ماذا تعرفون عن طفرة كورونا "الهاربة"؟ وما علاقتها باللقاحات؟
عثر علماء على طفرة جديدة مسماة E484K في نوع من فيروس كورونا تم رصده لأول مرة في جنوب إفريقيا منذ شهرين، ومؤخرا أيضا في البرازيل.
وانتشرت هذه الطفرة حتى الآن في 12 دولة منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ويطلق على طفرة E484K "الطفرة الهاربة" لأنها أثبتت قدرتها على الهروب من بعض الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات.
وصفت بيني مور، الأستاذة المساعدة في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا، هذه الطفرة بأنها "مثيرة للقلق" وأنها ربما يكون لها تأثير وحاليا لا نعلم على وجه التحديد مدى هذا التأثير، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عنها.
وتتعاون مور مع أليكس سيجال، عالم فيروسات في معهد أفريقيا للأبحاث الصحية وعلماء آخرين يدرسون طفرة E484K، بإتمام دراستهم في المختبر للتأكد من صحة عدم فاعلية اللقاحات المتوفرة ضد التحور الجديد.
وبناء على ما توصلوا إليه حتى الآن، يشككون بشدة في أن طفرة E484K ستجعل لقاحات فيروس كورونا عديمة الفائدة لأنها لن تتمكن من الإفلات من جميع الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات، مع الأخذ في الاعتبار أن اللقاحات تنتج العديد من الأجسام المضادة. لكنهم يعتقدون أن هناك احتمال بأن "تقلل" الطفرة بمفردها أو بالاشتراك مع طفرات أخرى، من فاعلية اللقاحات.
كما أعربوا أيضا عن قلقهم حيال أن طفرة E484K قد تكون مؤشرا على أن فيروس كورونا الجديد يظهر قدرته على التغيير أمام أعيننا، وأنه إذا كانت هذه الطفرة قد حدثت في غضون أشهر، ربما تتبعها طفرات إشكالية أخرى.
عندما بدأ اختبار اللقاحات المستخدمة في الولايات المتحدة خلال فصلي الصيف والخريف الماضيين، نجحت اللقاحات بالفعل في التغلب عليها وقهرت الفيروس فعليا. ولكن منذ ذلك الحين، قامت أجزاء من الفيروس باستبدال نفسها أحيانا بأجزاء جديدة وفي أحيان أخرى كانت هذه الأجزاء الجديدة لا تتصرف.
قام باحثون في مركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل وأماكن أخرى بفحص البلازما من المرضى الذين تعافوا من كوفيد-19 لمعرفة ما إذا كانت أجسامهم المضادة قادرة على محاربة E484K والطفرات الأخرى. ووجدوا أن E484K تتحدى قدرة بعض الأجسام المضادة على تحييد الفيروس.
يقول سيجال إن الخوف الأكبر هو من تحور فيروس كورونا مرارا وتكرارا؛ إذ لديه قدرة هائلة على الانتشار بسرعة حول العالم وفي كل مرة ينتقل من شخص لآخر يحصل على فرصة جديدة للتغير والتحور، وبذلك تتوفر مزيد من الفرص للفيروس لتعلم كيفية مقاومة اللقاح وهو ما لم يكن متوقعا من فيروس كورونا الذي طالما بدا مستقرا نسبيا.
بينما يتركز الاهتمام على طفرة E484K، يراقب العلماء أيضا الطفرات الأخرى في المتغير. وستكون الخطوة التالية هي اختبار هذه الطفرات ضد الأجسام المضادة التي تم تخليقها بواسطة اللقاحات، وهذا هو العمل الذي يقوم به العلماء الآن ويأملون الإعلان عنه في الأسابيع القليلة المقبلة.
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA=
جزيرة ام اند امز