روسيا تختبر علاجا لكورونا.. و"الصحة العالمية": أمامنا طريق طويل
المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية يقول إن المخاطر المتعلقة بمرض "كوفيد- 19" لا تزال كبيرة على جميع المستويات.
حذر مسؤول في منظمة الصحة العالمية من أن العالم أمامه طريق طويل للسيطرة على جائحة فيروس كورونا، فيما قالت روسيا إن عقار "فافيبيرافير"، المرشح لعلاج "كوفيد- 19"، أظهر نتائج مُبشرة في التجارب السريرية المبكرة.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة، مايك ريان، الأربعاء إن المخاطر المتعلقة بمرض "كوفيد- 19"، وهو مرض تنفسي يسببه فيروس كورونا المستجد، لا تزال كبيرة على "المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية".
وأضاف في إفادة صحفية عبر الإنترنت أن هناك حاجة إلى "مكافحة كبيرة جداً" للفيروس من أجل خفض التقييم الحالي للمخاطر.
نتائج مبشرة من روسيا
ذكر صندوق الاستثمار المباشر الروسي أن عقار "فافيبيرافير" المرشح لعلاج فيروس كورونا أظهر نتائج مُبشرة في التجارب السريرية المبكرة في روسيا.
وقدم صندوق الاستثمار 150 مليون روبل (نحو مليوني دولار) في تمويل المشروع.
وأوضح الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديمترييف، أن نتائج فحوص 60% من بين 40 مريضاً بفيروس كورونا تناولوا أقراص "فافيبيرافير"، الذي جرى تطويره أولاً في اليابان باسم "أفيجان"، جاءت سلبية خلال 5 أيام.
وأشار إلى أن العلاج يمكن أن يقلص الفترة الزمنية اللازمة للتعافي من المرض إلى النصف.
وتتسابق شركات الأدوية لتطوير علاجات ولقاحات لفيروس كورونا المستجد المعدي والذي أودى بحياة أكثر من 290 ألف شخص في أنحاء العالم وأصاب ما يزيد على 4.2 مليون شخص وألحق أضراراً بالغة باقتصاديات العالم.
وجرى تطوير دواء "أفيجان"، المعروف بشكل عام باسم "فافيبيرافير"، أواخر التسعينيات من جانب شركة اشترتها شركة "فوجي فيلم" فيما بعد عندما غيّرت نشاطها إلى الرعاية الصحية.
وتُجري شركة "جلينمارك فارماسيوتيكلز" في الهند أيضاً تجارب على "فافيبيرافير".
كما تختبر روسيا، التي لديها ثاني أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في العالم بعد الولايات المتحدة، نماذج أولية للقاحات على حيوانات، في حين خصص صندوق الاستثمار المباشر أموالاً لإجراء مزيد من التجارب محلياً.
وأضاف ديمترييف: "هذا سيخفف العبء عن المراكز الطبية، ووفقاً لتقديراتنا سيقلل أيضاً عدد المرضى الخطرين فيما يتعلق بالعدوى نحو النصف"، في إشارة إلى عملية العلاج بعقار "فافيبيرافير".
من جانبه، قال الأستاذ بالأكاديمية الروسية للعلوم ورئيس مجلس إدارة شركة "كيمرار" التي تجري التجارب، أندريه إيفاشنكو، إن التجربة السريرية على 330 مريضاً مصابين بفيروس كورونا سوف تنتهي بحلول نهاية مايو/أيار.
وتابع: "منشآت الإنتاج الحالية لشركة كيمرار ستتيح لنا إنتاج عشرات الألوف من برامج العلاج شهرياً، والتي نُقّدر ونأمل أن تكون كافية للاتحاد الروسي في حدها الأدنى".
وأفاد بأن الفحوص المبكرة أظهرت وجود آثار جانبية ضئيلة، مشيرا إلى حظر استخدام العقار للنساء الحوامل. وتسبب استخدام "أفيجان" في اليابان في حدوث تشوهات خلقية.
ولفت إيفاشنكو إلى عدم توفر بيانات كافية تتيح الحديث عن مدى فعالية العلاج بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض حادة.
وتحدد منظمة الصحة العالمية إطار عمل من 4 مراحل بخصوص كيفية عمل التجارب السريرية، وتدخل التجارب الجارية حالياً في روسيا ضمن المرحلة الأولى من إطار العمل هذا.
وتقول منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني: "عادة ما تختبر دراسات المرحلة الأولى أدوية جديدة لأول مرة على مجموعة صغيرة من الناس لتقييم حجم الجرعة الآمن وتحديد الآثار الجانبية".
تحذير من الصحة العالمية
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن وباء كورونا يهدد التقدم الذي جرى إحرازه فى مجال الصحة بما سببه من خسائر فادحة في الارواح وتعطيل سبل كسب العيش .
واستعرض تقرير للمنظمة آخر إحصاءات تتعلق بالصحة حول العالم، إذ أكدت أن سكان العالم أصبحوا يعيشون عمراً أطول وأكثر صحة ولكن برغم ذلك فإن معدل التقدم بطيء بما لا يفي بأهداف التنمية كما حددتها الأمم المتحدة .
وأكدت في تقرير لها في جنيف، الأربعاء، أن افضل دفاع ضد فيروس كورونا هو الاستثمار في نظم صحية قوية مع رعاية صحية أولية "فالنظم الصحية والأمن الصحي وجهان لعملة واحدة ".
وأشارت إلى توقعات بارتفاع في متوسط عمر السكان حول العالم وأيضاً متوسط العمر الصحي ولكن بشكل غير متكافئ.
وأوضحت: "اكبر المكاسب التي تمَّ الإبلاغ عنها كانت في البلدان منخفضة الدخل والتي شهدت ارتفاعاً في متوسط العمر المتوقع بنسبة تصل إلى 21% أو 11 عاماً، وذلك بين عامي 2000 و2016 مقارنة مع زيادة قدرها 4% أو 3 سنوات فقط في البلدان ذات الدخل المرتفع ".
وتناول التقرير بعض مجالات الصحة التي تحقق بها تقدم ملموس ومنها تحسين الوصول إلى خدمات الوقاية من فيروس الإيدز والملاريا والسل وأيضا ما يتعلق بصحة الأم والطفل وبما أدى إلى خفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف بين عامي 2000 و2018.
في الوقت ذاته، استعرض التقرير بعض الجوانب الأخرى التي تعثر فيها التقدم ومنها مجال التحصين وأيضاً مكافحة الملاريا بعد سنوات من التقدم المحرز وأيضاً النقص العام في الخدمات داخل وخارج النظام الصحي للوقاية من الأمراض غير السارية وعلاجها مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والرئة والسكتة الدماغية .
وأفاد التقرير بأن قرابة 70% من جميع الوفيات في جميع أنحاء العالم في عام 2016 تعزى إلى الأمراض غير المعدية وحيث تحدث غالبية الوفيات وبما يصل إلى حوالي 85% في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل .
وتناول التقرير عدم التكافؤ بين البلدان في مختلف مجالات الصحة مثل تغطية التحصين فى البلدان الفقيرة مقارنة مع الدول الغنية وأيضاً كثافات القوى العاملة الصحية وكذلك القدرة على دفع تكاليف الرعاية الصحية.
وأكد التقرير أن نحو مليار شخص أي حوالي 13% من سكان العالم سينفقون هذا العام 10% على الأقل من ميزانيات أسرهم على الرعاية الصحية ومعظمهم فى الدول ذات الدخل المنخفض أو متوسطة الدخل .
وشدد منظمة الصحة على أن وباء كورونا أثبت حاجة جميع الدول إلى نظم بيانات ومعلومات صحية أقوى وذلك لتوفير قدرة أكبر على فهم واستخدام الإحصاءات الصحية الدقيقة ووضع السياسات المناسبة وتخصيص الموارد وتحديد أولويات التدخل وهو ما يتطلبه حالات الطوارئ مثل تلك التي يعيشها العالم في ظل انتشار فيروس كورونا اليوم.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز