معقم اليدين في زمن كورونا.. تاريخ مجهول ومبيعات قياسية
مشتريات معقِّم اليدين ارتفعت بصورة كبيرة جدا في الولايات المتحدة منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
دفع الذعر والهلع المصحوبان بتفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد- 19) إلى نفاد منتجات منزلية من على أرفف محلات البقالة والأسواق والصيدليات، من أبزرها معقِّم اليدين.
وعلى الرغم من أن مطهِّر أو معقِّم اليدين ليس من المنتجات القديمة في العالم؛ إذ ظهر في الأسواق منذ عقود قليلة فقط ولم يكن يشهد إقبالا كبيرا على شرائه في السابق؛ فإنه أصبح ضرورة ملحة في "زمن كورونا".
مبيعات قياسية
وفي تقرير مطول نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، قالت إنَّ مشتريات معقِّم اليدين ارتفعت بصورة كبيرة جدا في الولايات المتحدة منذ ظهور أول إصابة بالفيروس.
وأشارت إلى أنَّ قطاع صناعة منتجات تعقيم وتطهير اليدين يحقق بالفعل أرباحا تزيد على 200 مليون دولار سنويا.
وخلال الأسبوع الأخير من فبراير/شباط (الفترة التي شهدت وفاة أول أمريكي بكورونا) ارتفعت مبيعات معقِّم اليدين بنسبة 300% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي.
وفي الأسبوع التالي؛ الأسبوع الأول من مارس/آذار، ارتفعت مبيعات معقِّم اليدين بنسبة 470% مقارنة بالأسبوع نفسه من عام 2019.
وفي ظل اختفاء منتجات تعقيم اليدين وسط تهافت على شرائها، بدأت مواقع الشراء عبر الإنترنت في مضاعفة أسعارها بصورة كبيرة؛ ما دفع كبار المسؤولين عن تطبيق القانون في العديد من الولايات الأمريكية إلى التهديد بالملاحقة القضائية بسبب التلاعب في الأسعار واستغلال الأزمة.
إقبال كبير
وجاء تهافت الناس على شراء معقِّمات اليدين بعد توصيات من جهات صحيّة رسميّة حول العالم بأنَّ الإجراء الاحترازي الأكثر قوة لتجنّب الإصابة بكورونا هو غسل اليدين جيدا بالماء والصابون عدة مرات على مدار اليوم، وفي حال عدم توافر ذلك يوصى باستخدام معقِّم اليدين الذي يحتوي على 60% من الكحول.
ويعد الكحول هو العنصر الأساسي في معقِّم اليدين، الذي يحتوي في الغالب على 60% إلى 95% من كحول الأيزوبروبيل أو الإيثيل الممزوج بالماء والهلام مثل الجليكول والجلسرين لمنع جفاف بشرة المستخدمين.
تاريخ مجهول
ورغم أن الكحول يستخدم كمطهر منذ أواخر القرن الـ19 على الأقل، فإن الأصول الدقيقة لظهور معقِّمات اليدين في شكلها الحالي لا تزال محل جدل.
وتشير إحدى الروايات إلى أنَّ طالب التمريض الأمريكي لوبي هيرنانديز هو مخترع معقِّم اليدين، عام 1966، بعد الجمع بين الكحول والهلام ليستخدمه الأطباء في المواقف التي لا يتوافر فيها الوقت للحصول على الصابون والماء الدافئ قبل علاج المرضى، لكن لم يتمكن التحقيق الأخير الذي أجرته مؤسسة "سميثسونيان جويس بيدي" من الكشف عن أي أثر لهيرنانديز أو أي دليل على براءة اختراع أمريكية لمطهر اليد تحت هذا الاسم.
وتدّعى شركة Hartmann الألمانية أنَّها أصدرت أول مطهر للأيدي يعتمد على الكحول في العالم، ووصل إلى الرفوف الأوروبية عام 1965، وهو مصنوع من الجلسرين و75% من الكحول.
وعلى مدار العقد الأول من القرن الـ21، بدأت المستشفيات في جميع أنحاء العالم تطبيق ممارسة وضع مضخات المطهر اليدوي على نطاق واسع في جميع أنحاء المرافق الطبية.
وعلى الصعيد العالمي، يمكن أن تتجاوز أرباح سوق منتجات المطهر اليدوي 2.1 مليار دولار بحلول عام 2027، وفقا لتقدير صادر عن شركة أبحاث السوق Fior Markets، والذي تمَّ إصداره، الخميس، مشيرا إلى الآثار المستمرة لوباء كورونا على احتمالات نمو السوق.