دواء كورونا للقطط.. هل يستفيد البشر؟
الأبحاث الأولية تشير إلى أن عقارين تم تطويرهما لعلاج كورونا القطط يمكن استخدامهما للقضاء على فيروسات كورونا البشرية
تصاب القطط بنوع من فيروسات كورونا الذي يهددها وحدها ويسمى (FeCV)، وهي عدوى تؤثر على الجهاز الهضمي ونادرًا ما تسبب أي أعراض، وفقًا لكلية الطب البيطري بجامعة كورنيل الأمريكية.
ومع ذلك، ففي حوالي واحد من بين كل 10 قطط مصابة، يتحور الفيروس بعد إصابة الحيوان بطريقة تسمح له بالتسلل إلى خلايا مناعية معينة، والانتشار في جميع أنحاء الجسم وإحداث التهاب حاد، في هذه المرحلة، تسمى العدوى "فيروس التهاب الصفاق السنوري المعدي" (FIPV) وعادة ما تكون قاتلة إذا تُركت دون علاج.
وتم تصميم عقارين تجريبيين لعلاج القطط المصابة بهذه العدوى القاتلة، وتشير الأبحاث الأولية إلى أنه يمكن استخدام كلا العقارين للقضاء على فيروسات كورونا البشرية، وفقًا لتقرير نشره موقع "ساينس نيوز ".
وتقول عالمة الكيمياء الحيوية جوان ليميو لموقع "ساينس نيوز" عن العقارين وهما (GC376) و(GS-441524): "حقيقة أن هذين العقارين تم تطويرهم بالفعل وأثبتا نجاحا في علاج التهاب الصفاق المعدي لدى القطط، إنهما يبشران بالخير حقًا".
ويعمل العقاران عن طريق منع فيروس كورونا السنوري من التكاثر في خلايا القطط، ويعملان أيضا كما ترجح "ليميو" على تعطيل تكرار في الخلايا البشرية.
وتضيف: "عقار (GC376) على سبيل المثال، يعرقل إنزيمًا رئيسيًا يسمى (M protease)، الذي يعتمد عليه فيروس كورونا القطط للمساعدة في عمل نسخ من مادته الجينية المعروفة باسم RNA".
وأثناء التكاثر، يبني الفيروس خيوطًا طويلة من البروتينات التي يقطعها الإنزيم (M protease)، لفصل كل بروتين على حدة عن التالي في السلسلة، ثم تجتمع البروتينات الفردية معًا لبناء نسخة جديدة من فيروس كورونا، وبالتالي في حالة تلف الإنزيم، لا يمكن لفيروس كورونا القطط التكاثر والاستمرار في إصابة القطط بالمرض.
تستخدم فيروسات كورونا الأخرى، بما في ذلك فيروس كورونا المستجد الذي يصيب البشر، نفس الإنزيم لبناء نسخ من الفيروس.
وكشفت دراسة أجريت عام 2016، نُشرت في مجلة PLOS Pathogens، أن العقار (GC376) يوقف أيضًا الإنزيم عن العمل في فيروسات من نفس العائلة تصيب البشر، مثل فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس).
وهذا العام، اقترحت دراسة في مجلة "سيل ريسيرش" أن الدواء يمكن أن يمنع أيضًا فيروس كورونا المستجد من التكاثر في أنبوب اختبار، بينما أظهرت دراسة أخرى نتائج مماثلة في خلايا القرود المزروعة في المختبر، وفقًا لموقع "ساينس نيوز".
بناءً على هذه النتائج، تخطط شركة "أنفيف لايف ساينس"، الشركة المصنعة للعقار (GC376)، لاختبار الدواء في التجارب البشرية لاستخدامه كعلاج لـ(كوفيد – 19).
وأفاد موقع "ساينس نيوز" أن العقار التجريبي الثاني للقطط GS-441524 أظهر نجاحًا مماثلاً في الدراسات التي أجريت على الحيوانات المصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث يعمل الدواء بشكل مشابه لعقار "ريمدسفير"، وهو مضاد للفيروسات أظهر أنه يقلل من وقت الشفاء لدى مرضى "كوفيد –19" في المستشفى.
وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة (سيل ريبوتيز) أنه بالإضافة إلى دور دواء (GS-441524)، في وقف فيروس كورونا السنوري عند القطط، فإنه يمكن أن يمنع أيضًا تكاثر فيروس كورونا المستجد في الخلايا البشرية والقرود في المختبر.
ومع ذلك، كان دواء (GS-441524) أكثر فاعلية في خلايا القرود، في حين أن (ريمدسفير) يعمل بشكل أفضل في خلايا الرئة البشرية، وفقًا لموقع "ساينس نيوز".
وصممت شركة الأدوية الحيوية (جيلياد) كلاً من "ريمدسفير" و(GS-441524)، وبدأت دراسات مبكرة لمقارنة تأثيرات كلا العقارين ضد فيروس كورونا المستجد، وفقًا لما قاله المتحدث باسم الشركة كريس ريدلي لموقع "ساينس نيوز".
وفي السابق، صرحت الشركة بأنها أعطت أولوية لـ"ريمدسيفير" على عقار "GS-441524" في بداية الوباء لأنه تم اختبار "ريمدسفير" بالفعل في تجارب كعلاج مضاد لفيروس إيبولا، الذي يصيب البشر، وهو ما لم يحدث مع الدوء الآخر.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA== جزيرة ام اند امز