"سلالة مرعبة" من كورونا تثير الذعر والجدل.. معلومات متضاربة ونفي أكاديمي
على مدار عامين تعاملنا مع متغيرات وطفرات فيروس كورونا في كل أرجاء العالم، لكن الآن قد نتعامل مع رعب من نوع آخر.
الرعب الجديد تتضارب حوله التقارير والمعلومات فبينما سلط تقرير لـ"بوسطن هيرالد" الضوء على تفاصيل السلالة الجديدة، نفت جامعة بوسطن الأمريكية في بيان رسمي الأخبار المتداولة بشأن "تخليق" معامل الجامعة لسلالة جديدة قاتلة من "كوفيد".
وأكدت الجامعة في البيان أن الأخبار المتداولة في بعض التقارير الإخبارية بهذا الخصوص "خاطئة وغير دقيقة".
تقرير "بوسطن هيرالد" نقل عن باحثين من جامعة بوسطن أنهم طوروا سلالة جديدة من COVID بعد سلسلة من التجارب المماثلة التي كان يعتقد في البداية أنها بدأت الوباء العالمي الذي بدأ في الصين.
أجرى البحث فريق من العلماء من فلوريدا وبوسطن في مختبرات المدرسة الوطنية للأمراض المعدية الناشئة، وهو واحد من 13 مختبرًا من المستوى الرابع للسلامة الحيوية في الولايات المتحدة ويشارك في مشاريع بحثية خطيرة مثل كورونا وإيبولا Ebola.
ماذا نعرف عن سلالة كورونا المطورة في المختبر؟
قال باحثون في جامعة بوسطن الأمريكية إنهم طوروا سلالة من فيروس "كوفيد-19" في المختبر، حيث يبلغ معدل الوفيات فيها نحو 80%، وهو معدل مرعب.
حاليا، تسود طفرة أوميكرون ومتغيراتها في جميع أنحاء العالم ويقال إنها فيروسات خفيفة من حيث الشدة، ومع ذلك فإن الخطر لا يزال مرتفعًا كما حذرنا خبراء الصحة دائمًا.
وقالت الجامعة إن البديل مزيج من طفرة أوميكرون والفيروس الأصلي في ووهان، موضحة أنهم عرضوا الفئران لأوميكرون فقط وعانوا من أعراض خفيفة، لكن هذا المزيج كان قاتلا بنسبة 80% في الفئران المصابة.
واستخرج فريق البحث بروتين سبايك من أوميكرون وربطوه بالسلالة التي تم اكتشافها لأول مرة في بداية الوباء في ووهان الصينية، ثم وثقوا بعد ذلك كيف تفاعلت الفئران مع السلالة الهجينة.
بروتين سبايك هو المكان الذي يلتصق فيه الفيروس ويدخل الخلايا البشرية، ومع كل متغير جديد يزداد بروتين سبايك قوة ويسهل على الفيروس دخول الجسم.
وكتبوا في ورقة بحثية: "في الفئران، بينما يتسبب أوميكرون في عدوى خفيفة وغير مميتة، فإن الفيروس الحامل لـ Omicron S يسبب مرضًا شديدًا بمعدل وفيات بنسبة 80%".
متغير أوميكرون قابل للانتقال بشكل كبير حتى في أولئك الذين تم تطعيمهم بالكامل، ويعتبر بروتين السنبلة مسؤولاً عن معدلات العدوى وفقًا للباحثين، لذا فإن التغييرات الأخرى في بنية الفيروس تحدد قدرته على الموت.
وخلص الباحثون إلى أن السلالة الجديدة تحتوي على جزيئات فيروسية مُعدية أكثر بـ5 مرات من متغير أوميكرون.
فيروسات مخبرية تشكل خطرا على البشرية
التجربة المعملية أثارت عضب الناس، الذين باتوا قلقين بشأن الصحة والسلامة بعد هذه الكارثة، حتى إن البعض يشك في أن أصل فيروس ووهان خطأ معملي.
تم اكتشاف فيروس "كوفيد-19" لأول مرة في سوق رطب في ووهان بالصين، على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن الفيروس تم تصميمه هندسيا في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
قال البروفيسور شموئيل شابيرا، العالم البارز في الحكومة الإسرائيلية: "يجب أن يكون هذا ممنوعًا تمامًا، إنه لعب بالنار".
بينما قال الدكتور ريتشارد إبرايت، الكيميائي في جامعة روتجرز في نيو برونزويك لـDailyMail: "البحث هو مثال واضح على اكتساب الأبحاث الوظيفية".
رد جامعة بوسطن بعد تطوير فيروس كورونا
قالت جامعة بوسطن الأمريكية BU، في بيان عبر الإنترنت عقب انتقادها: "هذا ليس بحثًا عن اكتساب الوظيفة ما يعني أنه لم يضخم سلالة فيروس SARS-COV-2 في ولاية واشنطن (الفيروس الأصل) أو جعلها أكثر خطورة".
وقال الباحثون إن هذه الدراسة تلقي الضوء على قدرة أوميكرون على إحداث المرض، فعندما أصيبت الفئران بالفيروس الهندسي مات 80% منها، ولكن عندما أصيبت فقط بسلالة فيروس الأسلاف الأصلية مات 100% من الفئران.
وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تُظهر أن بروتين سبايك لا يؤدي إلى المرض بأوميكرون، وبدلاً من ذلك تساهم عدة بروتينات أخرى في ذلك.
ونقلت "بوسطن هيرالد" عن مؤلف الدراسة محسن سعيد أن تحديد هذه البروتينات سيؤدي إلى تشخيص أفضل واستراتيجيات إدارة المرض.
وأضاف سعيد: "تماشيًا مع الدراسات التي نشرها آخرون، يُظهر هذا العمل أنه ليس بروتين سبايك هو الذي يدفع للمرض أوميكرون، ولكن بدلاً من ذلك البروتينات الفيروسية الأخرى. وتحديد تلك البروتينات سيؤدي إلى تشخيص أفضل واستراتيجيات إدارة المرض".