ابنة أول ضحايا كورونا من "جيش مصر الأبيض" تكشف تفاصيل "العزل"
إسراء أحمد اللواح، ابنة أول طبيب مصري يتوفى بكورونا، تكشف عن التفاصيل الكاملة لمعيشتها داخل غرفة العزل الصحي بصحبة والدتها.
داخل غرفة منعزلة وإجراءات وقائية مشددة ينفذها جنود جيش مصر الأبيض بمستشفى العزل بمحافظة الإسماعيلية، تعيش إسراء أحمد اللواح ابنة الطبيب المصري الذي رحل عن عالمنا منذ أسبوعين بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد.
ومنع "كوفيد 19" الفتاة المصرية من توديع والدها الذي يُعَد أول ضحايا "الجيش المصري الأبيض"، نظرا لتلقيها العلاج بالمستشفى نفسه الذي تُوفي بداخله الطبيب المصري، واستحالة خروجها ومخالطة الآخرين.
في حوارها لـ"العين الإخبارية" تكشف ابنة أحمد اللواح عن التفاصيل الكاملة لمعيشتها داخل غرفة العزل الصحي بصحبة والدتها، ونوع العلاج الذي تتلقاه لمحاربة كورونا المستجد.. وإلى نص الحوار..
متى ظهرت عليكِ أعراض "كوفيد 19"؟
منذ أن أصيب والدي بفيروس كورونا ظهرت عليّ سريعا أعراض هذا الوباء؛ لأنني كنت مخالطة له داخل المنزل وأوقات إجرائه الفحوصات الطبية سواء الأشعة على الصدر أو التحاليل الخاصة بهذا الفيروس داخل مستشفى الحميات ببورسعيد.
ومنذ دخول والدي مستشفى العزل بالإسماعيلية داخل العناية المركزة، بدأت أشعر بضيق في التنفس مصاحب لاحمرار بالعين، لذا قمت بإجراء فحوصات مماثلة بالخطوات نفسها التي اتبعها والدي للتأكد من حالتي الصحية، واكتشفت بعدها على الفور أنني مصابة بفيروس كورونا؛ الأمر الذي أدى في النهاية لدخولي المستشفى نفسه مع والدي ولكن داخل غرفة عادية.
وبعد مرور يوم واحد داخل الحجر الصحي توفي والدي دون أن أودعه بسبب إصابتي بهذا الفيروس، ورغم أنني تلقيت الخبر كالصاعقة؛ فإنني كنت فخورة بأن والدي رحل من أجل عمله ولم يقصر يوما واحدا في خدمة الناس.
كيف تقضين يومكِ داخل غرفة العزل؟
منذ دخولي وأنا أتلقى الرعاية الطبية بشكل لائق ومميز جدا، ولكن الأمر الذي أحزنني أن والدتي أصيبت بهذا الفيروس أيضا وأصبحت مقيمة معي في الغرفة نفسها، ونقضي اليوم معا بتأدية الصلوات، ومشاهدة التلفزيون، فحياتي تسير بشكل طبيعي، وكل ما هو مختلف فقط عملية العزلة عن المجتمع وأسرتي، ولكن بفضل الله حالتنا الصحية تتحسن بنسبة كبيرة.
ما طبيعة العلاج الذي تتلقينه لمواجهة كورونا؟
علاج الملاريا؛ فمنذ دخولي وأنا أحصل على جرعات علاجية مكثفة والأمر نفسه يحدث لوالدتي، فحصلنا خلال أول 5 أيام على عقاقير مختلفة ومتعددة ولكن تحت كورس طبي لعلاج الملاريا، وحاليا تم تخفيف الجرعة عقب زوال أغلبية الأعراض تدريجيا؛ فأول الأمر كانت نسبة الأكسجين غير منتظمة مع سعال شديد واحمرار في الوجه والعينين مع ارتفاع درجة الحرارة، ولكن حاليا أشعر بتحسن شديد ووالدتي كذلك، كل ما في الأمر أنني أعاني يوميا من كحة شديدة قبل النوم.
ما أهم الإجراءات الوقائية داخل الحجر الصحي؟
جميع الملابس التي أرتديها عند إجرائي بعض الفحوصات الطبية معقمة بدرجة عالية، وتتكون من بالطو أزرق وماسكات في الوجه مخصصة أثناء نزولي للطابق السفلي الذي تسحب فيه العينات، بالإضافة إلى الكلور الذي يستخدم بكثرة يوميا للتعقيم والتنظيف؛ فعند خروجي من الغرفة والسير داخل المستشفى لأي سبب كان يتم رش الكلور خلفي تلقائيا حتى يتمكنوا من تطهير الأرضية بشكل مستمر.
متى تغادرين المستشفى؟
لا أحد يتمكن من تحديد فترة العلاج أو مغادرة المستشفى، فأنا منذ يومين أجريت بصحبة والدتي تحاليل "كوفيد 19" وما زالت إيجابية على الرغم من شعورنا بتحسن حالتنا وزوال بعض الأعراض المصاحبة لكورونا بشكل كبير.