"واشنطن بوست": أمريكا لم تشهد ذروة كورونا بعد
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقول إن كثيرين في الولايات المتحدة قلقون بشأن الإجراءات الطارئة التي تفرضها الحكومة للسيطرة على كورونا.
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم، اتجهت دول عدة لاتخاذ تدابير طارئة للسيطرة على التفشي، منها إغلاق المدارس، والعمل من المنزل، والعزل والحجر الذاتي في المنازل، دون تحديد موعد لإنهاء الوضع الطارئ.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن سؤال "إلى متى يمكن استمرار هذا الأمر؟" يقلق كثيرين خاصة في أمريكا، موضحة أن أفضل الردود وأكثرها مصداقية طبقًا لعلماء الأوبئة والفيروسات، هو: "يتوقف على عوامل عدة خاصة أنه لن ينتهي قريبا".
ورأت الصحيفة أن من المستحيل معرفة متى تشهد الولايات المتحدة ذروة تفشي فيروس (كوفيد-19)، مشيرة إلى أن الحكومة لا تعرف بعد الأعداد الحقيقية للحالات بسبب الاختبارات المحدودة.
ذروة الإصابات
خلال الأيام الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تزايدا سريعا في أعداد حالات الإصابة المؤكدة يشبه بداية المنحنى السيئ لدول أخرى مثل إيطاليا، حسب الصحيفة.
وفي حين يتواصل انتشار فيروس كورونا المستجد في إيطاليا، تتراجع حالات الإصابة اليومية في دول أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية، في مؤشر على أنها تخطت ذروة أزماتها الراهنة.
وقالت كايتلين ريفرز، الباحثة والمتخصصة في علم الأوبئة بمركز جونز هوبكنز للصحة العامة: "الأمر يتوقف على ما إذا كنا سنصبح مثل إيطاليا أو كوريا الجنوبية بعد أسبوع من الآن".
واستغرقت الصين نحو شهرين من بداية التفشي لديها، وشهر منذ فهم مدى فداحة الوضع، للوصول إلى تلك الذروة، فيما استغرقت كوريا الجنوبية نصف شهر تقريبا.
لكن الصحيفة رأت أن من المستحيل معرفة متى تشهد الولايات المتحدة تلك الذروة لعدة أسباب، أبرزها حقيقة أنه ليس معروفا بعد الأعداد الحقيقية للحالات بسبب الاختبارات المحدودة في أمريكا.
وفي أحدث المؤشرات على مدى سوء الوضع والفترة التي يمكن أن تستمر خلالها الأزمة، قالت مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الأحد، إنه يجب منع جميع التجمعات التي يزيد فيها عدد الأشخاص على 50 لفترة 8 أسابيع.
الإثنين، قال مسؤولون في عدة ولايات إنه ربما يتعين على الطلاب الابتعاد عن المدارس لباقي العام الدراسي، كما أوصى ترامب بإغلاق المدارس والمطاعم والحانات وصالات الألعاب الرياضية، وغيرها من المناطق التي تشهد تجمعات، مرجحًا احتمال أن يستمر التفشي حتى يوليو أو أغسطس.
إجراءات صارمة
رغم مرور شهرين ونصف منذ ظهور الفيروس، رفعت الصين جزئيًا إجراءاتها الصارمة الخاصة بالإغلاق في كثير من المناطق، وبدأت المدارس إعادة فتح أبوابها، وأغلقت السلطات المستشفى المؤقت الذي شيد في ووهان خلال ذروة التفشي.
لكن لا تزال تظهر حالات في الصين، وواصلت الحكومة استخدام أدوات قياس الحرارة وبرامج المراقبة الإلكترونية التي تتبع تحركات الناس، حتى إن الشوارع ليست مكتظة كما كانت.
وما زال يلوح في الأفق خطر وقوع حالات تفشي جديدة؛ لذا أعلنت السلطات الصينية قيودا جديدة على المسافرين القادمين لمنع عودة الفيروس.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، قد يشهد العالم موجة ثانية أو ثالثة من التفشي في الدول التي ما زالت تتعافى من الموجة الأولى؛ إذ يعتقد بعض الخبراء أن الفيروس سيصيب من 40 لـ70% من سكان العالم.
لذا، الأكثر ترجيحا أنه بعد وصول حالات الإصابة في الولايات المتحدة لذرتها، فإن السلطات تبقي على بعض من التدابير مثل: عزل المصابين، غسل اليدين باستمرار، ودرجة من درجات التباعد الاجتماعي، حتى تطوير اللقاح الذي قد يستغرق 18 شهرا.
وما زال هناك كثير غير معروف عن الفيروس وكيفية القضاء عليه، لكن يأمل البعض أن يتأثر بتغير الفصول، مثل الإنفلونزا.