بعد إصابته بكورونا.. هل يخضع ترامب لعلاج القيصر أم يفكر في وول ستريت؟
بلومبرج تقول إن العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية مع الأسهم الآسيوية تراجعت، كما هبط الذهب ونزل خام برنت إلى 39.4 دولار للبرميل
هز خبر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إصابته هو وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أسواق المال العالمية، حيث هوت أسعار الذهب والنفط والأسهم وبعض العملات الدولية.
وحسب بلومبرج، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية مع الأسهم الآسيوية، كما تراجع الذهب ونزل خام برنت 1.47 سنت أو ما يعادل 3.6 % إلى 39.4 دولار للبرميل.
وعقب هذا التراجع الحاد في أسواق المال العالمية فرض هذا السؤال نفسه، وهو هل يخضع رئيس أكبر دولة في العالم إلى "علاج القيصر" وهو اللقاح المعروف باسم "سبوتنيك V" الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف أغسطس/آب الماضي، خاصة وأنه اللقاح الأكثر فاعلية ضد الفيروس حتى الآن؟، أم سيلجأ ترامب إلى شركات أمريكية أعلنت أيضا عملها على إنتاج علاج للفيروس في محاولة من الرئيس لإنقاذ وول ستريت من الانهيار؟
لماذا علاج القيصر؟
جميع المؤشرات توضح أن علاج "سبوتنيك V" الروسي هو الأكثر فاعلية مقارنة بجميع اللقاحات التي أعلنت عنها الشركات العالمية ولم تظهر نتائجها بشكل رسمي حتى الآن.
ونشرت مجلة "The Lancet" النتائج الرسمية للمرحلتين الأوليين من تجارب لقاح "سبوتنيك V " الروسي، الذي طوره مركز "غامالي" الوطني للأوبئة وعلوم الأحياء الدقيقة.
وتشير البيانات الأولية إلى أن اللقاح يؤمن استجابة جيدة للأجسام المضادة ولا يسبب آثارا جانبية خطيرة، لذلك هو الأقرب لعلاج الرئيس الأمريكي الآن، رغم ما تردد عن إعلان أكبر شركة لقاحات في العالم "سيروم إنستيتوت أوف إنديا" توفير جرعات من لقاح كورونا تكفي كل الأشخاص في العالم حتى عام 2024.
وأعلنت وزارة الصحة الروسية، في منتصف أغسطس/آب الماضي، عن بدء إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد تم تطويره من قبل مركز "جاماليا" الوطني لعلم الأوبئة والبيولوجيا المجهرية، يحمل اسم "سبوتنيك V" .
وتتوقع روسيا إنتاج ما يتراوح بين مليون ونصف المليون، ومليوني جرعة شهريا من لقاحها المحتمل لمرض "كوفيد-19" بحلول نهاية العام، على أن تزيد الإنتاج تدريجيا إلى ستة ملايين شهريا.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن نيته لتجربة لقاح "سبوتنيك V" المضاد لفيروس كورونا، مؤكدا أن ابنته حصلت على اللقاح الجديد الخاص بفيروس كورونا المستجد، وأن حالتها الصحية جيدة.
روسيا تعرض اللقاح مجانا
وخلال الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الماضي أعلن بوتين، أن بلاده مستعدة لتقديم لقاح كورونا مجاناً للأمم المتحدة وموظفيها.
وقال في كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة: "سنعقد قمة مع الدول المهتمة بتطوير لقاحات ضد كورونا".
كما أكد أن استعادة الاستقرار العالمي بعد كورونا ستحتاج لوقت طويل.
بالتزامن، أكد رئيس الصندوق الحكومي الذي يمول مشروع اللقاح، أن موسكو واثقة في نجاحه لدرجة أنها ستتحمل جانبا من المخاطر القانونية إذا سارت الأمور على غير ما يرام بدلا من اشتراط قبول المشترين للمسؤولية الكاملة.
وقال كيريل دميترييف، رئيس الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، وهو صندوق الثروة السيادية الروسي الداعم للقاح "روسيا واثقة من لقاحها، لدرجة أنها لم تطلب الضمان الكامل، وهذا عامل فارق أمام أي لقاح غربي"، مضيفا أن الشركات الغربية كلها طلبت الحماية من أي مطالبات بتعويضات.
شركات أمريكية
هناك 4 شركات أمريكية عملاقة أعلنت عن أنها تحضر علاجا للفيروس، أبرزها فايزر، التي تعد من الشركات القليلة التي حددت موعدا قريبا لطرح اللقاح، حيث أكدت استعدادها لتجهيز اللقام للاستخدام الطارئ في الخريف، على أن تصبح أكثر جاهزية لإنتاج واسع النطاق في نهاية العام، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
كما أعلنت شركة جيلياد ساينسز الأمريكية عن عقار رمديسفير الذي أظهر نتائج إيجابية خلال التجارب السريرية على مصابين بكوفيد-19.
وأعلن أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، والمسؤول عن اعتماد الأدوية في الولايات المتحدة، أن دواء ريمديسفير نجح في تقليل مدة المرض من 15 إلى 11 يوما، وأنه قد يكون متاحا في الأشهر القليلة المقبلة.
وأيضا تعاقدت الحكومة الأمريكية مع شركة جونسون آند جونسون لتطوير لقاح لفيروس كورونا، وبلغت قيمة العقد 456 مليون دولار، بحسب مجلة فوربس.
وينص العقد على إنشاء الشركة قسما متخصصا في إنتاج الأدوية، من أجل التوصل إلى اللقاح.
أما المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية فكانت قد تعاقد مع شركة موديرنا لإنتاج لقاح يعتمد على استخدام المعلومات الوراثية للبروتين لزراعته داخل أنسجة العضلات البشرية بدلا من حقنه فيها.
خسائر كورونا
نظرا إلى أن جائحة كوفيد-19 لم تنته حتى الآن، فلا تزال اقتصادات العالم تواصل نزيف الخسائر، وحتى الآن لم يصدر حصر رسمي لحجمها، ولكن الدكتور كريم العمدة الخبير الاقتصادي، صرح لإحدى القنوات الإخبارية، قائلا "إن خسائر فيروس كورونا قد تصل إلى ما يقرب من 9 تريليونات دولار، وأن قارة آسيا وحدها دون الصين وصلت خسائرها إلى 1.5 تريليون دولار، بينما بلغت خسائر الصين بمفردها 1.6 تريليون دولار".
وبلغت خسائر السياحة العالمية بسبب فيروس كورونا المستجد 460 مليار دولار في النصف الأول من العام، كما أفادت منظمة السياحة العالمية.
وتراجع عدد السياح في العالم بمعدل 65% في النصف الأول من السنة بسبب إغلاق الحدود وفرض قيود على المسافرين، ما كبد القطاع خسائر "أكبر بخمسة أضعاف من تلك المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية والمالية في 2009"، كما ذكرت المنظمة الأممية التي تتخذ من مدريد مقرا في بيان.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز