خبير بيطري يكشف سر انتقال كورونا من الإنسان للحيوان
رغم التضخيم الإعلامي لواقعة ثبوت إصابة اثنتين من حيوان الغوريلا في حديقة أمريكية بفيروس كورونا، إلا أن الأمر بدا عاديا عند الخبراء.
وإصابة الغوريلتين بحديقة حيوان سان دييجو في كاليفورنيا، التي أعلنها "جافين نيوسوم" حاكم الولاية، الأربعاء، ليست الأولى لإصابة حيوانات من الثدييات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكان العام الماضي قد شهد تسجيل هونج كونج في 28 فبراير/ شباط أول حالة لإصابة كلب بالفيروس، ثم تم الإعلان عن إصابة ثانية لكلب في هونج كونج أيضا يوم 20 مارس/ آذار.
وسجلت بلجيكا في 27 مارس/ آذار إصابة قطة، وتلى ذلك تسجيل إصابة قطتين في أمريكا في 22 إبريل / نيسان.
كما كشفت دراسة نشرها أطباء بيطريون صينيون بالمكتبة الإلكترونية bioRxiv في 4 إبريل الماضي، عن إصابة 15٪ من القطط المشردة وفي المأوى في مدينة ووهان الصينية بفيروس كورونا.
ويقول محمد مهدي، أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة كفر الشيخ (شمال القاهرة) لـ"العين الإخبارية": " هذه الوقائع وواقعة إصابة الغوريلتين يمكن تفسيرهما في إطار أننا أمام فيروس هو في الأساس حيواني المنشأ، فلا يوجد ما يمنع انتقاله من حيوانات للبشر أو من البشر للحيوانات".
وتميل أغلب الدراسات إلى ترجيح انتقال فيروس كورونا المستجد من الخفاش إلى عائل وسيط يسمى "آكل النمل الحرشفي" أو ما يعرف بـ "البنجولين"، الذي يباع في سوق مدينة ووهان للحيوانات، فكانت هناك فرصة مواتية لانتقاله من هذا الحيوان إلى الإنسان.
ويوضح أن الفيروس يستخدم المستقبل"ACE2"، وهو إنزيم يرتبط بالسطح الخارجي للخلايا في الرئتين والقلب، ويوجد هذا المستقبل عند القطط وعدد من الحيوانات البرية والبشر، مما يجعلها عرضة أيضا للإصابة بالمرض، ونقل العدوى لبعضها".
ويضيف: "أبرز دليل على هذه الصفة المشتركة هو أنه في التجارب ما قبل السريرية على لقاحات كورونا يتم عدوى القرود بالفيروس، بعد منحها اللقاح، لاختبار فعاليته، والغوريلا التي أصيبت في أمريكا ليست بعيدة عن القرود، فهي توصف بأنها (القردة العليا)".
ورغم اشتراك البشر مع الحيوانات في وجود المستقبل "ACE2" إلا أن أداء الجهاز المناعي بينهم قد يكون متباينا، وهو ما يفسر أن الحيوانات المصابة تتصرف بشكل طبيعي وتأكل بشكل جيد.
ويقول مهدي: "بما أن الفيروس حيواني المنشأ، فقد يكون الجهاز للمناعي بالحيوانات أقدر على مقاومة الفيروس بشكل أسرع، فلا يحدث له انتشار سريع بالجسم ".