كورونا والانتخابات.. سيناريوهات ما بعد إصابة ترامب
"العين الإخبارية" ترصد سيناريوهات الانتخابات الأمريكية بعد إصابة الرئيس ترامب، وما هي خيارات جو بايدن في المناظرة التالية؟
ما إن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩) في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تفجرت التساؤلات حول سيناريوهات سير الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تعدد السيناريوهات، مع خبر الإصابة المفاجئ، جعل الانتخابات الأمريكية تكون أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية، من سيستخدم ورقة كورونا لصالحه؟ ومن سترجح كورونا كفته في تلك الانتخابات؟
ورسم مراقبون، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، سيناريوهات الانتخابات الأمريكية بعد إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا ومعه زوجته ميلانيا، متوقعين أن تكسب هذه الإصابة الرئيس ترامب الكثير من تعاطف الناخبين، بعكس ما قد يفعله خصمه المرشح الرئاسي جو بايدن.
مصداقية وتعاطف
ماك الشرقاوي، المحلل السياسي، قال لـ"العين الإخبارية" إن إعلان الرئيس دونالد ترامب عن إصابته بفيروس كورونا يصب في مصلحته أمام الشعب الأمريكي، لأنه صارحهم وبادر في إعلان هذه الحالة الخطيرة، حيث سيتعاطف معه الناخبون في انتخابات ٢٠٢٠.
وأضاف "ماك": احتمالية أن تكون إصابة ترامب ضده تظل قائمة في ظل استخدام المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي جو بايدن كورونا ككارت في حملته الانتخابية ضد ترامب، مذكرا بأن بايدن اتخذ في المناظرة الأولى من إدارة ترامب لأزمة كورونا محورا رئيسيا للهجوم عليه.
وراسما صورة لتناول الحزب الديمقراطي ووسائل الإعلام المحسوبة عليه لإصابة ترامب، دلل المختص بما فعلته شبكة "سي إن إن" المحسوبة على الجانب الديمقراطي والتي أخذت الأمر من زاوية تعامل ترامب السابق مع كورونا، قائلا: رأوا إصابته فرصة ليقوموا بتغذية العقل الباطن والجمعي للناخب الأمريكي بتقصير الرئيس ترامب.
وتابع: جو بايدن لا يملك الكثير ليقدمه للناخب الأمريكي، ويعتمد فقط في حملته الانتخابية على الهجوم على ترامب وتحميله المسؤولية عن الأخطاء أيا كانت، سواء المتعلقة بأزمة كورونا أو العلاقات الدولية أو ما يتصيده الحزب الديمقراطي للرئيس ترامب.
وتوقع المحلل السياسي أن تتسارع الأجهزة للوصول لمصل فيروس كورونا ويتم اعتماد الكثير من التجارب والأدوية، مشيرا إلى أنه في حال وصل ترامب وإدارته للمصل سيكون من الأسباب الرئيسية لفوزه في الانتخابات القادمة.
وما يعزز موقف ترامب، حسب المختص في العلاقات الدولية، أن خصمه بايدن لم يقدم مشروعا لمواجهة كورونا، أو يعلن عن الخطوات التي سيتخذها في حال كسب الانتخابات، لتعافي الاقتصاد في ظل الجائحة، وهو ملف محسوب لصالح ترامب.
سلاح ذو حدين
سامي عبدالعزيز، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، شكك في إصابة ترامب بكورونا قائلا: تولد لدي انطباع أولي أنها شائعة سياسية، لكن إذا صح هذا الحديث فسيكون السؤال الرئيسي ماذا إن لم يُشفَ ترامب.. هل ينسحب من الانتخابات؟
وطرح "عبدالعزيز" سؤالا آخر: هل سيكون المجتمع الأمريكي على ثقة بقدرة ترامب على الإدارة، إن لم يشفَ ويُعلن ذلك من قبل جهة عملية مستقلة.
وقال المختص في الإعلام إن الوقت مبكر لمعرفة ما سيحدث في الانتخابات الأمريكية، متوقعا أن اللغة "الخشنة" التي دارت بها المناظرة الأولى بين المرشحين قد تستمر، فاتحا الباب أيضا أمام إمكانية أن يسعى بايدن لإظهار أن الإنسانية شيء والسياسية شيء آخر.
على الجهة المقابلة، رأت الدكتورة هبة السمري، عميد كلية الإعلام السابق جامعة القاهرة، أن إصابة ترامب هي سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي تتوقع فيه أن تكسبه تعاطف أكبر من الناخبين الأمريكيين، إلا أنها ستعيقه عن إدارة الحملة الانتخابية بالشكل السابق وبنفس الفاعلية وهو ما سيحاول أن يستغله المرشح المنافس.
ورأت "السمري" أن الإعلام الأمريكي سيلعب دورا مضاعفا في الحرب السياسية بين الخصمين، متوقعة في الوقت نفسه أن بايدن لن يهاجم ترامب خلال المناظرة الثانية فيما يخص إصابته بكورونا، لأنه يعلم أن "الشماتة" ستفقده الشعبية، لكنه سيسعى لاستغلال تبعات الإصابة في تكثيف الحملة الانتخابية.
ورجحت المختصة أن يستخدم بايدن في الوقت نفسه الإصابة في التأكيد على تقصير ترامب، في ظل الجائحة خاصة مع تسييس الديمقراطيين لكورونا في حربهم مع الحزب الجمهوري.
٣٤ يوما على الانتخابات.. ما الموقف القانوني؟
ويشرح المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأمريكية ماك شرقاوي الموقف القانوني وفقا للدستور الأمريكي، بقوله: بالنسبة للقانون والدستور فإن التعديل الـ٢٥ للدستور الأمريكي يقول لو أصبح الرئيس حالته الصحية لا يستطيع معها أداء مهامه يتم تحليف نائب الرئيس الأمريكي رئيسا ويستكمل فترة الرئيس، وإذا أصيب أيضا نائب الرئيس الأمريكي (مايك بنس) بأي مرض يحول دون قيامه بمهام البلاد يتم تحليف رئيسة مجلس النواب الأمريكي (نانسي بيلوسي) رئيسا وتستكمل مدة الرئاسة إلى أن تجرى الانتخابات الأمريكية.
وتابع: ولكن بعد التصريحات التي جاءت من البيت الأبيض بأن الرئيس في صحة جيدة وموجود في العزل الطبي لمتابعة الحالة، كل هذا بدأ يهدأ روع الأمريكان، كذلك التغريدة التي خرجت بها السيدة ميلانيا، بدأت تطمئن الشعب الأمريكي بعض الشيء.
لماذا ترامب رغم إصابته؟
ويرى ماك شرقاوي المحلل السياسي أنه على الرغم من إصابة الرئيس ترامب لكن تبقى الكثير من الملفات في صالحه، حيث استطاع أن يفرض كلمته على المجتمع الدولي في ملف إيران، وانسحابه من الاتفاق النووي بعد تعديله ٤ بنود رئيسية.
ماراثون ترامب بايدن 2020.. خبيران أمريكيان يرجحان الفائز
وأضاف: الشعب الأمريكي ينظر إليه على اعتباره الرئيس القوي، حيث حجم إيران تماما من خلال مجموعة عقوبات صممت بعناية لتحجيم إيران في المنطقة، عندما قال لن تصدر إيران نفظها ويمتنع العالم عن شراء النفط حتى بعد اعتراض الصين وروسيا وتركيا، لكنها بعد فترة وجيزة أذعنت لرغبة ترامب وتوقفت عن شراء النفط، ونجح في أن يجعل إيران تنتج ٤٥٠ ألف برميل يوما من ٢.٨ مليون برميل كانت تنتجه يوميا، وقلل من شرورها في المنطقة.
أما في العلاقات مع الصين، وفق ماك، فإن ترامب نجح في إجبار الصين على توقيع اتفاقية جديدة في ديسمبر الماضي، تفي بكل طلبات ترامب وإدارته، من خلال تقليص حجم العجز في الميزان التجاري، وأيضا زيادة المشتريات الصينية من المنتجات الأمريكية، وأضاف لها ٥٠ مليار دولار للشراء من المنتجات الزراعية من المزارعين الأمريكان، مما يعطيه أصوات هؤلاء الزارعين، بالإضافة للوصول لصيغة تفاهم في حماية الملكية الفكرية، وهو الموقف الذي تختلف عليه الولايات المتحدة والصين كثيرا.
كما نجح في الخروج من اتفاقيات عديدة لمصلحة الولايات المتحدة، منها اتفاقية المناخ ليعطي الولايات المتحدة الريادة من إنتاج النفط، وأصبحت هي الأولى والأكبر في حجم إنتاج النفط عالميا.
كذلك خرج من اتفاقية نافتا مع كندا والمكسيك، وعدلها باتفاقية جديدة، تصب في صالح الشعب الأمريكي وإتاحة فرص العمل.
ومفندا بقية الملفات التي نجح بها ترامب، قال ماك: أيضا أجبر جميع شركات السيارات العالمية إذا أرادت أن تدخل السوق الأمريكي أن تجمع وتصنع داخل أمريكا، وأصبحت كثير من الماركات لها مصانع داخل الولايات المتحدة، مما خلق الكثير من فرص عمل للأمريكان.
وتابع: مهاجمته لمنظمة التجارة العالمية والتي تعتقد أن الصين دولة نامية، نجح في فرض إرادة أمريكا على أوروبا والناتو، وأخرج ٧٥% من القوات الأمريكية من أفغانستان والشرق الأوسط، وحقق كل ما وعد به الناخب الأمريكي.
وفي نهاية حديثه، اتفق ماك مع خبراء الإعلام في أن بايدن سيكون حذرا من الوقوع في الفخ المتعلق بشماتة الرئيس ترامب، مشيرا إلى أنه سيكون غباء سياسيا في ظل تعاطف الشعب الأمريكي ووجود ملايين التغريدات التي تدعو وتتضرع له بالشفاء العاجل.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjYwIA== جزيرة ام اند امز