شبيه فيروس كورونا بين الأطفال يدق ناقوس الخطر
فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" قد يهاجم كل شيء في الجسم مع عواقب كارثية قد تؤدي إلى الوفاة
تطول قائمة المشاكل الصحية المرافقة لمرض (كوفيد-19) أسبوعا بعد آخر مع التهابات حادة ومضاعفات عصبية ووعائية قلبية، كان آخرها حالات أطفال مصابين بأعراض قوية شبيهة نوعا ما بداء كاواساكي.
وداء كاواساكي مرض نادر يصيب الأطفال دون سن الخامسة، يتميز هذا المرض بالالتهاب الحاد في الأوعية غير المعروف مصدرها.
وأشار أطباء أطفال إلى حالات أطفال ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد تظهر عليهم التهابات "متعددة" تشير إلى نوع غير اعتيادي من مرض كواساكي، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ويصيب هذا المرض الذي شخّص للمرة الأولى في اليابان العام 1967، الأطفال الصغار خصوصا. ولا يعرف سبب هذا المرض بالتحديد وقد يكون عائدا إلى عوامل عدوى، من جينية ومناعية.
لكن لم يثبت حتى الآن الرابط مع فيروس كورونا المستجد.
وقبل إصابة أطفال بهذه الأعراض، كان معروفا أن مرض كوفيد-19 يؤدي في الحالات الحادة بأغراض المتلازمة التنفسية الحادة (سارس) ويصيب المسنين خصوصا والبالغين الذي لديهم عوامل خطر أخرى مثل السكري والضغط والوزن الزائد، فضلا عن قصور في القلب أو في التنفس.
لكن مع مرور الوقت، تكتشف الطواقم الطبية خصائص ومضاعفات أخرى مرتبطة بهذا المرض المستجد على الإنسان والأطباء كذلك.
وقال الطبيب هارلان كرومولز من جامعة يال لمجلة "ساينس" الأمريكية المتخصصة: إن كوفيد-19 "قد يهاجم كل شيء في الجسم مع عواقب كارثية".
وأضاف طبيب القلب المكلف بجمع البيانات السريرية حول المرض في الولايات المتحدة أن "شراسة الفيروس لافتة".
"عاصفة السيتوكين"
ورصد الأطباء في الحالات الخطرة أن كوفيد-19 قد يؤدي إلى نشاط مناعي جامح يسمى "عاصفة السيتكوين" التي قد تسبب الوفاة.
ووصفت هذه الظاهرة قبل حوالي 20 عاما ورصدت في فيروسات كورونا أخرى مثل سارس في 2003 وملازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في 2012 ويشتبه في أنها وراء الوفيات الهائلة الناجمة عن "الأنفلونزا الإسبانية" في 1918-1919 التي حصدت نحو 50 مليون ضحية.
وبات جزء من البحث العلاجي يركز بالتحديد على هذا الرد المناعي الجامح كما هي الحال في التجربة السريرية الواعدة الجارية في فرنسا على عقار "توسيليزوماب" الذي يضبط المناعة.
إصابات عصبية
تشكل خسارة حاسة الشم وبقدر أقل الذوق، أحد أهم مؤشرات الإصابة بالمرض.
وتظهر عمليات رصد سريرية كذلك، احتمال حدوث إصابات عصبية مرتبطة بكوفيد-19 في بعض الحالات الخطرة.
وأظهرت دراسة مراقبة أجريت في مستشفى ستراسبورج ونشرتها في 15 أبريل/نيسان مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف مديسين" نسبة واسعة من المرضى يعانون من هياج وتشوش بعد خروجهم من قسم الإنعاش.
لكن الدراسة أشارت إلى "نقص في البيانات لمعرفة" إن كانت هذه الاضطرابات مرتبطة بالعواصف المناعية هذه أو بالالتهاب نفسه أو هو نتيجة العناية المركزة.
في مطلع أبريل/نيسان، أشار فريق ياباني إلى وجود آثار للفيروس في السائل الدماغي الشوكي لدى مريض يعاني من كوفيد-19 أصيب بالتهاب في السحايا والدماغ، ما يشير إلى احتمال أن يدخل الفيروس النظام العصبي المركزي.
مضاعفات وعائية قلبية
تشير دراسات متزايدة تقوم على المراقبة خصوصا حتى الآن، من دون تفسير واضح إلى عدد كبير من المضاعفات الوعائية القلبية بين حالات كوفيد-19 الحادة.
في نهاية آذار/مارس، وثقت دراسة نشرت في مجلة "جاما" إصابات في القلب لدى 20% من مجموعة ضمت أكثر من 400 مريض أدخلوا المستشفى في ووهان في الصين.
وبموازاة ذلك، رصد كذلك تشكل جلطات دموية غير طبيعية لدى قسم من المرضى. وقد أظهرت دراسة هولندية شملت مجموعة من 200 مريض أن هذا الأمر سجل لدى ثلث من بينهم.
وقد يكون لتجلطات الدم عواقب مأسوية مع جلطات دماغية أو رئوية أو أزمات قلبية.
وأفادت شاري بروسنان طبيبة الإنعاش المتخصصة بالرئتين في مستشفى لانجون في نيويورك لوكالة "فرانس برس" بأن هذا "التخثر لا يشبه التخثر الاعتيادي".
ويرى عدد متزايد من الباحثين أن هذه الجلطات الدموية تلعب دورا أساسيا في خطورة الإصابة والوفيات.
إلا أن الرابط بين هذه الجلطات الدموية والفيروس لا يزال غامضا. وقد يكون غير مباشر ومرتبطا كذلك بـ"عاصفة السيتوكين".
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز