا تشملهم هذه الرعاية.
وذلك بإعطاء جميع طبقات المجتمع فرصة الرعاية الصحية المتساوية، وتخفيض التكاليف الطبية الضخمة التي تشمل العمليات الجراحية والأدوية، التي قد يواجه بعض من الفئات صعوبة الوصول إليها.
أما بالنسبة للحكومات، فسيكون هذا درساً في مواجهة الكوارث، لاتخاذ القرارات العاجلة والسريعة التي تكون بمثابة نجاة بالنسبة لشعبها، المتضرر الأكبر من هذه القرارات.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA==
جزيرة ام اند امز