أهم 20 سؤالا عن كورونا.. متخصص بالصين يكشف لـ"العين الإخبارية" أسرار الفيروس
"العين الإخبارية" تحاور أحد المتخصصين في الفيروسات الطبية والمناعة بجامعة شانتو الصينية للإجابة عن أهم الأسئلة حول فيروس كورونا
بعد مرور نحو ٣٠ يوما من إعلانه حالة طوارئ عالمية، تحول فيروس كورونا الجديد إلى شبح يطارد سكان العالم، خصوصا بعدما رفعت منظمة الصحة العالمية درجة المرض إلى مرتفع جدا.
وأثار فيروس كورونا المستجد، الذي قضى على أكثر من 3 آلاف شخص، منذ ظهوره، مجموعة من التساؤلات، لعل أبرزها الوقوف على حقيقته، وأعراض الإصابة به، وهل يمكن الشفاء منه نهائيا وكيف.
وفتح غموض فيروس كورونا "كوفيد-19"، الباب أمام فرضيات علمية تتعلق بإمكانية تأثر الفيروس بالتغيرات المناخية، أو تجربة أدوية لاقت نجاحا مع فيروسات أخرى.
"العين الإخبارية" حاورت الدكتور المصري فايد عطية أحد المتخصصين في الفيروسات الطبية والمناعة بجامعة شانتو بالصين والباحث بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية بمصر للإجابة عن كل ما يتعلق بهذا الفيروس.
وإلى نص الحوار:
بداية كيف يعرف الشخص أنه مصاب بفيروس كورونا، خصوصا أن أعراضه تتشابه مع نزلات البرد؟
للأسف أعراض فيروس كورونا تتشابه بنسبة ٧٠٪ مع أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد العادية، سواء كحة أو رشحا أو عطسا أو ارتفاع درجة حرارة أو صعوبة في البلع، لكن كورونا يفرق عن نزلات البرد أن درجة الحرارة في فيروس كورونا لا تتجاوز ٣٩ مئوية وتكون مصاحبة بالتهاب رئوي وألم بالصدر واضح جدا، ويكون الرشح والزكام والعطس أقل نسبيا من نزلات البرد.
هل يعني هذا أن هذه الأعراض كافية لتشخيص أحد بفيروس كورونا؟
لا يمكن أن نشخص بناء على الأعراض. من المفترض أن أي شخص تشتبه عليه أعراض شبيهة بالإنفلونزا ونزلات البرد يتوجه للطبيب المختص أو المستشفى للفحص.
وكيف يتم تشخيص الشخص المشتبه بإصابته بكورونا؟
يقوم متخصص بأخذ عينة من المخاط أو لعاب الفم أو القصبة الهوائية على مادة معقمة، ويتم عزل الفيروس منها ثم عزل المادة الوراثية، ونتأكد من وجود المادة الوراثية لفيروس كورونا، وهو ما يكشف سلبية أو إيجابية المادة، وكذلك نسبة الفيروس.
ما طرق نقل العدوى بفيروس كورونا؟
تنتقل عدوى الفيروس عبر الرزاز أو العطس أو سوائل الجسم نفسها من الشخص المصاب للشخص السليم، بالإضافة إلى ذلك أثبتوا حديثا أنه تم عزل كورونا من عينات البراز، وبالتالي المخلفات البشرية لو تراكمت على سطح معين وحدث تلامس لها ستكون مصدرا جديدا من العدوى.
وهل تنقل الحيوانات الفيروس خصوصا أنه يعتقد أنها كانت السبب في تفشي كورونا؟
الحيوانات لها دور كبير في الموضوع وإلى الآن لا نعرف ما الحيوانات التي تنقل فيروس كورونا، لكن يجب الحذر من جميع الحيوانات ابتداء من الطيور للكلاب للقطط للأغنام للماعز.
هل الفيروس قابل للعلاج أم أنه يؤدي إلى وفاة حتمية؟
فيروس كورونا قطعا لا يؤدي إلى وفاة حتمية بل احتمالية الشفاء منه كبيرة جدا, والدليل نسب الشفاء وصلت إلى 50% من إجمالي الإصابات بالفيروس حتى الآن، وهذا معدل جيد جدا لم يكن في الأسابيع الأولى للوباء.
هل هناك احتمالية للإصابة والشفاء من فيروس كورونا دون الخضوع لعلاج؟
إجابتي أن هناك ما هو أكثر، فمن الممكن أن يصاب شخص بفيروس كورونا ويشفى منه دون أن يعرف، وارد أن يتعامل الجهاز المناعي مع الفيروس ويمر مرور الكرام كأنه نزلة برد عادية دون تشخيص. فيما تكون مناعة البعض ضعيفة ويتحول معهم الفيروس لمرض مزمن مثل التهاب رئوي شديد ويتم حجزه والتعامل معه طبيا.
وما الذي يحدد إمكانية شفاء الشخص من عدمه؟
الأمر متعلق بالمناعة؛ كلما كانت كفاءة الجهاز المناعي أفضل كلما زادت معدلات الشفاء، كذلك الحالة الصحية ومعدل عمر الحالات المصابة فالفيروس أكثر تأثيرا في كبار السن والأطفال، كما أنه أكثر تاثيرا أيضا مع أصحاب أمراض المناعة الذاتية وأمراض القلب والسكر.
مع بداية ظهور فيروس كورونا كانت فترة الحضانة أسبوعين ثم زادت مع حالات إلى 3 أسابيع ثم إلى 42 يوما.. ما سبب تفاوت فترات الحضانة؟ وهل تتوقع زيادة فترة الحضانة مستقبلا؟
بالنسبة لفترة الحضانة هناك لغط علمي حولها، ومع ذلك فترة الـ14 يوما هي فترة الحضانة لمعظم الحالات، أما 3 أسابيع و42 يوما كانت مع حالات محدودة.
اختلاف فترة الحضانة من حالة إلى حالة غير مفهوم علميا حتى الآن، ولكن أرجح أنها تختلف حسب الحالة الصحية للمريض ودرجة الإصابة، لذا يفضل متابعة المشتبه فيهم بعد خروجهم من الحجر الصحي لمدة شهر.
أما بالنسبة للتوقعات حول فترة الحضانة مستقبلا، نتوقع أي شيء في فيروس كورونا 2019، لأنه فيروس ينتابه كثير من الغموض، وبالطبع أتوقع أن تزيد الحضانة مع حالات جديدة، مثلما ظهرت لنا مفاجآت مثل عودة الفيروس لبعض الحالات، وإمكانية العدوى بين الحالات خلال فترة الحضانة، وانتقال الفيروس من حيوان لإنسان، إذا لا يوجد شيء مستبعد.
رفعت منظمة الصحة العالمية اليوم فيروس كورونا من الدرجة الخطرة للدرجة الأكثر خطورة.. اشرح لنا كمتخصص الفرق بين الأمرين.
الحالة الأولى يطلق عليها Endemic، وتعني أن الوباء أصاب مجموعة معينة من الناس والأمر لم يتزايد بشكل كبير، لكنه مغلق على مجموعة أو مكان صغير جدا.
الحالة الثانية وهي Epidemic وتعني أن الفيروس موجود في أماكن أكثر ومعدلات الزيادة كثيرة عما هو متوقع، الآن تجاوزنا المستويين إلى Pandemic وهي الدرجة الثالثة، وتعني أن الفيروس أصبح شديد الخطورة لأنه ينتشر في أكثر من مكان على مستوى العالم بمعدلات عالية.
ما توقعاتك لمستقبل فيروس كورونا خلال الأيام المقبلة؟
توقعاتي بالنسبة للوباء كمتخصص في مجال الفيروسات الطبية والمناعة، أعتقد أن زيادة معدلات الإصابة الفترة المقبلة، خصوصا خارج الصين، لأن اختلاف مستويات تعامل الدول يختلف، والوعي الصحي عند الشعوب والرعاية الطبية والإجراءات الاحترازية التي تتخذ تختلف من بلد لبلد.
لماذا توقعت زيادة معدلات الإصابة خارج الصين رغم أن الأزمة بدأت هناك، كما أن آخر الأرقام تقول إن هناك 78 ألف مصاب من إجمالي ٨٠ ألف مصاب في الصين فقط؟
صحيح، لكن معدلات الشفاء زادت في الصين ووصلت إلى 50 ألفا، وهذا معدل جيد لم يكن موجودا منذ بداية الأزمة، وبالتالي الصين كانت من أفضل الدول التي تعاملت مع الوباء بشكل احترافي، وربما هذا ما افتقر إليه معظم الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا مؤخرا، وارتفعت فيها معدلات الإصابة بشكل غير متوقع مثل إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
في رأيك هل التغيرات المناخية واقتراب فصل الصيف سيحدان من انتشار فيروس كورونا؟
لم يثبت أن درجة الحرارة توثر في القضاء على الفيرس أو حتى الحد من انتشاره، ولكن علميا الفيروس لا يموت إلا عند درجة حرارة ٥٦ سيليسيوس، ولكن من الممكن أن تؤدي زيادة درجات الحرارة في بعض الدول إلى الحد أو التقليل من معدلات الانتشار، ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي إلى القضاء عليه.
ما آخر ما توصل إليه الباحثون في اكتشاف المصل؟
المرحلة الحالية للأمصال هي مرحلة حيوانات التجارب، وهي ثاني مرحلة في طريق الوصول إلى المصل، بعد مرحلة زراعة الخلايا، يتبقى مرحلة التجارب على عينات البشر.
وحاليا تجري العديد من الشركات والجامعات ومراكز البحوث المتخصصة مجموعة من التجارب على الأمصال، ولم يثبت التوصل إلى مصل نهائي.
في رأيك، كم يستغرق الوصول إلى مصل بشكل نهائي؟
قد يستغرق الوصول إلى مصل لفيروس كورونا شهرين أو 3 أشهر على أقل تقدير سواء في الدواء أو المصل، لأنهم لم يبدأوا بعد مرحلة التجارب على عينات البشر، ثم التصريحات ثم التصنيع ثم التوزيع ثم الترخيص، ولا ننسى أننا أمام فيروس لا نعرف عنه جميع البيانات.
المقالات العلمية تشير إلى إجراء تجارب على أدوية الملاريا وإيبولا لعلاج كورونا، فهل هناك ما ثبتت فاعليته؟
أدوية الملاريا كلوروكين وكلوروكين فوسفات، وكذلك أدوية الإيبولا أثبتت نتائج جيدة مع بعض الحالات، فيما لم تستجب بعض الحالات إما لحساسية أو مناعة، وبالتالي ما زالت التجارب مستمرة والبحث أيضا، حول عمل تعديلات على هذه الأدوية أو عمل دواء جديد كليا.
هل تحدد لنا إجراءات الوقاية من فيروس كورونا؟
ارتداء الكمامات شيء أساسي للجميع سواء في العمل أو الشارع أو المدارس أو المواصلات أو الجامعات، غسل اليدين من وقت لآخر، عدم ملامسة الأسطح، العطس والكحة بمنديل ونتخلص منه على الفور بشكل جيد، تجنب الزحام أو التكدس، الإبلاغ عن أي حالات نزلات برد والكشف عليها وعدم تأخير ذلك، وأخيرا رفع كفاءة الجهاز المناعي.
"الكمامة وحدها لا تكفي"، شعار انتشر الفترة الأخيرة، هل تؤيده أم لا؟ ولماذا؟
الكمامة تكاد تكون كافية مع تجنب الزحام ومع النظاقة الشخصية. وهنا أريد التنويه بضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن الأكثر زحاما مثل المدارس، والجامعات، والمستشفيات ووسائل المواصلات.
ما أفضل أنواع الكمامات مع فيروس كورونا؟ وما المدة التي ينصح بها قبل تغييرها؟
أنواع الكمامات كثيرة وتختلف في الجودة والدرجات والأشكال وكلها تؤدي الغرض، لكن هناك أنواعا أفضل مثل كمامات N95، مع ضرورة تغطية الأنف والفم ومنطقة الذقن. وتغيير الكمامة كل يومين بحد أقصى، خصوصا إذا كان الشخص محيطا ببيئة أتربة وتلوث.
ما إجراءات الوقاية للجلوس على المقاهي، وفي المدارس، ووسائل المواصلات بشكل خاص؟
بالنسبة للمقاهي، الأفضل ألا يكون هناك جلوس على المقاهي بالشكل المعتاد، خصوصا مع الأدخنة والأتربة والشرب في نفس الأكواب مع الشيشة والتدخين، كل ذلك بيئة خصبة لانتشار العدوى.
الأمر نفسه بالنسبة للمدارس يجب على الجميع بما في ذلك الطلاب ارتداء الكمامات وتجنب الزحام بقدر الإمكان لأن الطالب الواحد قد يعدي بقية الفصل، بل ويعدي المدرسة كلها، وأنصح بتقليص مدة الفصل الدراسي للمدارس والجامعات خلال هذه الفترة.
هذه الإجراءات الوقائية تنطبق على بيئات العمل والمساجد ووسائل المواصلات، مع التأكيد على عدم لمس الأسطح ومنع عادة القبلات والأحضان، لأن كل هذا خطر يؤدي لانتشار الفيروس.